أعرب رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الثلاثاء، عن “استغرابه” من التصريحات الأخيرة للمبعوث الأميركي توم باراك، والتي شكك خلالها في “جدية الحكومة ودور الجيش في فرض السيادة”، وذلك في سياق تعامل الدولة اللبنانية مع ملف نزع سلاح حزب الله.

وأكد سلام في منشور على منصة “إكس”، التزام الحكومة الكامل بتنفيذ بيانها الوزاري، “ولا سيما في ما يتعلق بالإصلاحات التي تعهدت بها، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وحصر السلاح بيدها وحدها، كما جسدته قرارات مجلس الوزراء ذات الصلة”.

وشدد على ثقته الكاملة بأن “الجيش اللبناني يضطلع بمسؤولياته في حماية سيادة لبنان وضمان استقراره، ويقوم بمهامه الوطنية، بما في ذلك تنفيذ الخطة التي عرضها على مجلس الوزراء أوائل سبتمبر الجاري”.

الضغط على إسرائيل

وفي هذا الإطار، دعا نواف، المجتمع الدولي إلى تكثيف دعمه للجيش اللبناني، والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها المتكررة، تنفيذاً لإعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في نوفمبر 2024.

كما جدد “التعبير عن إيمان لبنان العميق بإمكانية تحقيق سلام دائم في المنطقة، استناداً إلى مبادرة السلام العربية للعام 2002، كونها ترتكز على مبادئ العدالة، وأحكام القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، وتدعو إلى تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة”.

وفي ذات السياق، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن الجيش اللبناني لن يكون حرس حدود لإسرائيل، مشدداً على أن “قائده وضباطه وجنوده هم أبناء الوطن وسلاحهم ليس سلاح فتنة، بل أداة لحماية السيادة والسلم الأهلي”.

ورفض بري تصريحات المبعوث الأميركي التي وصفها بالمرفوضة شكلاً ومضموناً، مؤكداً أنها مناقضة لمواقف سابقة.

ودعا بري الحكومة اللبنانية إلى تنفيذ ما ورد في بيانها الوزاري، خصوصاً في ما يتعلق بصرف التعويضات لأصحاب المنازل المتضررة. 

وجدد بري تمسكه باتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى “التزام لبنان رئيساً وحكومة ومقاومة بالاتفاق منذ اللحظة الأولى”، مقابل “استمرار إسرائيل بخرقه وعدم تنفيذ التزاماتها”.

وختم بالتشديد على أن “العدوان الإسرائيلي لا يستهدف فئة أو منطقة بل كل لبنان”، وأن “مواجهته والتصدي له مسؤولية وطنية جامعة”.

ماذا قال توم باراك؟

واعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، الاثنين، أن السلام في الشرق الأوسط “مجرد وهم”، ووصف اعتراف بعض أعضاء مجلس الأمن بدولة فلسطينية بأنه “غير مفيد”، وذلك خلال حديثه لقناة “سكاي نيوز” عربية.

وأشار إلى أن “الجيش الإسرائيلي يهاجم الجميع، من سوريا إلى لبنان وتونس”، مضيفاً أن استمرار هذه الهجمات “يعزز رواية (حزب الله) بأنه موجود لحماية اللبنانيين من إسرائيل التي تحتل 5 نقاط ولن تنسحب منها، على حد قوله، لافتاً إلى أنه في المقابل “يعيد حزب الله بناء قوته”.

وقال إن “المسؤولية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية”، موضحاً أن “البعض يريد من الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يرسل قوات المارينز، وهذا لن يحدث”. وشدد على أن “نزع سلاح حزب الله يجب أن يكون قراراً من الحكومة اللبنانية”، مضيفاً أنها “تتردد خوفاً من اندلاع حرب أهلية”. 

وأوضح أن الجيش اللبناني “القوة الوحيدة المتاحة”، لكنه “يفتقر إلى التجهيز الكافي”، مؤكداً: “لن نسلح الجيش ليقاتل إسرائيل أو حزب الله”.

ولفت إلى أن “حزب الله، عدو، تماماً كما إيران”، مشدداً على ضرورة “وقف تمويله”. وختم بالقول: “ربما لن يكون هناك سلام أبداً، لأن الجميع يقاتلون من أجل الشرعية”.

شاركها.