أجرى وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، خلال زيارته إلى دمشق، لقاء مع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، كما زار مدينة حرستا برفقة وزير الطورائ وإدارة الكوراث رائد الصالح.

وعقد الوزير مؤتمرًا صحفيًا في دمشق، اليوم الخميس 30 من تشرين الأول، دعا فيه الحكومة لمحاسبة مرتكبي أحداث الساحل والسويداء.

لقاء مع الشرع وجولة في حرستا

وحين وصوله إلى دمشق اليوم، استقبل الرئيس الشرع، وزير الخارجية الألماني، بحضور وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية.

وأكد الجانبان أهمية الحوار الدبلوماسي والتواصل المباشر في دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز فرص التعاون المتبادل بما يخدم مصالح الشعبين، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

بعد اللقاء زار الوزير الألماني برفقة وزير الطوارئ وإدارة الكوراث السوري، رائد الصالح مدينة حرستا حيث جرى الاطلاع على واقع الأحياء المدمرة في مدينة حرستا بريف دمشق، ضمن جولة ميدانية تهدف إلى تقييم حجم الأضرار والاحتياجات الإنسانية.

الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يلقيان وزير الخارجية الألماني في دمشق ـ 30 من تشرين الأول 2025.

الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يلقيان وزير الخارجية الألماني في دمشق ـ 30 من تشرين الأول 2025.

دعوة للمحاسبة والزيارة

في مؤتمره الصحفي، أعلن وزير الخارجية الألماني،يوهان فاديفول، دعوته وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني لزيارة ألمانيا.

وأشار الوزير الألماني إلى أن سوريا تملك فرصة لتكون من الدول المهمة في المنطقة، وذات دور كبير، معتبرًا أن “سوريا الآمنة والمستقرة هي الهدف بالنسبة لألمانيا وأوروبا”.

ورجح إمكانية أن تصبح سوريا “جسرًا بين أوروبا ودول الخليج العربي”، وأن تصبح “مثلًا يحتذى به، وخاصة بما يتعلق بمكافحة الإرهاب والمخدرات والحد من النفوذ الإيراني”.

إلى ذلك، أكد الوزير الألماني خلال مشاوراته مع الحكومة السورية “حق الشعب السوري في العيش بكرامة”، واصفًا انتخابات مجلس الشعب بـ “المثيرة للإعجاب”، داعيًا لإجرائها في السويداء والحسكة.

وأبدى تأكيده على وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها، معبرًا عن ثقته بالتوجه السوري الجديد.

دور اللاجئين والدعم الاقتصادي

وزير الخارجية الألماني، شجع الشركات الألمانية على الاستثمار في سوريا، معلنًا استمرار بلاده بتقديم الدعم للمنظمات الإنسانية والطبية.

وأضاف، “دعمنا رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، ومن واجبنا المساهمة في إعادة الإعمار في سوريا”، منوهًا إلى تقديم بلاده 13 مليون يورو لدعم الجهود الإنسانية.

وأشار إلى أنه تأثر بما رآه من دمار في مدينة حرستا، قائلًا، “هو يذكرنا بالدمار في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية”.

وقال، “هناك نحو مليون سوري لجؤوا إلى ألمانيا حيث كانوا جسرًا بين البلدين، وأنا اليوم في دمشق ولأعبّر عن الدعم، مرة أخرى، لسوريا كي تُحقق مستقبلها الآمن”.

كما أعلن فاديفول عن تأسيس مجلس الأعمال السوري- الألماني.

وتأتي الزيارة ضمن جولة فاديفول في الشرق الأوسط، حيث زار الأردن، في 29 من تشرين الأول، والتقى نظيره الأردني أيمن الصفدي.

وقال فايديفول في بيان، نشره المركز الألماني للإعلام التابع للخارجية الألمانية قبل وصوله إلى دمشق، “انطلق الناس في سوريا نحو عهدٍ جديد. ونريد الآن أن ندعمهم في أن يتولّوا بأنفسهم صنع مستقبل بلدهم”.

ووفق الوزير الألماني، فإن بلاده ستسهم في دعم سوريا من خلال:

  • إلغاء جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وهو ما “سعينا إليه مبكرًا وبشكل حاسم على المستوى الأوروبي”.
  • من خلال المساعدات الإنسانية.
  • دعم إزالة الألغام والذخائر.
  • التوسع السريع في أعمال السفارة الألمانية في سوريا.
  • من خلال الاستثمارات في الاقتصاد السوري التي ترغب الشركات الألمانية في تنفيذها.

علاقات برلين- دمشق

في 26 من أيلول الماضي، التقى وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني بوزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80 بنيويورك.

منذ سقوط النظام تقود ألمانيًا حراكًا أوربيا تجاه دمشق، فقد زارت وزيرة الخارجية الألمانية السابقة، أنالينا بيربوك، دمشق مرتين وكانت من أوائل الدول الأوروبية التي أعادت افتتاح سفارتها في دمشق، في 20 من آذار.

والتقت بيربوك، الرئيس السوري، أحمد الشرع، مرتين، مرة برفقة وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، ومرة برفقة آرمين لاشيت نائب رئيس البرلمان الأوروبي.

وعقب لقائها الشرع، تعهدت بيربوك في مؤتمر صحفي في دمشق حضرته، بأن تقدم برلين 300 مليون يورو ضمن الجهود الألمانية لتحقيق استقرار اقتصادي في سوريا.

وتعمل وزارة الداخلية الألمانية أيضًا على إعداد لائحة من شأنها أن تسمح للسوريين الحاصلين على وضع الحماية بزيارة بلدهم الأصلي دون المخاطرة بفقدان وضع الحماية الخاص بهم.

وفقًا للسجل المركزي للأجانب، بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا 968,899 نسمة حتى نهاية آذار الماضي.

وبين عامي 2015 و2023، حصل 163,170 سوريًا على الجنسية الألمانية.

وزير الخارجية الألماني في دمشق: مصلحتنا استقرار سوريا

المصدر: عنب بلدي

شاركها.