اخر الاخبار

رسوم ترمب.. أوروبا تلوح بـرد حازم واتفاق كندي مكسيكي للتعاون

قال الاتحاد الأوروبي إنه يأسف لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية شاملة على كندا والمكسيك والصين، متوعداً بـ”رد حازم” إذا نفّذ ترمب تهديده ضد التكتل، فيما اتفقت كندا والمكسيك على تعزيز “العمل الثنائي”.

وأشعل ترمب حرباً تجارية عالمية هذا الأسبوع، بإعلانه رسوماً جمركية ضد ثلاثة من أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين بعد الاتحاد الأوروبي. وامتنعت إدارة ترمب حتى الآن عن فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، على الرغم من تصريح الرئيس الأميركي، الجمعة، بأنه “سيفعل ذلك بالتأكيد”.

وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن العلاقات التجارية والاستثمارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هي “الأكبر في العالم”، مضيفاً: “هناك الكثير على المحك”، وفق ما أوردت صحيفة “فايننشيال تايمز”.

وذكر المتحدث: “التدابير الجمركية الشاملة ترفع تكاليف الأعمال وتضر بالعمال والمستهلكين. وتخلق الرسوم الجمركية اضطرابات اقتصادية غير ضرورية وتدفع بالتضخم للارتفاع، إنها ضارة لجميع الأطراف”.

ومن المقرر أن تناقش المفوضية الأوروبية والدول الـ27 الأعضاء إمكانية فرض هذه الرسوم، خلال اجتماع وزاري في وارسو، الثلاثاء، وفق ما أوردت “بلومبرغ”.

وقالت المفوضية الأوروبية، الأحد، إنه “في الوقت الحالي، لا علم لنا بأي تعريفات جمركية إضافية يتم فرضها على منتجات الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، سيرد الاتحاد الأوروبي بحزم على أي شريك تجاري يفرض تعريفات جمركية بشكل غير عادل أو تعسفي على سلع الاتحاد الأوروبي”.

خطط طوارئ أوروبية

وبدأ مسؤولو الاتحاد الأوروبي في وضع خطط طوارئ لحرب تجارية محتملة مع ترمب في الصيف الماضي، وفق “فايننشيال تايمز”.

كان النهج الأولي يتلخص في التفاوض على المجالات التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يشتري فيها المزيد من المنتجات الأميركية، مثل الغاز الطبيعي المسال، وتضييق العجز التجاري الذي يندد به ترمب بانتظام. كما تعتمد بعض العواصم على التعهدات بزيادة إنفاقها الدفاعي في محاولة لاسترضاء ترمب، الذي يريد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “الناتو” أن تنفق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على جيشها.

وأمضت هيأة التجارة في المفوضية أشهراً في إعداد قوائم بالواردات الأميركية التي قد تفرض عليها رسوماً بنسبة 50% أو أكثر. وقد أبقت بروكسل تفاصيل هذه التدابير الانتقامية سرية حتى لا تستفز ترمب، بحسب “فايننشيال تايمز”.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، الأحد، إن “من المهم عدم تقسيم العالم بحواجز تجارية جديدة”. وعندما سئل عن الانتقام المحتمل من جانب الاتحاد الأوروبي، ذكر شولتز أن الكتلة لديها “مجال للعمل” كقوة اقتصادية كبرى، وفق ما أوردت “رويترز”.

بدوره قال كلاس نوت، عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي، للتلفزيون الهولندي، الأحد، إنه يتوقع أن ترد الدول الأوروبية على التدابير الأميركية المرتقبة، وبالتالي تفاقم حرب تجارية من شأنها أن تلحق الضرر بجميع الأطراف.

وأضاف نوت، الذي يشغل أيضاً رئاسة البنك المركزي الهولندي: “لن ترغب أوروبا في أن يتم التعامل معها بهذه الطريقة، نحن أيضاً كتلة تجارية قوية تضم 400 مليون مستهلك”.

كما حثّ رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على “الوقوف متحدين” إذا مضى ترمب قدماً في تهديده بالرسوم الجمركية. وقال لصحيفة “لا تريبيون” الفرنسية، الأحد: “إذا بحث كل منا عن مصالحه الخاصة، فسوف نختفي”.

وأضاف بايرو: “لدينا أوراق للعب في مواجهة أميركا ترمب”، مشيراً إلى المنتجات الفرنسية التي “تفوقت” فيها بلاده، مثل الطائرات والمروحيات ومحطات الطاقة النووية.




كندا والمكسيك.. العمل سوياً

وقال مكتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الأحد، إن ترودو ورئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم ناقشا في مكالمة هاتفية، الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب.

وأضاف المكتب أن الزعيمين اتفقا على العمل سوياً في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وعلى استمرار تعزيز العلاقات الثنائية القوية بين كندا والمكسيك.

وفي وقت سابق، أعلن ترودو أن أوتاوا ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على 155 مليار دولار كندي (106 مليار دولار) من البضائع الأميركية، كما تعهدت بكين باتخاذ تدابير مضادة مماثلة رداً على ذلك. 

وقالت السفيرة الكندية في واشنطن كيرستن هيلمان، الأحد، لشبكة ABC News، إن كندا تأمل ألا تدخل الرسوم الجمركية الضخمة التي فرضها ترمب حيز التنفيذ، الثلاثاء، لكن الشعب الكندي يتوقع من حكومته أن تقف بحزم في النزاع التجاري مع واشنطن.

وأضافت هيلمان: “نحن لا نريد أبداً التصعيد، لكنني أعتقد أن حكومتنا ستكون مطالبة بشدة بالتأكد من أننا ندافع عن الاتفاق الذي أبرمناه مع الولايات المتحدة”.

ورداً على رسوم ترمب، أعلنت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم أنها أصدرت تعليمات لوزير الاقتصاد بتطبيق رسوم جمركية مضادة.

ترمب مجدداً.. “كندا الولاية 51”

وفي منشور على منصة “تروث سوشال” تساءل ترمب، الأحد، عن سبب دفع مئات المليارات من الدولارات لدعم كندا.

وقال ترمب في حسابه على منصة “تروث سوشال” للتواصل الاجتماعي: “لا نحتاج إلى أي شيء من كندا، فلدينا طاقة غير محدودة، ويجب أن نصنع سياراتنا الخاصة”.

وزعم الرئيس الأميركي أنه “من دون الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة، ستتوقف كندا عن كونها دولة قابلة للحياة”.

وأضاف: “لذلك، ينبغي أن تصبح كندا الولاية رقم 51 في قائمة ولاياتنا، سيكون هناك ضرائب أقل كثيراً، وحماية عسكرية أفضل كثيراً لشعب كندا، ولا توجد رسوم جمركية”.

وكان ترمب قد تعهد بالإبقاء على الرسوم الجمركية حتى انتهاء ما وصفها بـ”حالة الطوارئ الوطنية” بسبب “الفنتانيل”، وهي مادة مخدرة قاتلة من مشتقات الأفيون، وأيضاً بسبب الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة”. ولم يقدم البيت الأبيض أي معايير أخرى، لتحديد ما قد يلبي مطالب ترمب.

ويأتي إعلان الرسوم الجمركية تنفيذاً للتهديد المتكرر الذي أطلقه ترمب خلال حملته الرئاسية لعام 2024 ومنذ توليه منصبه، متحدياً تحذيرات كبار خبراء الاقتصاد من أن حرباً تجارية جديدة مع كبار شركاء الولايات المتحدة التجاريين من شأنها أن تؤدي إلى تآكل النمو في الولايات المتحدة والعالم، في ظل ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين والشركات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *