اخر الاخبار

رسوم ترمب الجمركية.. أسهم أوروبا تتراجع ودول تتوعد بالرد

أثارت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تستهدف كل دول العالم وتدخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل المقبل، عاصفة من المخاوف، إذ توعدت بعض الدول بالرد على الجمارك المرتقبة، في وقت سجلت الأسهم الأوروبية، انخفاضاً مع تفادي المستثمرين للرهانات المحفوفة بالمخاطر.

وهبط مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 1.2% بحلول الساعة 07:09 بتوقيت جرينتش، مع تراجع المؤشرين في ألمانيا وفرنسا، أكبر اقتصادات أوروبا، بنسبتي 1% و1.2% على التوالي.

وأشارت العقود الآجلة في بورصة “وول ستريت” إلى انخفاض حاد عند الفتح، بسبب تصريحات ترمب التي أدلى بها مطلع الأسبوع، والتي أدت إلى الإقبال على شراء الذهب والين باعتبارهما من ملاذات آمنة.

ودفع سيناريو الرسوم الجمركية الشاملة بنك “جولدمان ساكس” إلى خفض توقعاته للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وزيادة التوقعات لخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) والبنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى.

وانخفضت معظم القطاعات الأوروبية الرئيسية، باستثناء قطاع المرافق الدفاعية الذي ارتفع 0.6%، في المقابل قفز سهم شركة “فورتنوكس” السويدية لبرمجيات المحاسبة 35%، عقب تصريح الشركة بأنها تلقت عرضاً نقدياً مشتركاً من أكبر مالك لها، “فيرست كرافت”، ومجموعة “إي كيو تي” للاستثمار المباشر يقدر قيمة الشركة بنحو 55 مليار كرونة (5.50 مليار دولار).

ويستعد المستثمرون لرسوم جمركية مضادة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين تدخل التنفيذ في الثاني من أبريل المقبل، وهو ما وصفه ترمب بـ”يوم التحرير” للاقتصاد الأميركي.

“يوم التحرير”

وعلى متن طائرة الرئاسة، قال الرئيس الأميركي، الأحد، إن الرسوم الجمركية المضادة التي سيعلن عنها هذا الأسبوع ستشمل جميع البلدان، وليس عدداً محدوداً من الدول صاحبة الاختلالات التجارية الأوسع مع الولايات المتحدة، وأضاف: “سنبدأ بجميع البلدان”.

ووعد ترمب بإعلان خطة هائلة للرسوم الجمركية، الأربعاء، الذي أطلق عليه “يوم التحرير”، حيث فرض ترمب بالفعل رسوماً على واردات الألمنيوم والصلب والسيارات، إلى جانب زيادة الرسوم على جميع الواردات من الصين.

ويرى ترمب الرسوم الجمركية وسيلة لحماية اقتصاد الولايات المتحدة من منافسة عالمية غير عادلة وورقة تفاوضية تحصل بموجبها الولايات المتحدة على شروط أفضل.

وقال ترمب إنه “سيفرض حزمة من الرسوم الجمركية المضادة على الدول التي تطبق رسوماً على الصادرات الأميركية”، ومع ذلك أدى القلق إزاء الحرب التجارية إلى اضطرابات في الأسواق ومخاوف من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة.

وذكر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، في حديثه إلى “فوكس بيزنس” مؤخراً أن الرسوم ستركز على الدول صاحبة الاختلالات التجارية الأوسع مع الولايات المتحدة وعددها 10 إلى 15 دولة، وذلك دون أن يحددها.

وفي فبراير الماضي، وقع ترمب مذكرة يدرس بموجبها مسؤولو التجارة في الولايات المتحدة كل بلد على حدة لوضع قائمة من التدابير المضادة المصممة خصيصاً لكل دولة، فيما أشار إلى احتمال تقليص نطاق الرسوم الجمركية وفرضها في بعض الحالات بمعدلات أقل من المطبق على الولايات المتحدة.

دول تتوعد

وأشعلت سياسة ترمب الاقتصادية المصممة لحماية الشركات الأميركية بالفعل حرباً تجارية، مع إعلان التعريفات المضادة من قبل الاتحاد الأوروبي والصين، إذ وعد المسؤولون الكنديون برد سريع، إذا دخلت تعريفات السيارات المخطط لها حيز التنفيذ الأربعاء.

بدوره، قال وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتن، إن باريس لا تزال تأمل في أن تتجنب أوروبا حرباً تجارية مع الولايات المتحدة، لكنها سترد بإجراءات مماثلة، حال فرض ترمب رسوماً جمركية.

وأضاف في مقابلة مع إذاعة RTL، الاثنين: “لن تكون أوروبا موحدة وقوية أبداً، إذا سمحت لنفسها بأن تُدفع إلى حرب تجارية لا تريدها. ومع ذلك، يجب عليها دائماً طرح جدول أعمال إيجابي”.

وقال سان مارتن أيضاً، إن فرنسا “تخطط لإجراء محادثات مع السفارة الأميركية في باريس، للتعبير عن معارضتها لأمر ترمب للشركات الفرنسية بالامتثال لحظر التنوع”.

وطُلب من الشركات تأكيد امتثالها في استبيان منفصل بعنوان “شهادة بشأن الامتثال لقانون مكافحة التمييز الفيدرالي المعمول به”. 

وستثير هذه الوثائق مخاوف في مجالس الإدارات الأوروبية من توسيع إدارة ترمب نطاق حملتها ضد برامج التنوع والمساواة والشمول في الخارج، في وقت وجهت فيه إجراءات الرئيس الأميركي بشأن الرسوم الجمركية والعلاقات الأمنية ضربة للعلاقات بين القوى الأوروبية والولايات المتحدة.

بدوره، قال المستشار الألماني أولاف شولتز، الأحد، إن “كندا دولة مستقلة” وبلاده تقف معها، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد على الرسوم الجمركية الأميركية.

وخلال زيارته إلى معرض “هانوفر” الصناعي التجاري، حيث تشارك كندا في فعاليات المعرض هذا العام بوصفها دولة شريكة، قال شولتز إن “كندا دولة مستقلة”، مضيفاً:” نحن نقف إلى جانبكم!… كندا ليست دولة تابعة لأحد. كندا أمة مستقلة.

وفي رده على عزم ترمب فرض رسوم جمركية، قال المستشار الألماني، المنتهية ولايته، إن أوروبا تريد التعاون مع الولايات المتحدة لكن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد كتكتل واحد إذا لم تترك له واشنطن أي خيار بفرض رسوم جمركية على الصلب والألمنيوم.

بكين مستعدة ولندن تسعى لتجنب النزاع

من جانبه، قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج، والمكلف بملف الاقتصاد في إدارة الرئيس شي جين بينج، الأحد، إن بلاده مستعدة لـ”أي صدمات غير متوقعة”، قبيل فرض رسوم جديدة مقررة في 2 أبريل، على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. 

وأضاف رئيس الوزراء الصيني في تصريحات أمام قادة الأعمال الأجانب المجتمعين في بكين أن “حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار تتزايد، لكن الصين ستسلك المسار الصحيح، المتمثل في العولمة والتعددية”.

وأردف: “استعدينا لمواجهة صدمات غير متوقعة محتملة، والتي تأتي بشكل أساسي من مصادر خارجية. وعند الضرورة، ستقوم الحكومة الصينية أيضاً بطرح سياسات جديدة لضمان العمل السلس للاقتصاد الصيني”. 

أما بريطانيا، فقد أجرى رئيس الوزراء كير ستارمر “مفاوضات بناءة” مع الرئيس الأميركي، الأحد، تهدف إلى التوصل لاتفاق جديد لتعزيز الازدهار الاقتصادي بين بريطانيا والولايات المتحدة.

ونقل مكتب رئيس الوزراء البريطاني، في بيان، عن الزعيمين قولهما، إن المفاوضات “ستستمر هذا الأسبوع”، فضلاً عن اتفاقهما على البقاء على اتصال في الأيام المقبلة.

وفي وقت سابق الأحد، رفضت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، استبعاد الرد على التعريفات الجمركية الأميركية، قائلة إن الحكومة البريطانية تجري “مناقشات مكثفة” مع الإدارة الأميركية، وتسعى لتخفيض الرسوم الجمركية، وتجنب صراع تجاري أوسع.

وتأمل بريطانيا في التفاوض على اتفاق مع الولايات المتحدة لتجنب حزمة أوسع من الرسوم الجمركية المضادة، في الوقت الذي صرح فيه ترمب، الأحد، إن الرسوم الجمركية المضادة، التي سيعلن عنها هذا الأسبوع، ستشمل جميع الدول، وليس عدداً محدوداً فحسب.

يشار إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على حلفاء الولايات المتحدة، مثل كندا واليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي، تسببت بضغوط متزايدة على التحالفات عبر الأطلسي وضرر كبير للدول الأوروبية، ودفعها إلى تغيير ديناميكيات العلاقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *