رأى موقع القناة 12 أن مستوطنة “كريات شمونة” ما تزال تجد صعوبة في التعافي على الرغم من مرور أكثر من عام على وقف إطلاق النار في الشمال، وإزالة التهديد الأمني المباشر من جانب حزب الله، وفق تعبيره.

ويقول الموقع إن “شباب “كريات شمونة” قلقون على مستقبل “مدينتهم” (مستوطنتهم)، ويحذّرون من أن مئات العائلات هناك ما تزال تخطط للمغادرة””.

بحسب الموقع، المراكز التجارية ومحال الشوارع لا تزال بعيدة عن التعافي بعد الحرب وفترة الإخلاء الطويلة، ونتيجة لذلك تفرغ المستوطنة يوميًا من القليل من الناس في الشوارع ابتداءً من الساعة الرابعة بعد الظهر.

ونقل الموقع عن أحد مستوطني المدينة موريئيل بيرتس قوله: “أنا أعتمد فعليًا على العدد القليل من الزبائن الموجودين. في البداية كان الوضع معقولًا نسبيًا، أما الآن فهناك تراجع كبير، واضطررت إلى فصل الموظف الذي كان يعمل معي، وبقيت وحدي في المتجر”.

ويحمّل موريئيل حكومة الاحتلال المسؤولية، مشيرًا إلى أنها لم تضع خطة حقيقية تساعد أصحاب المصالح والمستوطنين. ويضيف: “من المهم بالنسبة لي ألا يصل أشخاص آخرون مثلي إلى هذا الوضع. جميع أصحاب الأعمال هنا ينهارون، إنها مسألة وقت. أعادونا وقالوا: فليكن ما يكون. لم يهتموا بوضع خطة تعيد تأهيل المدينة (المستوطنة)، من الأسهل دائمًا القول: عودوا”.

ويردف بيرتس: “نحن منطقة منكوبة بسبب الحرب، ويجب منحنا مزايا، فالهدف هو جلب شريحة سكانية جديدة وقوية، ومن هناك يمكنها أن تتقدم وتتطور”.

نيتا أوحيون، البالغة من العمر 29 عامًا، ترى أن المستوطنة بلا شباب تعني بلا مستقبل، وفقًا للموقع، وتضيف: “لا يوجد شباب، وحتى الذين عادوا هم إما كبار في السن أو من الفئات الضعيفة، وهذا يؤثر على الاقتصاد بشكل دراماتيكي”.

مظاهرة مرتقبة الثلاثاء

وأشار الموقع إلى أن مجموعة واسعة من المستوطنين وأصحاب الأعمال يعتزمون يوم الثلاثاء المقبل تنظيم تظاهرة على أمل أن تُسمع صرختهم.

ونقل عن شيران أوحيون، إحدى منظِّمات الحدث، قولها: “قالوا لنا تعالوا وسيكون كل شيء على ما يرام، لكن لا يمكن الاتكال على عبارة سيكون على ما يرام. إذا لم يتحسن الوضع مع اقتراب بداية السنة الدراسية المقبلة فلن تبقى هنا عائلات أخرى”.

وتابعت: “المشكلة لن تُحلّ، لكن التظاهرة يمكن أن تفتح نافذة لبدء طرح حلول. الجميع يعلم ما يجري، لكن من الصعب عليهم الحديث عن ذلك. ما زالت هناك مئات العائلات التي تخطط لمغادرة المكان”.

7660 من المستوطنين لم يعودوا

وفقًا للمعطيات الرسمية لبلدية مستوطنة “كريات شمونة”، فإن 7660 من المستوطنين لم يعودوا، أي ما يعادل 30% من الذين كانوا يقيمون فيها قبل الحرب، وقد قرروا عدم العودة. ويُخشى أن يغادر عدد إضافي كبير ممن حاولوا العودة خلال الفترة القريبة المقبلة.

وأظهرت معطيات مركز المعلومات والأبحاث التابع للكنيست، بناءً على طلب رئيسة اللجنة الخاصة لشؤون الشباب، عضو الكنيست نعماه لازيمي، أن نسبًا كبيرة من الشباب غادروا منطقة الجليل الأعلى بعد الحرب.

وقالت لازيمي: “نسبة الشباب العاملين في وظائف غير ثابتة ومؤقتة أعلى بكثير من المعدل القطري، ما يفاقم فجوات الأجور وانعدام الأمان الوظيفي. هذه بنية تُنتج الفقر وتشجّع هجرة الشباب. إذا كانت الحكومة تريد فعلًا إعادة تأهيل الشمال، فعليها وضع تشغيل الشباب، ولا سيما في قضاء صفد وفي لواء الشمال عمومًا، على رأس سلّم الأولويات: عبر التأهيل المهني، تحسين المواصلات، تطوير السياحة، الاستثمار في الهايتك، وتعزيز التوظيف في القطاع العام. من دون أفق عمل حقيقي وجيد للشباب، سيبقى كل حديث عن إعادة تأهيل الشمال مجرد شعار فارغ”.

شاركها.