– راكان الخضر
رغم التحسن الذي شهدته أغلب مناطق دمشق وريفها في ساعات التغذية الكهربائية، فإن أهالي ريف دمشق في عرطوز وجديدة عرطوز وقطنا ما زالوا يشتكون من ساعات انقطاع طويلة، وعدم وجود نظام تقنين واضح، إضافة إلى الانقطاعات المتكررة ضمن ساعات الوصل.
الأهالي تساءلوا عن أسباب عدم تحسن التغذية الكهربائية في مناطقهم رغم الوعود الحكومية بزيادة ساعات التغذية الكهربائية، مطالبين بعدالة التوزيع بين دمشق وريفها.
حاولت استطلاع آراء السكان في تلك البلدات، للوقوف على أسباب المشكلة، محاولة إيصال صوتهم إلى الجهات المعنية، ومعرفة العوائق أمام عدم تحسن الواقع الكهربائي في المنطقة.
قطنا لا تشملها عدالة التوزيع
تحدث مالك الأحمد ل أن الكهرباء في قطنا ليس لها وقت منتظم للتغذية، موضحًا أن ساعات القطع قد تصل إلى ثماني ساعات متواصلة، مقابل ساعتي وصل.
من جهتها، عبرت مريم إسماعيل عن استغرابها من تحسن الكهرباء في جميع المناطق باستثناء منطقة عرطوز التي تقطنها، موضحة أن ساعات التغذية ما زالت قليلة، وليس لها موعد محدد.
أما فؤاد العلي فقال إن الكهرباء لا تأتي سوى ثلاث ساعات في اليوم، بينما وصلت إلى 15 ساعة متواصلة في مدينة دمشق، مطالبًا بالعدالة في التوزيع.
مشكلات متعددة
فؤاد العلي، قال إن أبرز مشكلة يعاني منها الأهالي في موضوع الكهرباء، هي عدم التنسيق بين مديريتي الكهرباء والمياه.
وأضاف أن ضخ المياه في ساعات انقطاع الكهرباء أدى إلى عدم القدرة على إيصالها إلى أسطح المنازل، الأمر الذي شكل عائقًا أمام الأهالي لتعبئة حاجتهم من المياه.
هذه المشكلة باتت حملًا ثقيلًا على السكان، بحسب تعبير فؤاد، فالمياه تأتي ضعيفة ولا تصل إلى سطح المنزل دون الاستعانة بـ”الدينامو الكهربائي”، وذكر أنه بات يدفع مبالغ طائلة لمياه الصهاريج، لم يعد قادرًا على تحملها.
أما بالنسبة لمريم إسماعيل، فتكمن أبرز مشكلة في موضوع الكهرباء باتت تؤرق السكان، أنها تأتي ضعيفة، مع حالات قطع متكررة، الأمر الذي أدى إلى تعطل بعض الأجهزة الكهربائية لدى العديد من أهالي المنطقة.
وقالت إن المنظم الكهربائي في منزلها قد تعطل جراء عمليات القطع المتكررة، بسبب ما أسمته “اللعب بالكهرباء”.
وذكرت أن عملية إصلاح الأجهزة المعطلة تكلف مبالغ مرتفعة في ظل تدني مستوى الدخل، وانخفاض الأجور.
شكاوى بلا نتائج
وصف مالك الأحمد أوضاع الكهرباء في منطقته بـ”السيئة جدًا”، مشيرًا إلى أنه قدم أكثر من شكوى عن طريق صفحات وزارة الطاقة ومديرية كهرباء ريف دمشق.
رد الوزارة كان يقتصر على وعود بدراسة الشكوى، دون القيام بأي إجراء على الأرض، وفق مالك الذي قال إن “الأهالي لا يسمعون سوى وعود دون أي تحسن في الواقع”.
مريم إسماعيل قالت إن الرد على الشكاوى من مديرية الكهرباء في ريف دمشق، دائمًا ما يكون بأن هناك أعطالًا في الشبكة الكهربائية، وأن المديرية تقوم على إصلاحها، أو أن هناك كوابل مسروقة، متسائلة: “إلى متى يستمر هذا الوضع”.
برنامج تقنين موحد
قال المكتب الإعلامي للشركة العامة لكهرباء محافظة ريف دمشق ل، إن الشركة تتبع برنامج تقنين موحدًا في جميع مناطق ريف دمشق، ولا توجد أي منطقة تتغذى على حساب منطقة أخرى.
وأشار إلى أن شركة الكهرباء قامت خلال الفترة الماضية بتوحيد ساعات التغذية للمناطق التي تتغذى من المحطات ذاتها لضمان العدالة في التوزيع.
أما بالنسبة لمدينتي قطنا وجديدة عرطوز، فقال المكتب الإعلامي، إنهما تعدان من المناطق الأفضل من حيث البنية التحتية الكهربائية ومراكز التحويل مقارنة مع العديد من مناطق الريف الغربي، وعموم ريف دمشق التي تعرضت لدمار واسع في الشبكات والمحطات خلال السنوات الماضية.
ونوه المكتب الإعلامي لشركة كهرباء ريف دمشق، إلى أن التحسن في بعض المناطق الأخرى لا يرتبط بتراجع واقع قطنا أو جديدة عرطوز، بل بسبب معاناة معظم مناطق ريف دمشق من أعباء إضافية كثيرة تتمثل في:
- الاستجرار غير المشروع للطاقة الكهربائية المنتشر في عدد كبير من مناطق الريف
- الحمولات الزائدة الناتجة عن هذا الاستجرار، وما تسببه من تلف للمحولات وانخفاض توتر الشبكة وانهيار بعض الخطوط، وهو ما ينعكس على استقرار التغذية في كل المناطق المرتبطة بالمخارج نفسها، بما فيها قطنا والجديدة.
المكتب الإعلامي قال إن الشركة العامة لكهرباء ريف دمشق تعمل بشكل مستمر على تنفيذ مشاريع صيانة وتأهيل وتوسيع للشبكات في كافة أقسام الريف، بالتوازي مع زيادة استطاعات مراكز التحويل، واستبدال المحولات المتضررة، وتأهيل المخارج الرئيسة لضمان استقرار أكبر للتغذية الكهربائية.
وأضاف أن الشركة تواصل حملاتها للحد من الاستجرار غير المشروع ومعالجة مسببات الحمولات الزائدة، لما لها من تأثير مباشر على استقرار الشبكة في جميع المناطق.
وأكد أن الشركة تبذل كامل جهودها الفنية والميدانية للوصول إلى واقع كهربائي أفضل في عموم ريف دمشق خلال الفترة المقبلة، وفق الإمكانات المتاحة وخطط التأهيل الموضوعة.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
