أعلنت شركة xAI التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، تعاقدها مع وزارة الدفاع الأميركية لاستخدام روبوت المحادثة الذي طورته الشركة ويعمل بالذكاء الاصطناعي “جروك”، وذلك رغم تهديدات سابقة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقطع العقود الحكومية والدعم عن شركات ماسك عقب خلاف حاد.

وأعلن ماسك، الذي أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار على حملة إعادة انتخاب الرئيس الأميركي العام الماضي، عزمه تأسيس “حزب أميركا”، معبراً عن استيائه من “مشروع القانون الواحد الكبير والجميل” الذي قدمه الرئيس دونالد ترمب، في إشارة إلى قانون الضرائب الذي يرفضه ماسك.

وكان ماسك عضواً في إدارة ترمب، حيث أشرف إدارة الكفاءة الحكومية DOGE، حتى أواخر مايو. قبل أن يتحول خلاف بينهما بشأن شروع قانون الضرائب إلى معركة مفتوحة على منصات التواصل الاجتماعي في أوائل يونيو.

وجاء إعلان xAI بالتزامن مع كشف “جروك” عما يسمى Grok for Government، وهي حزمة برمجيات تتيح للوكالات والمكاتب الفيدرالية استخدام روبوتات المحادثة الخاصة بها لأغراضها الخاصة. وقد شجع الرئيس دونالد ترمب على تسريع تبني أدوات الذكاء الاصطناعي منذ توليه منصبه في يناير.

وكشفت xAI أن منتجاتها ستكون “متاحة للشراء عبر جدول إدارة الخدمات العامة (GSA)، مما يسمح “لكل إدارة أو وكالة أو مكتب حكومي فيدرالي” بشرائها.

وفي بيان صحفي، ذكرت وزارة الدفاع الأميركية، أن قيمة العقد الممنوح تصل إلى 200 مليون دولار. ومنحت الوزارة صفقات مماثلة لشركات جوجل، وِAnthropic، وOpenAI، وفقاً لما ذكرته.

“نقلة نوعية”

وجاء في الإعلان الصادر عن مكتب الذكاء الاصطناعي والرقمي الرئيسي بالوزارة: “تُكرّم صفقات اليوم أفضل المواهب الأميركية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، للمساعدة في تطبيق أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمل وزارة الدفاع”.

وعرضت وزارة الدفاع مجموعة واسعة من الاستخدامات المحتملة للذكاء الاصطناعي.

وقال دوج ماتي، كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي والرقمي بالوزارة في بيان، إن “اعتماد الذكاء الاصطناعي يُحدث نقلة نوعية في قدرة الوزارة على دعم جنودنا والحفاظ على تفوق استراتيجي على خصومنا”.

وأضاف أن “الاستفادة من الحلول المتاحة تجارياً”، من شأنه أن يُسرّع من اعتماد الذكاء الاصطناعي المتقدم “في مجالنا الحربي، بالإضافة إلى أنظمة معلومات الاستخبارات والأعمال والمشاريع”.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، السبت الماضي، أن شركة “سبيس إكس” المملوكة هي الأخرى لإيلون ماسك، خصصت ملياري دولار لشركة xAI في إطار جولة تمويل بقيمة خمسة مليارات دولار.

وأضافت الصحيفة، أن هذا الاستثمار يأتي عقب اندماج xAI مع منصة “إكس” (تويتر سابقاً) ويقدر القيمة المجمعة للشركتين بحوالي 113 مليار دولار، مشيرة إلى أن روبوت المحادثة “جروك” بات يُستخدم الآن لدعم خدمات “ستارلينك” ويُنظر إليه بوصفه أداة مستقبلية للدمج في روبوتات “أوبتيموس” التي تطورها شركة تسلا.

ورغم الجدل الذي أثارته بعض ردود الروبوت “جروك” في الآونة الأخيرة، وصف ماسك الروبوت بأنه “أذكى ذكاء اصطناعي في العالم” في حين تواصل xAI ضخ استثمارات ضخمة على تدريب هذا النموذج وتحديث بنيته التحتية.

انتقادات

وتعرض “جروك” لانتقادات شديدة، الأسبوع الماضي، بعد شكاوى من مستخدمي منصة “إكس” ورابطة مكافحة التشهير بأن روبوت المحادثة أنتج محتوى يتضمن عبارات تنطوي على معاداة للسامية ومديحاً للزعيم النازي أدولف هتلر.

ودفع ذلك الشركة إلى إعلانها العمل على تحسين نموذجها. وبعد يوم واحد، كشفت شركة xAI عن تحديث شامل زعمت أنه يضع “جروك” في طليعة جهود تطوير الذكاء الاصطناعي.

وأظهرت هذه الحوادث، مخاطر النشر السريع للتقنيات الجديدة في سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي، والعواقب المحتملة لعيوب التدريب أو تلاعب المستخدمين بالنماذج الحالية.

وفي تركيا، حجبت محكمة محتوى روبوت المحادثة “جروك”، بعد أن ولد ردوداً قالت السلطات إنها تنطوي على إهانات للرئيس رجب طيب أردوغان ومؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك وقيم دينية.

وقال مكتب المدعي العام في أنقرة، الأربعاء الماضي، إنه بدأ تحقيقاً في الواقعة، في أول حظر من نوعه على محتوى أداة ذكاء اصطناعي في تركيا.

شاركها.