كشفت صحيفة “فولكسكرانت” الهولندية عن مضمون تقرير أمني سري أعدته وزارة الخارجية في لاهاي، حُجب سابقاً عن النشر، قبل أن تصدر المحكمة حكماً يُجبر الحكومة على الكشف عنه، وذلك في إطار دعوى رفعها لاجئ سوري اعترض على قرار رفض طلب لجوئه.
وجاء في التقرير، الذي يعود إلى مايو/أيار 2025، أن الوضع الأمني في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد لا يزال غير مستقر ويتسم بـ”الهشاشة والتقلب”، في ظل استمرار التصعيد الطائفي، وتكثّف هجمات تنظيم “داعش”، إلى جانب معارك متكررة بين القوات الكردية وفصائل مسلّحة مدعومة من تركيا. كما أشار إلى غارات جوية إسرائيلية متفرقة تستهدف مناطق داخل الأراضي السورية.
ويحذّر التقرير من أن البلاد لا تزال غارقة في الفوضى الأمنية، مع انتشار كميات ضخمة من الأسلحة، وتعدد الفصائل المسلحة، بما ينذر بتحول التوترات الطائفية إلى موجات عنف شاملة في أي لحظة.
انقسام سياسي حول مصير السوريين
رغم التحذيرات الأمنية التي تضمنها التقرير، تتزايد الضغوط داخل البرلمان الهولندي، خصوصاً من جانب الأحزاب اليمينية وعلى رأسها حزب “من أجل الحرية” بزعامة خيرت فيلدرز، لترحيل السوريين الحاصلين على تصاريح إقامة مؤقتة، بحجة أن سوريا أصبحت آمنة بما يكفي لعودتهم.
وكانت السلطات الهولندية قد قررت منذ ديسمبر/كانون الأول 2024 تجميد النظر في طلبات اللجوء الجديدة المقدّمة من السوريين لمدة ستة أشهر، ريثما تتضح تداعيات سقوط النظام السوري، ويتم تقييم ما إذا كانت هناك مناطق يمكن تصنيفها كـ”آمنة” للعودة.
ويؤكد التقرير الأمني أن العودة إلى سوريا ما زالت محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل الدمار الواسع الذي طال البنى التحتية والمنازل.
وأوضح أن العديد من السوريين العائدين تفاجأوا بأن منازلهم إما مهدمة بالكامل أو صارت غير قابلة للسكن، بينما استولى عليها غرباء في بعض الحالات.
ويُقدَّر عدد السوريين المقيمين حالياً في هولندا بنحو 165 ألف لاجئ، وسط استمرار الجدل داخل الأوساط السياسية والمجتمعية بشأن مستقبلهم، بين من يطالب بتسهيل اندماجهم ومن يضغط باتجاه إعادتهم إلى وطنهم.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية