قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأحد، إن أوكرانيا وأوروبا ستشاركان في أي “مفاوضات حقيقية”، لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن المحادثات التي ستجريها الولايات المتحدة مع روسيا هذا الأسبوع، ستكون فرصة لمعرفة مدى جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن السلام.
وهون روبيو أيضاً من مخاوف الأوروبيين بشأن استبعادهم من المحادثات الأولية بين روسيا والولايات المتحدة، والمقرر عقدها في السعودية خلال الأيام المقبلة. وقال في حديث لشبكة CBS News، إن عملية التفاوض لم تدخل مرحلة جادة بعد، وإذا أحرزت المحادثات تقدماً، فسيتم إشراك الأوكرانيين وأوروبيين آخرين.
وأوردت “رويترز” في وقت سابق، أن مسؤولين أميركيين سلّموا مسؤولين أوروبيين وثيقة تسأل عما يحتاجونه منها لتشارك في الترتيبات الأمنية الخاصة بأوكرانيا، وعدد القوات، التي يمكنهم المساهمة بها بهدف تنفيذ اتفاق للسلام بين أوكرانيا وروسيا، من بين أسئلة أخرى.
وتسأل المسودة الدبلوماسية التي أرسلت الأسبوع الماضي، التي تتألف من 6 أسئلة، عن الدول التي قد تكون على استعداد لنشر قوات في أوكرانيا كجزء من تسوية سلمية، وما هو حجم أي قوة بقيادة أوروبية.
وقال روبيو في المقابلة: “تحدث الرئيس (دونالد) ترمب مع فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، وفي المكالمة أبدى بوتين اهتمامه بالسلام، وعبر الرئيس عن رغبته في رؤية نهاية لهذا الصراع بشكل دائم ويحمي السيادة الأوكرانية”.
وأضاف: “من الواضح الآن أن ذلك يجب أن يتبعه اتخاذ إجراءات، لذا فإن الأسابيع والأيام القليلة المقبلة ستحدد ما إذا كان الأمر جدياً أم لا. ففي نهاية المطاف، لا تصنع مكالمة هاتفية واحدة السلام”.
محادثات مرتقبة بالسعودية
من جانبه، قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مقابلة أجرتها معه شبكة FOX News في وقت سابق، الأحد، إنه سيتوجه هو ومستشار الأمن القومي مايك والتز إلى السعودية في المساء.
وأشار روبيو إلى أنه كان سيذهب إلى المملكة على أي حال؛ بسبب زيارة رسمية مقررة سلفاً. وقال روبيو إنه لم يتم الانتهاء بعد من تشكيل الوفد الروسي.
وتتزامن المحادثات المقررة في السعودية مع مسعى الولايات المتحدة لإبرام صفقة مع كييف لفتح ثروات الموارد الطبيعية الأوكرانية أمام الاستثمار الأميركي. وتساءل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حديث لشبكة NBC News بث، الأحد، عما إذا كانت المعادن الموجودة في المناطق التي احتلتها روسيا ستُمنح لبوتين.
وقال ترمب للصحافيين في وست بالم بيتش بولاية فلوريدا، الأحد، إنه واثق من أن بوتين لن يرغب في محاولة السيطرة على أوكرانيا بأكملها.
وأضاف: “كان ذلك سيسبب لي مشكلة كبيرة، لأنه لا يمكن السماح بحدوث ذلك. أعتقد أنه يريد إنهاء الأمر”، مشيراً إلى أن زيلينسكي سيشارك في المحادثات لإنهاء الصراع.
وكان الرئيس الأميركي صدم حلفاء أوروبا هذا الأسبوع عندما اتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي غزت قواته أوكرانيا قبل 3 سنوات دون استشارتهم، وأعلن بدء محادثات السلام على الفور.
دور أوروبي أم لا؟
ورفض روبيو وويتكوف مخاوف من أن أوكرانيا وزعماء لدول أوروبية أخرى لن يكون لهم مكان في مفاوضات السلام، رغم أن مبعوث ترمب لأوكرانيا كيث كيلوج أشار لذلك بالتحديد في مؤتمر ميونيخ للأمن مطلع الأسبوع.
وذكر ويتكوف في حديث لشبكة FOX News أن مسؤولين أوكرانيين التقوا بالعديد من المسؤولين الأميركيين في الأيام القليلة الماضية في المؤتمر كما تحدث ترمب إلى الرئيس الأوكراني الأسبوع الماضي.
وأوضح روبيو أن الأوكرانيين والأوروبيين سيكونون ضمن أي مفاوضات جدية، قائلاً: “في النهاية سنصل إلى نقطة، إذا كانت المفاوضات جادة، ولم نصل لها بعد، لكن إن حدث ذلك سيكون على أوكرانيا المشاركة لأنها هي التي تعرضت للاحتلال (من روسيا)، وسيكون على الأوروبيين المشاركة لأنهم فرضوا عقوبات على بوتين وروسيا أيضاً. لم نصل إلى تلك المرحلة بعد”.
وسيستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس زعماء أوروبيين بما في ذلك قادة بريطانيا وألمانيا، الاثنين، لعقد قمة طارئة بشأن الحرب في أوكرانيا بعد تصريحات كيلوج.
