اخر الاخبار

روبيو: الصين قوة عالمية.. والعلاقات معها ضرورية

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الخميس، إن من المهم الحفاظ على العلاقات مع الصين، باعتبارها قوة اقتصادية وعسكرية، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترمب عازمة على تطبيق مبدأ “المعاملة بالمثل” عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد والعلاقات التجارية.

وأضاف روبيو في مقابلة مع المذيعة الأميركية كاثرين هيريدج بثت على منصة “إكس”، أنه “تماماً مثل روسيا، الصين قوة عالمية، وثاني أكبر اقتصاد في العالم، وجيشها ينمو بسرعة”.

وأشار إلى “ضرورة الحفاظ على علاقات مع الصينيين، سواء كنا نتفق مع كل ما يفعلونه أو لا، نحن نفهم أنه في بعض الحالات نحن منافسون، وفي حالات أخرى خصوم مباشرين، لكن لا بد من وجود تواصل، لأن غياب التواصل قد يؤدي إلى صراع”.

واعتبر أن “التواصل مع الصين كان في الواقع أفضل من التواصل مع الروس في ظل إدارة الرئيس السابق جو بايدن”، مضيفاً: “ولهذا السبب يجب أن يكون هناك مستوى من النضج والبراجماتية عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية”. 

منطقة المحيطين الهندي والهادئ

واستدرك قائلاً: “مع ذلك، لن نستمر في الاعتماد على الصين للحصول على المعادن النادرة الحيوية أو المكونات الأساسية في سلسلة التوريد الخاصة بنا، لن نعيش في عالم تهيمن فيه الصين على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث لا يُسمح لنا بإقامة علاقات تجارية في تلك المنطقة؛ لأنهم يحتجزون الدول كرهائن، وتصبح جميعها دولاً تابعة”.

وأضاف: “اليابانيون ليس لديهم أي مصلحة في أن يصبحوا دولة تابعة، هم حلفاء مقربون لنا، والكوريون الجنوبيون، والفلبينيون، والأستراليون، ولا أي من هذه الدول تريد أن تصبح تابعة في منطقة نفوذ صينية، حتى فيتنام، في هذا الصدد، ليست مهتمة بأن تصبح دولة تابعة في منطقة نفوذ صينية”.

وزاد: “نحن دولة في المحيط الهادئ، ونعتزم البقاء كذلك، والحفاظ على علاقاتنا هناك، هذه بالنسبة لنا خط أحمر، لن نتخلى عن مشاركتنا كقوة في المحيط الهادئ”.

ومضى قائلاً: “ومن ناحية أخرى، لن نعيش في عالم تهيمن فيه الصين على الأمور الحيوية لاقتصادنا، وتُبقي اقتصادنا رهينةً لها، هذا ببساطة أمر سخيف، بعض هذا يتطلب تحسين قدراتنا الصناعية المحلية، وبعضه يتطلب الشراكة مع دول حليفة لتأمين سلسلة التوريد الخاصة بنا”.

وأردف: “النقطة الثالثة التي أود توضيحها هي أننا بحاجة إلى معالجة هذا الظلم التجاري، الشركات الصينية يمكنها أن تفعل أي شيء تقريباً في الاقتصاد الأميركي، لسنوات عديدة، سمحنا لهم بفعل ما يريدون في أميركا، لكن الشركات الأميركية لا يمكنها فعل أي شيء تقريباً داخل الصين”.

وأضاف أنه “لهذا السبب يتحدث الرئيس (ترمب) دائماً عن مبدأ المعاملة بالمثل، فكل ما يُسمح لنا بفعله هناك يجب أن يُسمح لهم بفعله هنا، وأي رسوم جمركية يفرضونها علينا يجب أن نفرضها عليهم أيضاً، وهذا ما يجلبه الرئيس ليس فقط مع الصين، بل مع العالم بأسره: مبدأ المعاملة بالمثل والعدل”.

أزمة تايوان

وبسؤاله إن كانت واشنطن ستتدخل للدفاع عن تايوان في حال هاجمتها الصين، قال روبيو: إن “التزاماتنا تجاه تايوان كانت واضحة، وقد تم التعبير عنها عبر عدة إدارات، وعلى مدار سنوات متعددة. نحن نعارض أي نوع من التغيير القسري أو الإجباري في الوضع القائم، وهذه كانت سياستنا، ولا تزال كذلك، لا نسعى لإثارة صراع، ولا نريد رؤية صراع يحدث”.

واستدرك: “لكننا أوضحنا بشكل واضح من خلال سنوات وسنوات من سياساتنا، بما في ذلك الضمانات الستة وقانون العلاقات مع تايوان، أننا نعارض أي نوع من التغيير في الوضع القائم بالقوة أو التهديد أو الإكراه. وهذه تبقى سياستنا، وهذا هو الإطار الذي يوفر الاستقرار حتى الآن، وآمل أن يستمر في توفير الاستقرار”.

وتابع: “هناك شكوك حقيقية بشأن ما إذا كان الصينيون والرئيس شي جين بينج يشاركون هذا الرأي، لكننا لن نتخلى عن دعم مشاركة تايوان في المنتديات الدولية، حيث لا تمثّل آراؤهم ومصالحهم من قبل الحكومة الصينية في هذه المرحلة”.

 وأضاف: “سنواصل الالتزام بجميع التعهدات التي قطعناها، ولكن الأهم من ذلك هو التأكيد على أننا ضد أي نوع من التغيير القسري في الوضع القائم”.

وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتقول إن الممر المائي الاستراتيجي بينها وبين الجزيرة ملك لها، فيما تعتمد الولايات المتحدة مبدأ “الصين الواحدة”، ولا تعترف بحكومة تايبيه.

الرسوم الجمركية

وتحدث روبيو عن اقتراح ترمب بأن تصبح كندا ولاية أميركية، قائلاً: “هل تعرفين كيف بدأ هذا الأمر؟ كان الرئيس في اجتماع مع ترودو، وقال ترودو: حسناً، إذا فرضتم علينا تعديل علاقتنا التجارية، فلن نتمكن من الاستمرار كدولة. وعندها رد الرئيس بمنطقية قائلاً: إذا كنتم لا تستطيعون البقاء من دون الغش في التجارة، فعليكم أن تصبحوا ولاية أميركية”.

وذكر وزير الخارجية الأميركي أنه “لعدة عقود، سمحت الولايات المتحدة بحدوث اختلالات تجارية غير متوازنة خلال الحرب الباردة”، مضيفاً: “نحن نعلم لماذا فعلنا ذلك، فعلناه لأننا شعرنا أننا نريد أن نكون دول قوية اقتصادياً، حتى لو كان ذلك يعني أنهم يغشون، لأننا لم نرغب في أن يقعوا ضحية لانقلاب ماركسي داخلي يقلب حكومتهم أو شيء من هذا القبيل، لكن تلك الأيام  انتهت”.

ومضى روبيو قائلاً: “يمكننا الاستمرار في العمل معاً على جميع الأمور، ولكن سواء كان الأمر يتعلق بكندا أو المكسيك أو الصين أو أي دولة أخرى، عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد والتجارة، يجب أن تكون هناك معاملة بالمثل، يجب أن يكون هناك إنصاف”.

وفرض ترمب منذ تولي منصبه الشهر الماضي رسوماً جمركية بنسبة 10% على الواردات من الصين، وأعلن عن خطط لفرض رسوم جمركية 25% على السلع الواردة من المكسيك والواردات غير المرتبطة بالطاقة من كندا، لكن تم إرجاؤها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *