اخر الاخبار

روبيو: لا مانع من برنامج نووي مدني لإيران دون أن تخصب لنفسها

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن إيران يمكنها امتلاك برنامج نووي مدني “دون تخصيب اليورانيوم بنفسها”، واتفق مع التحذيرات من خطورة توابع أي عمل عسكري ضد طهران، موضحاً أنه “قد يؤدي إلى نزاع أوسع  بكثير”.

وأوضح روبيو، خلال مقابلة مع بودكاست “The Free Press”، أنه “إذا أرادت إيران برنامجاً نووياً مدنياً، فيمكنها أن تمتلك واحداً، كما هو حال العديد من الدول الأخرى في العالم، أي يمكنهم استيراد المواد المخصبة”.

وتابع روبيو: “لن نتفاوض عبر الإعلام، ولن نتفاوض علناً لأن ذلك يقوّض المفاوضات، لكن هناك مساراً نحو برنامج نووي مدني وسلمي إذا أرادوا ذلك، ولكن، إذا أصروا على تخصيب اليورانيوم بأنفسهم، فسيكونون الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك برنامجاً نووياً عسكرياً لكنها تقوم بالتخصيب. أعتقد أن ذلك يمثل مشكلة”.

وتنفي طهران دوماً رغبتها في صنع سلاح نووي، ومع ذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تُسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم “بشكل كبير” إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من درجة 90% تقريباً اللازمة لصنع أسلحة.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت واشنطن قادرة على إنهاء برنامج إيران النووي من خلال ضربة عسكرية أم أنه في عمق الأرض بشكل لا يضمن تدميره، قال روبيو: “الولايات المتحدة لديها خيارات، لكننا لا نريد أبداً أن نصل إلى تلك النقطة. نحن فعلاً لا نريد ذلك”.

وسيجتمع مسؤولون أمريكيون وإيرانيون في عُمان، السبت، في جولة ثالثة من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

واتفقت إيران والولايات المتحدة، السبت الماضي، على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، والانتقال إلى المرحلة التالية ببدء اجتماعات على مستوى الخبراء، الأربعاء، في عُمان، قبل أن يتم تأجيلها إلى السبت.

نزاع عسكري واسع

وبشأن رأيه في تحذيرات المذيع الأميركي تاكر كارلسون من مخاطر توجيه ضربة للمواقع النووية الإيرانية، قال روبيو: “أي عمل عسكري في هذه المرحلة في الشرق الأوسط، سواء ضد إيران من جانبنا أو من جانب أي طرف آخر، قد يؤدي بالفعل إلى نزاع أوسع بكثير، ولن يكون من النوع الذي اعتاد الناس مشاهدته على شاشات التلفاز، أي سقوط طائرات مسيّرة وردّ بسقوط مئة مقاتل، وما إلى ذلك”.

وتابع: “الأمر سيكون أكثر تعقيداً. أعتقد أنه علينا أن ندرك – ومن المهم أن نكون صادقين حيال ذلك – أن إيران أنفقت، نتيجة لتخفيف العقوبات في عهد أوباما (الرئيس الأميركي باراك)، مليارات الدولارات على تطوير قدرات عسكرية نراها تُستخدم الآن، على سبيل المثال، في أوكرانيا، مثل الطائرات المسيّرة وغيرها. هل تستطيع الولايات المتحدة هزيمة ذلك والتعامل معه؟ بالتأكيد نستطيع. لكن من المهم أن نفهم أن الأمر بات أكثر تعقيداً مما كان عليه قبل 10 سنوات أو حتى 5 سنوات. ولهذا السبب نأمل في تجنب هذا المسار.

ورأى وزير الخارجية الأميركي أن “أي صراع مسلح في المنطقة سيكون أكثر فوضوية بكثير مما اعتاد الناس رؤيته. ولهذا السبب، فإن الرئيس ملتزم جداً بالتوصل إلى حل سلمي، ومنع حدوث صراع مسلح. على الرغم من أنه يحتفظ بكامل الحق في منع إيران من الحصول على سلاح نووي، إلا أنه يدعم السلام. وقد قال ذلك مراراً. ولهذا أيضاً نرغب في إنهاء الحرب في أوكرانيا، إذا كان ذلك ممكناً”.

أمر صعب ومعقد

وقال وزير الخارجية الأميركي، “لسنا في مرحلة الآن نطلق فيها تهديدات أو ما شابه”، معتبراً أن “هذا (الرئيس الأميركي دونالد ترمب) ليس رئيساً خاض حملته على أساس شن الحروب أو الصراعات المسلحة”.

وأوضح: “لهذا السبب ركزنا على أوكرانيا، ولهذا نجري هذه المحادثات مع الإيرانيين. ما زلنا بعيدين جداً عن أي نوع من الاتفاق مع إيران. نحن ندرك أنه أمر صعب ومعقد. وغالباً، وللأسف، السلام كذلك. لكننا ملتزمون بتحقيق نتيجة سلمية تكون مقبولة للجميع. قد لا يكون ذلك ممكناً، نحن لا نعرف”.

وتابع: “أنا حتى لا أعلم إن كانت إيران تعرف كيف تبرم اتفاقاً. لديهم ديناميكيات سياسية داخلية خاصة بهم يجب أن يتعاملوا معها. لكننا نودّ التوصل إلى حل سلمي لهذا الوضع، لا اللجوء إلى أي خيار آخر، ولا حتى التكهن بذلك في هذه المرحلة”.

وكانت إيران قد توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في عام 2015، وافقت بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية، لكن ترمب انسحب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى.

وبعد انسحاب ترمب في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، انتهكت إيران تلك القيود، وتجاوزتها بكثير في إطار تطوير برنامجها النووي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *