أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب مع حركة “حماس” بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة، معتبراً أن وقف الحرب على غزة “رهن بالإفراج عن المحتجزين وإلقاء السلاح”، وذلك، وسط تصعيد واشنطن للهجتها ضد حماس، وتعليق مفاوضات الدوحة بعد سحب إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما.

وقال روبيو في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” رداً على سؤال بشأن المحتجزين في غزة: “الخبر السار هو أن جميع الأميركيين تم الإفراج عنهم، لكننا نهتم بجميع المحتجزين. هناك حل بسيط جداً لما يحدث في غزة؛ أفرجوا عن جميع المحتجزين، وألقوا السلاح. عندها تنتهي الحرب (على) حماس”.

وتابع: “لكن من الواضح أنهم لا يوافقون على ذلك حتى الآن”، وفق قوله.

وأشار إلى أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي وصفه بأنه “رائع”، يعمل على هذا الملف “ليلاً ونهاراً منذ أسابيع”، وقد تم إحراز “تقدم كبير” في المفاوضات، وهم “باتوا قريبين جداً”.

وأضاف روبيو: “نحن متفائلون ونأمل أن نحصل في أي يوم الآن على اتفاق لوقف إطلاق النار، بحيث يتم في مرحلته الأولى الإفراج عن نصف المحتجزين على الأقل، بمن فيهم المتوفين، على أن يتم الإفراج عن البقية في نهاية فترة تمتد إلى 60 يوماً”.

وأثنى روبيو على جهود ويتكوف، قائلاً: “أعتقد أن ستيف يقوم بعمل استثنائي، ونأمل أن يكون لدينا أخبار جيدة نعلن عنها قريباً”.

تعليق مفاوضات الدوحة.. وانتقادات ترمب

وتأتي تصريحات روبيو، رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب استبعد الجمعة، إمكانية التوصل إلى اتفاق وشيك في غزة، معتبراً أنه “أمر غير مرجح”، وزعم أن الحركة “لا تريد التوصل إلى اتفاق”، وذلك بعدما سحبت إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما من مفاوضات الدوحة.

كما هاجم ويتكوف حماس الخميس، وقال إن الولايات المتحدة قررت إعادة فريق التفاوض من الدوحة، للتشاور، بعد الرد الأخير من الحركة على مقترح وقف النار، واعتبر ويتكوف، أن رد حماس “يظهر بوضوح عدم رغبة في التوصل إلى اتفاق لوقف النار”. وقال إنه “فيما بذل الوسطاء جهوداً كبيرة، فإن حماس لا يبدو أنها تعمل بحسن نية”، وفق قوله.

وقالت وزارتا الخارجية في مصر وقطر، الجمعة، إن “تعليق المفاوضات جاء لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى”، معتبرة أن ذلك يعد “أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة”.

وذكرتا أنه تم “إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة 3 أسابيع”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، عن بدء تطبيق هدنة إنسانية تكتيكية في قطاع غزة، تمتد يومياً من الساعة 10:00 صباحاً وحتى 20:00 مساءً، كجزء من جهود متواصلة لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية المقدّمة للفلسطينيين في القطاع.

وكان وزير الخارجية الأميركي قال خلال لقائه مجموعة من عائلات المحتجزين الإسرائيليين، الجمعة، إن “الإدارة بحاجة إلى إعادة نظر جادة”، وذلك بعد أنباء تعثر الجولة الأخيرة من محادثات التهدئة في غزة. 

وبحسب مصدرين شاركا في الاجتماع، أظهر روبيو علامات إحباط شديد، لا سيما بعد انقضاء 6 أشهر منذ تولي ترمب منصبه دون إحراز أي تقدم في سبيل إنهاء حرب غزة، مع بلوغ الأزمة الإنسانية في القطاع مستويات غير مسبوقة، حسبما نقلت “أكسيوس”.

ووفقاً لـ”أكسيوس”، فإن المفاوضات بين تل أبيب وحركة “حماس” تسير نحو طريق مسدود، في الوقت الذي تزداد فيه عزلة الولايات المتحدة وإسرائيل على الساحة الدولية. 

واعتبر الموقع أن تعثر الجولة الأخيرة من المفاوضات قد يشكل نقطة تحول محتملة في سياسة إدارة ترمب تجاه الحرب في غزة، وكان الرئيس الأميركي زعم في تصريحات صحافية الجمعة أن حماس “لا تريد التوصل إلى اتفاق”، وبشأن الخطوات المقبلة، قال ترمب: “أعتقد أن ما سيحدث الآن هو ملاحقة (قادة حماس)، يجب القضاء عليهم”.

وكانت إسرائيل والولايات المتحدة سحبتا وفديهما من محادثات وقف إطلاق النار في قطر الخميس، وذلك بعد ساعات قليلة من تقديم حركة حماس ردّها على مقترح الهدنة.

وقالت مصادر لوكالة “رويترز”، الخميس، إن الانسحاب الإسرائيلي كان من أجل التشاور، ولا يعني بالضرورة أن المحادثات وصلت إلى أزمة، لكن تصريحات نتنياهو أوحت بأن موقف إسرائيل بات أكثر تشدداً.

شاركها.