اتهم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، السبت، حركة “حماس” بأنها “تحرم” سكان قطاع غزة من المساعدات الإنسانية، معتبراً أن مثل هذه الممارسات تُقوّض الجهود الدولية الداعمة لـ”خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب” المكونة من 20 بنداً، فيما سلّم وفد من الحركة الفلسطينية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مذكرة تفصيلية توثّق الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق.

وأعاد روبيو نشر مقطع فيديو على منصة “إكس” يزعم سرقة شاحنة مساعدات من قِبَل عناصر يُشتبه أنها تابعة للحركة، مصحوباً بتعليق: “تواصل حماس حرمان سكان غزة من المساعدات الإنسانية التي هم في أمسّ الحاجة إليها. وتقوّض هذه السرقة الجهود الدولية لدعم خطة ترمب المكونة من 20 بنداً لتقديم المساعدة الحاسمة للمدنيين الأبرياء”.

وتابع: “حماس تشكّل عائقاً، ويجب عليها إلقاء سلاحها حتى تحظى غزة بمستقبل أفضل”.

وفي سياق متصل، نشرت القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) مقطع فيديو، علقت عليه بالقول: “لاحظ مركز التنسيق المدني العسكري بقيادة الولايات المتحدة قيام عناصر يشتبه بأنها تابعة لحركة حماس، قد نهبوا شاحنة مساعدات كانت تسير كجزء من قافلة إنسانية لتوصيل المساعدات اللازمة من الشركاء الدوليين إلى سكان غزة في شمال خان يونس”.

وأضافت CENTCOM: “تم تنبيه مركز التنسيق من خلال طائرة مسيّرة من طراز MQ-9 تحلّق في سماء المنطقة لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل”.

وتابعت: “في الأسبوع الماضي، أدخل الشركاء الدوليون أكثر من 600 شاحنة محملة بالبضائع التجارية والمساعدات إلى غزة يومياً”، معتبرة أن “هذا الحادث يُقوّض هذه الجهود”.

وأشارت القيادة إلى أن أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية ممثلة في مركز تنسيق المساعدات الإنسانية في غزة يعملون معاً للمساعدة في تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية والأمنية إلى قطاع غزة.

“خروقات إسرائيل”

على جانب آخر، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات في مدينة شرم الشيخ المصرية، “يتعرض لمخاطر بسبب خروقات إسرائيل”.

وشدد فيدان، خلال كلمته في منتدى TRT WORLD بإسطنبول على “ضرورة تطبيق وقف إطلاق النار الكامل في غزة”، مضيفاً أن هذا الاتفاق “لا يعتبر نهاية المحطة، بل الهدف هو تحقيق السلام في المنطقة الذي لن يتحقق إلا بحل الدولتين”.

واعتبر فيدان أن “غياب المحاسبة يؤدي إلى فشل الأنظمة والقوانين”، مشيراً إلى “ما حدث في قطاع غزة، الذي واجه حرباً إسرائيلية مدمرة، قتل خلالها الجيش الإسرائيلي أكثر من 70 ألف فلسطيني، وتسبب في كارثة إنسانية واسعة”.

مذكرة تفصيلية من “حماس”

وفي السياق ذاته، قالت “حماس”، السبت، إن وفداً من الحركة سلّم وزير الخارجية التركي مذكرة تفصيلية بالانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق غزة.

وأشارت “حماس” في بيان، إلى أن وفداً برئاسة خليل الحية، شدد على التزامها باتفاق غزة، بما في ذلك البحث عن بقية جثامين المحتجزين الإسرائيليين.

وأكدت الحركة على ضرورة استكمال خطوات تشكيل لجنة مستقلة لإدارة قطاع غزة، وخاصة الانسحاب الإسرائيلي الشامل من القطاع.

وشدد الحية على أهمية الدور التركي في التوصل لاتفاق وقف الحرب، داعياً إلى بذل المزيد من الجهود لإنهاء المعاناة الإنسانية، وإمداد الفلسطينيين بما يلزم للإغاثة العاجلة والإيواء، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد دعا في وقت لاحق السبت، الرئيس الأميركي دونالد ترمب والوسطاء، إضافة إلى الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلى التحرك بشكل عاجل لإلزام الجانب الإسرائيلي بتنفيذ ما تم التوقيع عليه، خاصة في بند إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية دون قيود أو شروط.

وذكر بيان للمكتب الإعلامي الحكومي أن إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع منذ وقف إطلاق النار وحتى الجمعة، بلغ 3203 بنسبة التزام إسرائيلي قدرها 24% من المتفق عليه.

وأوضح البيان أن المتوسط اليومي لدخول شاحنات البضائع التجارية والمساعدات إلى قطاع غزة هو 145 فقط من 600 شاحنة متفق على السماح لها بالدخول يومياً.

وأشار إلى أن إجمالي عدد شاحنات الوقود والمحروقات (التي تشمل السولار وغاز الطهي والبنزين) التي دخلت القطاع منذ وقف إطلاق النار وحتى الجمعة، بلغ 115 من أصل 1100 شاحنة أي بنسبة 10% من المتفق عليه، منوهاً إلى أن هذا “يعكس استمرار سياسة التضييق والتعطيل المتعمد لإمدادات الطاقة الحيوية التي يحتاجها القطاع لتشغيل المستشفيات والمخابز والمرافق الأساسية”.

شاركها.