روته: حلف الناتو متفق على اعتبار روسيا “تهديداً طويل الأمد”

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” مارك روته، الخميس، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيون متفقون على اعتبار روسيا “تهديداً طويل الأمد”، فيما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن استعداد بلاده للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف روته للصحافيين عقب لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض: “متفقون جميعاً في حلف شمال الأطلسي على أن روسيا تشكل تهديداً طويل الأمد لأراضي الحلف، ولكامل المنطقة الأوروبية الأطلسية”.
وأشار إلى أن “هناك حلاً مطروحاً أمام روسيا” فيما يتعلق باتفاقية السلام مع أوكرانيا، مضيفاً أن “الأوكرانيين يُحسنون التصرف، وأعتقد أن الكرة الآن في ملعب روسيا”.
ورفض روته الخوض في تفاصيل ما تنازلت عنه روسيا أو أوكرانيا من أجل التوصل إلى اتفاق، قائلاً إن “ذلك لن يُسهم في محادثات السلام”، مشيراً إلى أنه “ليس دقيقاً أن الولايات المتحدة ضغطت على أوكرانيا لقبول اتفاق في صالح روسيا”.
وأشار أمين عام الناتو، إلى أن تركيز ترمب على عدم مساهمة الدول الأوروبية بنسبة 2% المطلوبة من ناتجها المحلي الإجمالي في الإنفاق الدفاعي.
وأضاف: “من الواضح أن نسبة 2%، لن تمكننا من الدفاع عن أراضي الناتو”، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة تجاه حلف شمال الأطلسي، حتى مع تركيز واشنطن المتزايد على منطقة آسيا والمحيط الهادي.
استعداد روسي
وفي المقابل، قال وزير الخارجية الروسي في لقاء مع شبكة CBS الأميركية، إن روسيا “مستعدة للتوصل إلى اتفاق” لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولكن “لا تزال هناك نقاط محددة وعناصر من هذا الاتفاق تحتاج إلى ضبط”.
وأوضح أن بلاده “منشغلة بهذه العملية تحديداً، ولم يكشف الرئيس الأميركي عناصر الاتفاق، لذا ليس من المناسب أن أفعل ذلك”، لافتاً إلى “وجود عدة إشارات بأننا نتجه إلى الطريق الصحيح”.
واعتبر الوزير الروسي، أن ترمب “تقريباً هو الرئيس الوحيد على هذه الأرض الذي اعترف بضرورة معالجة جذور المشكلة الحالية”.
ترمب: روسيا قدمت تنازلاً
وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأميركي، الخميس، أن الأيام القليلة المقبلة ستكون بالغة الأهمية لمساعيه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا، مشيراً إلى أنه يضع الكثير من الضغوط على البلدين للتوصل إلى اتفاق، معتبراً أن وقف الحرب والتوقف عن محاولة السيطرة على أوكرانيا بأكملها “تنازل كبير” من موسكو.
وأضاف ترمب خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره، أنه شعر بالاستياء من القصف الصاروخي الروسي على كييف ليل الأربعاء الخميس، مضيفاً: “لم يعجبني ما حدث الليلة الماضية، ولم أكن سعيداً به. هجوم صاروخي في خضم محادثات سلام”.
وقال إنه سيوضح موقف الولايات المتحدة من التفاوض بين البلدين، بعد أسبوع لإفساح المجال أمام التفاوض، مشيراً إلى أنه يضع الكثير من الضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتابع: “أنتم لا تعلمون الضغوط التي نمارسها، نحن نضع الكثير من الضغوط عليه، وإلا لم يكن ليتكلم الآن”، في إشارة إلى الرئيس الروسي.
وعما إذا كانت روسيا تشكل عقبة أمام السلام، قال ترمب: “لا أظن ذلك، إنه (بوتين) يريد عقد اتفاق، ولكن يجب أن ترغب أوكرانيا في عقد صفقة أيضاً، وهم يتعرضون للضرب بقوة”.
ومضى قائلاً: “كلاهما يريدان السلام، ولكن الأمر معقد، ولكن كليهما يريدان عقد صفقة”.
وعن التنازلات التي طلبها من روسيا، قال: “وقف الحرب، هو التنازل، وكذلك، التوقف عن محاولة السيطرة على البلد كله”.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قطع زيارته إلى جنوب إفريقيا، الخميس، بعد القصف الروسي، إنه لا يرى أي مؤشرات على أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً قوية على روسيا.