اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الأربعاء، أن الزخم الذي نتج عن القمة “الروسية–الأميركية” في ألاسكا بشأن التسوية الأوكرانية “تراجع إلى حد كبير”، بسبب سياسات الدول الأوروبية، التي وصفها بـ”التدميرية”.

وأوضح ريابكوف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية أن “الزخم القوي الذي أحدثته قمة ألاسكا في أنكوريج لصالح تحقيق الاتفاقيات المتعلقة بالتسوية الأوكرانية قد استُنفد إلى حد كبير بسبب جهود معارضي ومؤيدي الحرب حتى آخر أوكراني”.

وأضاف أن هذا التراجع ناتج بالدرجة الأولى عن السياسات التي تنتهجها الدول الأوروبية، مؤكداً أن الجانب الروسي عبّر عن هذا الموقف “بشكل صريح وواضح”.

تحذير روسي

وفي سياق آخر، حذّر ريابكوف من أن تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” سيؤدي إلى “تغيير نوعي في الوضع”، لكنه شدد على أن ذلك “لن يؤثر على تصميم روسيا على تحقيق أهداف عمليتها العسكرية الخاصة”.

وأوضح أن نشر مثل هذه الأنظمة، في حال حدوثه، سيغيّر الوضع الميداني، لكنه لن يبدّل الموقف الروسي.

كما أشار إلى أن استخدام هذه الصواريخ لا يمكن أن يتم إلا بمشاركة مباشرة من أفراد أميركيين، داعياً واشنطن إلى التعامل مع هذه المسألة بـ”العقلانية، والحكمة، والمسؤولية”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الأسبوع الماضي، إن تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بصواريخ “توماهوك” يهدد بتدمير العلاقات الروسية الأميركية.

وأضاف بوتين: “سيؤدي ذلك إلى تدمير علاقاتنا، أو على الأقل الاتجاهات الإيجابية، التي ظهرت في هذه العلاقات”.

وتابع: “هناك أسئلة تتعلق مثلاً بمناقشة قضايا توريد أنظمة أسلحة جديدة، بما في ذلك أنظمة بعيدة المدى وعالية الدقة، وصواريخ (توماهوك) وما إلى ذلك.. لقد قلت إن هذا سيؤدي إلى تدمير علاقاتنا، على الأقل المنحى الإيجابي الناشئ فيها”.

“صواريخ توماهوك”

 وفي وقت سابق، قال بوتين إن استخدام كييف لصواريخ “توماهوك” سيضرّ بالعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن استخدام هذه الصواريخ من قبل أوكرانيا دون مشاركة مباشرة من العسكريين الأميركيين أمر مستحيل.

وكان مسؤولون أميركيون قالوا الأسبوع الماضي لـ”وول ستريت جورنال”، إن الولايات المتحدة تعتزم تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية لشن هجمات صاروخية بعيدة المدى تستهدف البنية التحتية للطاقة داخل روسيا.

وأوضح المسؤولون أن ترمب وافق مؤخراً على السماح لأجهزة الاستخبارات ووزارة الدفاع “البنتاجون” بدعم كييف في هذه الضربات، فيما تطلب واشنطن من حلفائها في حلف شمال الأطلسي “الناتو” تقديم دعم مماثل.  

وبينما قدمت واشنطن مساعدات سابقة لعمليات أوكرانية بطائرات مسيرة وصواريخ قصيرة المدى، فإن مشاركة الاستخبارات الأميركية ستتيح لكييف ضرب مصافي نفط وأنابيب وخطوط طاقة ومحطات توليد بعيدة عن حدودها، بهدف حرمان موسكو من العائدات والموارد النفطية اللازمة لمواصلة الحرب.

ووصف الكرملين النقاشات الأوروبية بشأن مصادرة الأصول الروسية بأنها تشبه سلوك “عصابة” يتقاسم أفرادها الأدوار بين السرقة والحراسة، مشدداً على أن أي مصادرة محتملة “لن تمر دون رد من موسكو”.

وقال إن “روسيا سترد بحماية مصالحها بحزم، وبضمان محاسبة المتورطين في هذه الخطوات غير القانونية”.

شاركها.