قال رئيس الوفد الروسي في المحادثات مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي، الخميس، إن وفد بلاده سينتظر الجانب الأوكراني، الجمعة، لإجراء محادثات مباشرة في إسطنبول، فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن السبيل الوحيد لتحقيق انفراجة في الجهود الرامية لإنهاء الحرب سيكون من خلال المحادثات المباشرة بين الرئيس دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف ميدينسكي للصحافيين: “غداً (الجمعة)، ابتداءً من الساعة العاشرة صباحاً، سننتظر الجانب الأوكراني، ومن المتوقع وصوله لحضور الاجتماع”، معرباً عن استعداد الوفد للعمل.
ووصف ميدينسكي لقاء الوفد الروسي مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بـ”البناء”، مشيراً إلى أن الوفد الروسي وصل إسطنبول لـ”إجراء محادثات ثنائية مباشرة مع أوكرانيا، دون شروط مسبقة”.
وتجاهل الرئيس الروسي طلب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي له بالذهاب إلى تركيا، الخميس، للقائه شخصياً، وأرسل وفداً من المستشارين ونواب الوزراء لإجراء المحادثات، بينما قال زيلينسكي إن وزير الدفاع الأوكراني سيرأس وفد كييف.
ستكون هذه أول محادثات مباشرة بين الجانبين منذ مارس 2022، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال إنه لن يكون هناك تحرك في محادثات السلام إذا لم يجتمع مع بوتين.
واشنطن غير متفائلة
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي للصحافيين في مدينة أنطاليا التركية، إنه سيسافر إلى إسطنبول لعقد اجتماعات، الجمعة، مع وزير الخارجية التركي ووفد أوكراني فقط، لكنه أضاف أنه لا يعلق آمالاً كبيرة على المحادثات.
وأوضح روبيو في تكرار لتصريحات سابقة من ترمب: “أعتقد أننا لن نحقق تقدماً في هذا الشأن إلا بعد نقاش بين الرئيس (ترمب) والرئيس بوتين مباشرة حول هذا الموضوع”.
واعتبر أن مستوى المسؤولين الذين أرسلتهم روسيا “لا يشير إلى أي تقدم”، لكنه أعرب عن استعداد ترمب لمواصلة المحادثات “طالما أن ذلك ضروري لتحقيق السلام”.
وعندما سُئل عما إذا كانت هناك أي جهود جارية لقاء اجتماع بين ترمب وبوتين، قال روبيو، إن الرئيس الأميركي “سيتخذ قراراته عقب رحلة الشرق الأوسط فوراً، وعندها سيتم تحديد الجدول الزمني”.
وغادر الرئيس الأوكراني تركيا، الخميس، بعد لقائه الرئيس رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة. وذكرت مصادر دبلوماسية أوكرانية، أن زيلينسكي توجه إلى العاصمة الألبانية تيرانا، للمشاركة في القمة السادسة للمجتمع السياسي الأوروبي، الجمعة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء التركية “الأناضول”.
“بدافع الاحترام”
وقبل المغادرة، اعتبر الرئيس الأوكراني في مؤتمر صحافي بأنقرة، أن قراره إرسال الوفد جاء “بدافع الاحترام” للرئيسين ترمب وأردوغان، موضحاً أن الوفد لن يضم “رئيس جهاز الأمن ورئيس هيئة الأركان العامة، لكن سيقوده وزير الدفاع، رغم أن نظيره الروسي لن يكون حاضراً”.
وجدد زيلينسكي تأكيده على أن كييف “لن تعترف أبداً بالأراضي الأوكرانية المحتلة على أنها جزء من روسيا”، مضيفاً: “في كل المناقشات أشدد على هذا، وهو موقفي الثابت الذي لا يتزحزح أنه لا نعترف قانونياً بأي من أراضينا المحتلة مؤقتاً على أنها أراضٍ روسية، هذه أرض أوكرانية”.
وسبق أن طالبت روسيا مراراً بأن يتم الاعتراف بالمناطق الأوكرانية الأربع التي تسيطر عليها جزئياً، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا التي ضمتها موسكو عام 2014، على أنها أراضي روسية.
وأكد زيلينسكي الذي دعا إلى وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً مع روسيا، أنه لن يذهب إلى إسطنبول لحضور المحادثات بعد أن قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم الحضور، وأرسل بدلاً من ذلك ما وصفه الرئيس الأوكراني بـ”فريق منخفض المستوى”.
وأشار إلى أن الاجتماع المقترح مع بوتين “قد يتم تخطيه” إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين البلدين خلال محادثات إسطنبول.
وذكر الرئيس الأوكراني، أنه إذا “فشلت” موسكو في إظهار أي استعداد للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار، “فيجب على الدول الأخرى ممارسة مزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية على روسيا وفرض مزيد من العقوبات عليها”.
