جددت روسيا معارضتها نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا، وأرجعت تأجيل اجتماع لندن الذي كان مقرراً، الأربعاء، إلى فشل المشاركين في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن بعض القضايا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، رداً على سؤال بشأن موقف روسيا حول وجود “قوات حفظ السلام” الأوروبية على أراضي أوكرانيا: “نعم، لا تزال روسيا تعارض ذلك، لأن في الواقع ستكون هذه قوات ومعدات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على أراضي أوكرانيا، وهذا في الواقع هو السبب الرئيسي وأحد الأسباب الأولية لإطلاق العملية العسكرية الخاصة”، في إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف بيسكوف أن اجتماع لندن بشأن أوكرانيا لم يعقد بسبب فشل الأطراف في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن بعض القضايا، دون توضيح ماهية القضايا وطبيعة المواقف.
تأجيل محادثات لندن
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية تأجيل محادثات رفيعة المستوى في اجتماع كان مقرراً في لندن، الأربعاء، لبحث كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من الكشف عن مسودة العرض الأميركي للسلام بين روسيا وأوكرانيا.
وذكرت الوزارة البريطانية في بيان: “تم تأجيل اجتماع محادثات السلام الأوكرانية مع وزراء الخارجية، الأربعاء، وستستمر المحادثات الرسمية، لكنها ستكون مغلقة أمام وسائل الإعلام”.
وقال الناطق باسم الكرملين إن روسيا ترحب بجهود الوساطة الأميركية في أزمة أوكرانيا وتواصل الاتصالات مع الولايات المتحدة، نافياً وجود حوار مع أوروبا أو أوكرانيا، لكنه قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زال منفتحاً على الاتصالات مع الجانبين.
وفيما يتعلق بالتهديد الأميركي بالانسحاب من عملية التفاوض، أشار بيسكوف إلى أن موسكو لا تعتبر كلام نائب الرئيس جي دي فانس بشأن الانسحاب المحتمل للولايات المتحدة من عملية التفاوض بمثابة إنذار نهائي من واشنطن.
وشدد على أنه “لا يجوز نشر أي مخططات للخيارات المتاحة للتسوية الأوكرانية، وإلا فإنها ستفقد فاعليتها”.
“عرض ترمب النهائي”
أفادت مصادر مطلعة على المحادثات الرامية إلى إنهاء حرب أوكرانيا بأن إطار السلام الذي قدمته واشنطن إلى كييف يشمل “اعترافاً أميركياً بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا”، واعترافاً غير رسمي بسيطرة موسكو على المناطق التي استحوذت عليها جرّاء الحرب.
وأشار إلى أن واشنطن خفَّضت تمثيلها في محادثات لندن التي تم تأجيلها لاحقاً، لبحث المقترح بسبب مؤشرات على رفض كييف، بحسب موقع “أكسيوس”.
وذكر الموقع أن الوثيقة الأميركية مكونة من “صفحة واحدة” قدمتها الولايات المتحدة لمسؤولين أوكرانيين في باريس الأسبوع الماضي، وتصف المقترح بأنه “العرض النهائي” للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ يقول البيت الأبيض إنه مستعد للتخلي عن الأمر إذا لم تتوصل الأطراف إلى اتفاق قريباً.
بحسب المصادر، يتطلب اقتراح ترمب “تنازلات كبيرة” من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سبق وأن استبعد قبول احتلال روسيا للقرم وأجزاء من 4 مناطق في شرق أوكرانيا.
