تجري روسيا، مشاورات مع الحكومة السورية، بشأن قواعدها العسكرية في سوريا، التي تشمل قاعدتي “حميميم” الجوية و”طرطوس” البحرية في الساحل السوري.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، إن بلاده، تجري مفاوضات بشأن قواعدها العسكرية في سوريا ضمن حوار شامل.
ولم يوضح الدبلوماسي الروسي، طبيعة هذه المشاورات، أو متى بدأت.
وفي تصريحات لوكالة “ريا نوفوستي” اليوم 29 من أيار، أفاد فيرشينين، بأن روسيا تواصل حوارا قائما على الاحترام مع سوريا حول مجموعة من العلاقات الثنائية التي تأخذ في الاعتبار مصالح الجانبين.
وأضاف، “نواصل تطوير علاقات الاحترام المتبادل مع دمشق وسوريا، وبشكل عام، تربطنا مع الشعب السوري تقاليد طويلة الأمد من العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل. والحوار مستمر، إنه حوار يأخذ في الاعتبار مصالح الطرفين”.
وردا على طلب توضيح من الوكالة الروسية، حول ما إذا كان الحوار يشمل أيضا القواعد العسكرية، أجاب فيرشينين، “إنه يشمل مجموعة كاملة من قضايا العلاقات الثنائية”.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أعلن عن توجيه دعوة نظيره السوري، أسعد الشيباني، لزيارة موسكو حسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “تاس“، في 27 من أيار الحالي.
وأوضح لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، هاكان فيدان، في العاصمة الروسية موسكو اليوم، أنه بناءً على اقتراح من نظيره التركي هاكان فيدان، تم عقد اجتماع بمدينة أنطاليا في نيسان الماضي مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، والذي تلقى حينها دعوة مفتوحة لزيارة روسيا.
وأكد لافروف استمرار روسيا في الحفاظ على الحوار مع السلطات السورية الجديدة، ورحب برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.
وأضاف لافروف أن روسيا أدانت سابقًا العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا وطالبت بإنهائها، فعلى الرغم من الإعلان رسميًا عن فرض عقوبات على نظام بشار الأسد السابق، أثرت في الواقع على جميع شرائح المجتمع السوري، على حد تعبيره.
هجوم مسلح
في 20 من أيار الحالي، شن مسلحان، هجومًا على قاعدة “حميميم” الجوية الروسية في سوريا، ما أسفر عن قتلى بين القوات الروسية المدافعة عن القاعدة، والأفراد المهاجمين.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مصدرين حكوميين (لم تسمّهما)، الأربعاء 21 من أيار، قولهما إن المسلحين اللذين شنّا الهجوم يوم الثلاثاء على “حميميم” الواقعة في الساحل السوري، قتلا.
وقال المسؤول السوري إنه لم يتضح بعد ما إذا كان القتيلان في القاعدة جنديين روسيين أم متعاقدين سوريين، ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب للتعليق للوكالة الأمريكية.
كما لم تصدر الحكومة السورية أي بيان حول الموضوع.
اللاذقية.. ما قصة الاشتباكات في “حميميم”
“أسوشيتد برس” نقلت عن المسؤول الحكومي قوله إن المسلحين اللذين قُتلا كانا أجنبيين، يعملان مدربين عسكريين في كلية بحرية، تُدرّب أفرادًا من جيش الحكومة الجديدة.
وأضاف أنهما هاجما القاعدة من تلقاء نفسيهما، ولم يكونا تابعين رسميًا لأي فصيل.
وحصلت على معلومات من مصدر حكومي في محافظة اللاذقية، أكدت وقوع الهجوم، لكن المصدر قال إنه “لا معلومات لدى المحافظة حول ما نتج عن الهجوم”.
دور خفي
في 16 من آذار الماضي، كشف مصدر أمني ل، عن تنسيق جرى بين قاعدة “حميميم” الروسية، وفلول النظام المخلوع لدعم ما يسمى بعملية “تحرير الساحل”.
وشنت فلول النظام في 6 من آذار الماضي، هجومًا، استهدف دورية للأمن العام في بلدة بيت عانا التابعة لداليا بريف جبلة الجنوبي، مسقط رأس قائد “الفرقة 25” سهيل الحسن.
وخلف هذا الهجوم قتلى وجرحى في صفوف قوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية، ما أشعل فتيل التوتر في كل الساحل، حيث أدت العمليات العسكرية إلى مقتل 803 أشخاص، بينهم 39 طفلًا و49 سيدة (أنثى بالغة)، بحسب ما وثقته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقرير، الثلاثاء 11 من آذار.
، حصلت على تسجيلات صوتية من مقاتلين أعضاء في جماعات الفلول المسلحة، توثق تواصلات مع القاعدة الروسية، وسط تعهدات بتقديم الدعم لهذه الجماعات، على المستوى اللوجستي والعسكري.
هل تتخلى قاعدة “حميميم” عن النازحين إليها
وتثبت التسجيلات، التي تحققت منها، أن الجنود الروس يعملون “بطريقة ناعمة” مع هذه الفلول، يقدمون الوعود مقابل صمود الفلول على الأرض.
وقدمت القاعدة الروسية أسلحة وعتادًا لهذه المجموعات، وذلك من باب للقاعدة قرب قرية “بستان الباشا” التي تبعد عن القاعدة حوالي 2.7 كيلومتر، وهذه البلدة تابعة إداريًا لمدينة جبلة في محافظة اللاذقية.
كما قدمت خدمات إسعافية للمصابين من فلول النظام من خلال الباب العسكري المطل على ناحية “بطرة” في جبلة.
وطالب ضباط روس من “فلول النظام” الصمود في المعركة مع قوات الأمن العام، لمدة 48 ساعة، ريثما يصل الدعم الموعود من القاعدة الروسية والتي بدورها تنتظر الموافقة النهائية من الكرملين، للتدخل بشكل مباشر، بحسب ما تناقله مقاتلو الفلول في التسجيلات.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي