اخر الاخبار

روسيا تدافع عن “هجوم سومي”: استهدفنا اجتماعاً عسكرياً

قالت روسيا، الاثنين، إن الهجوم الذي نفذته على مدينة سومي، شمال شرقي أوكرانيا، استهدف “اجتماعاً لضباط عسكريين أوكرانيين وغربيين”، الأحد، وذلك بعد موجة تنديد أممية وأوروبية لما اعتبر أعنف ضربة منذ بدء مفاوضات وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو.

وذكر مسؤولون أوكرانيون أن “هجوماً روسياً بصاروخين باليستيين” على مدينة سومي، على الحدود الروسية الأوكرانية، الأحد، أودى بحياة 34 شخصاً وأصاب 117 آخرين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الاثنين، إن القانون الإنساني الدولي، يحظر بشكل صارم وضع الأهداف العسكرية أو الأسلحة على البنية التحتية المدنية، معتبراً أن “هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن أوكرانيا تنشر المدفعية والدفاعات الجوية، والعسكريين على مقربة من المدنيين بشكل خطير”، بحسب تعبيره.

وأضاف لافروف أن روسيا “لديها حقائق مفادها أنه كان هناك اجتماع لقادة عسكريين أوكرانيين مع نظرائهم الغربيين في سومي، الذين كانوا هناك متنكرين”، على حد قوله.

وتقع سومي، التي يبلغ عدد سكانها نحو ربع مليون نسمة، على بعد أكثر من 25 كيلومتراً فقط من الحدود الروسية، وباتت محل استهداف منذ أن توغلت القوات الأوكرانية في مدينة كورسك الروسية في أغسطس الماضي، بحسب “رويترز”.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى رد فعل دولي صارم على موسكو بعد الهجوم، ونشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر جثامين ملقاة في وسط أحد شوارع المدينة بالقرب من حافلة مدمرة وسيارات محترقة.

اتهامات روسية

واتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا باستخدام المدنيين كدروع بشرية من خلال إقامة منشآت عسكرية، وإقامة فعاليات يشارك فيها جنود في قلب مدينة مكتظة بالسكان، فيما لم يصدر أي رد فوري من كييف على اتهامات روسيا.

وقالت وزارة الدفاع إن قواتها أطلقت “صاروخين تكتيكيين من طراز إسكندر-إم على مكان اجتماع” لما وصفته بمجموعة تكتيكية عملياتية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، مضيفة:”أن أكثر من 60 جندياً أوكرانياً قتلوا في الغارة”.

وسُئل المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، في إحاطته الإعلامية اليومية عن رأي الكرملين في تعليق ترمب، وما إذا كانت الضربة قد نُفذت عن طريق الخطأ، ولكنه أجاب بأن “الكرملين لم يُعلق على مسار الحرب، وأن هذا من اختصاص وزارة الدفاع”.

وتابع:”لا يسعني إلا أن أكرر وأُذكركم بالتصريحات المتكررة لرئيسنا وممثلينا العسكريين، بأن جيشنا يضرب حصراً الأهداف العسكرية، والأهداف العسكرية المجاورة”.

وفي وقت سابق الأحد، قال مبعوث ترمب إلى أوكرانيا كيث كيلوج، إن الهجوم “الذي شنته القوات الروسية على أهداف مدنية في سومي، يتجاوز حدود الإنسانية”.

وتُسيطر روسيا حالياً على ما يقرب من 20% من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب، بينما تحقق قواتها تقدماً بطيئاً في الشرق.

تنديد أوروبي

ودعا الرئيس الأوكراني إلى رد فعل دولي صارم على موسكو بعد الهجوم، الذي وقع في وقت تكافح فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتسريع إنهاء الحرب بين البلدين.

وندد زعماء بريطانيا وألمانيا وإيطاليا بالهجوم، إذ كتب المستشار الألماني أولاف شولتز على وسائل التواصل الاجتماعي: “تظهر هذه الهجمات مدى استعداد روسيا المفترض للسلام، وبدلاً من ذلك، نرى أنها تواصل بلا هوادة حربها العدوانية ضد كييف”، مضيفاً: “تدين ألمانيا هذا الهجوم الوحشي بأشد العبارات الممكنة”.

وكانت الولايات المتحدة وأوكرانيا أعلنتا في بيان مشترك، مارس الماضي، بعد اجتماع مسؤولين من البلدين في مدينة جدة السعودية، الثلاثاء، على خطة لوقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، فيما لفت ترمب، الاثنين، إلى تحقيق “تقدم” في مساعيه لوقف الحرب.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: “أشعر بالفزع إزاء الهجمات المروعة التي شنتها روسيا على المدنيين في سومي”، مضيفاً:” أظهر الرئيس زيلينسكي التزامه بالسلام، ويتعين على بوتين الآن أن يوافق على وقف إطلاق النار الكامل والفوري دون شروط”.

موقع ضربة صاروخية روسية، وسط هجوم روسيا على أوكرانيا، في سومي، أوكرانيا، 13 أبريل 2025- REUTERS

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن “الهجمات ضد المدنيين محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني، ويجب أن تتوقف فوراً أي اعتداءات من هذا النوع”، وجدد دعوته إلى “وقف دائم لإطلاق النار في أوكرانيا”.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيان، عن تعازيه للضحايا، وقال إن “الهجوم تذكير مأساوي بدافع الرئيس ترمب وإدارته لتخصيص كل هذا الوقت والجهد لإنهاء هذه الحرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *