قال الكرملين، الاثنين، إن على أوكرانيا سحب قواتها من إقليم دونباس من أجل وقف القتال، فيما أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن السيطرة على دونباس ومحطة زابوريجيا النووية “لا تزال دون حسم” في خطة السلام المكونة من 20 بنداً.

وجاءت تصريحات الكرملين وزيلينسكي، عقب اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني في فلوريدا، لبحث مسودة إطار السلام المطروحة لإنهاء الحرب بين كييف وموسكو.

وحذر المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، من أن كييف “ستخسر مزيداً من الأراضي إذا لم تتوصل إلى اتفاق”، مشدداً على ضرورة انسحاب القوات الأوكرانية كاملاً من “الحدود الإدارية لدونباس لوقف القتال”.

وتسيطر روسيا حالياً على خمس الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، ونحو 90% من دونباس، و75% من منطقتي زابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى أجزاء صغيرة من مناطق خاركيف وسومي وميكولايف ودنيبروبتروفسك، وفقاً للتقديرات الروسية.

وأضاف بيسكوف: “نحن نتحدث عن سحب القوات المسلحة التابعة لنظام كييف من دونباس”، وعندما سُئل عما إذا كان ذلك ينطبق أيضاً على منطقتي زابوريجيا وخيرسون، رفض الخوض في التفاصيل.

وقال زيلينسكي في تصريحات للصحافيين، الاثنين، إن المحادثات بشأن إنشاء منطقة اقتصادية حرة في دونباس لا تزال مستمرة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وتقترح الولايات المتحدة إنشاء منطقة اقتصادية حرة إذا غادرت أوكرانيا منطقة دونيتسك في إقليم دونباس، رغم أنه لا يزال من غير الواضح كيف ستعمل تلك المنطقة عملياً.

ورفض بيسكوف التعليق على فكرة إنشاء منطقة اقتصادية حرة في دونباس، أو على مستقبل محطة زابوريجيا النووية الخاضعة للسيطرة الروسية، قائلاً إن الكرملين يرى أن من غير المناسب التطرق إلى هذه القضايا حالياً.

وأشار بيسكوف إلى أن اتصالاً هاتفياً آخر مرتقب قريباً بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد اتصالهما، الأحد، قبل اجتماع الرئيس الأميركي مع زيلينسكي في فلوريدا.

وأضاف بيسكوف إن إجراء مكالمة هاتفية بين بوتين وزيلينسكي ليس مطروحاً للنقاش حالياً.

ضمانات أمنية أميركية لـ15 عاماً 

وخلال حديثه للصحافيين، الاثنين، قال زيلينسكي إن مسودة إطار السلام المطروحة لإنهاء الحرب مع روسيا تتضمن ضمانات أمنية أميركية لأوكرانيا تمتد لمدة 15 عاماً.

وأوضح زيلينسكي أنه طلب من ترمب تقديم ضمانات أطول قد تصل إلى 50 عاماً، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي أكد خلال لقائهما، الأحد، التزام واشنطن بتقديم ضمانات أمنية قوية لكييف.

وأشار إلى أن آلية مراقبة وقف إطلاق النار سيتم تحديدها ضمن ترتيبات هذه الضمانات.

واستقبل ترمب زيلينسكي في مقر إقامته في فلوريدا، الأحد، لبحث المراحل النهائية من صفقة محتملة للسلام بين روسيا وأوكرانيا. وقبل الاجتماعات أجر ترمب اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دام أكثر من ساعة.

وشدد زيلينسكي في تصريحاته، على أن خطة السلام المؤلفة من 20 بنداً يجب طرحها في استفتاء شعبي داخل أوكرانيا، موضحاً أن وقف إطلاق النار لمدة لا تقل عن 60 يوماً يعد شرطاً أساسياً لإجراء هذا الاستفتاء بشكل آمن وشرعي.

وأكد أن الخطة ينبغي أن تُوقع من جانب أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا وأوروبا.

وأعلن زيلينسكي استعداد أوكرانيا للتواصل مع روسيا “وفق أي صيغة ممكنة”، لكنه أوضح أن عقد اجتماع مباشر مع موسكو سيكون ممكناً فقط بعد اتفاق ترمب والقادة الأوروبيين على إطار السلام المقترح.

وأعرب عن أمله في أن تبدأ الشراكات الدولية بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا فور توقيع اتفاق السلام.

“موسكو لا ترغب بوقف النار الآن”

واعتبر زيلينسكي أن روسيا تُظهر بوضوح عدم رغبتها في وقف إطلاق النار حالياً، لكنه قال إن ترمب أبلغه بأنه ناقش مع بوتين خطة النقاط العشرين.

كما كشف عن اجتماع مرتقب مع عدد من القادة الأوروبيين، مشيراً إلى أن كييف تسعى أيضاً لاستضافة اجتماع لمستشاري الأمن القومي من الولايات المتحدة وأوروبا خلال الأيام المقبلة في أوكرانيا.

وخلال مؤتمر صحافي في مقر إقامته في فلوريدا، قال ترمب إن إن لقائه مع زيلينسكي جعل إبرام اتفاق لإنهاء حرب أوكرانيا “أقرب كثيراً”

وأشار ترامب إلى وجود شبه اتفاق على اتفاقية أمنية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، لكنه أكد ضرورة حل بعض “القضايا الشائكة” المتعلقة بالأراضي.

شاركها.