اخر الاخبار

روسيا تعزز قدرات طائرتها المسيّرة Orion بصاروخ Banderol

يبدو أن روسيا دمجت صاروخ كروز S8000 Banderol الجديد في طائرتها المسيّرة من طراز “أوريون” (Orion MALE)، متوسطة الارتفاع وطويلة التحمل، ما يُمثل تعزيزاً كبيراً في قدراتها الهجومية باستخدام الطائرات المسيّرة، وذلك وفقاً لمقطع فيديو نُشر على “تليجرام”، بحسب موقع Army Recognition.

وبالإضافة إلى ظهور الصاروخ على الطائرة المسيّرة، أصدرت مديرية استخبارات الدفاع الأوكرانية (GUR)، تحليلاً فنياً مفصلاً لصاروخ S8000 Banderol، لتسليط الضوء على مواصفاته ومكوناته وتداعياته الاستراتيجية.

وتُعتبر طائرة Orion المسيّرة، واحدة من أكثر المسيّرات كفاءة في روسيا والتي طوّرتها شركة “كرونشتاد” (Kronstadt) الروسية.

المسيّرة الروسية Orion

تُقارن المسيّرة الروسية Orion بمسيّرة MQ-1 Predator الأميركية، وهي مصممة لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والهجوم. 

ويبلغ طول جناحيها نحو 16 متراً، ويبلغ الحد الأقصى لوزن الإقلاع قرابة 1000 كيلوجرام، ويمكنها حمل ما يصل إلى 200 كيلوجرام من الحمولة، بما في ذلك الذخائر الموجهة بدقة.

ومع قدرة تحمُّل تصل إلى 24 ساعة، وسقف خدمة يبلغ نحو 7500 متر، تُعد Orion منصة رئيسية في أسطول الطائرات المسيّرة الروسي.

وقد يُمكنها دمج صاروخ كروز Banderol من أن تصبح منصة هجوم بعيدة المدى، قادرة على ضرب أهداف عالية القيمة في عمق الأراضي التي يسيطر عليها العدو.

مميزات صاروخ Banderol

يُعتبر S8000 Banderol صاروخ كروز مدمج يعمل بمحرك نفَّاث تم تطويره خصيصاً لمنصات الإطلاق غير المأهولة، والطائرات ذات الأجنحة الدوارة، وهو مزود ​​بمحرك نفاث SW800Pro-A95 من شركة Swiwin الصينية.

وبشكل تجاري، يتوفر هذا المحرك المستخدم عادة في الطائرات النموذجية الكبيرة على منصات مثل AliExpress، ما يُسلط الضوء على كيفية استغلال روسيا للأسواق المدنية لتجاوز قيود التكنولوجيا العسكرية.

ومن الناحية الفنية يبلغ طول صاروخ Banderol نحو 5 أمتار، ويبلغ باع جناحيه 2.2 متر، وقطره 30 سم، وهو مُسلح برأس حربي من طراز OFBCH-150 يزن 114.3 كيلوجرام، بما في ذلك 49.5 كيلوجرام من المواد المتفجرة مصمم للاستخدام ضد الأهداف المُحصنة والاستراتيجية.

وتصل سرعة الصاروخ القصوى إلى 650 كيلومتراً/الساعة، ويحلّق بسرعة 560 كيلومتراً/الساعة، ويبلغ مداه الأقصى 500 كيلومتر.

وبفضل تصميمه الانسيابي وأجنحته المنبثقة يستطيع هذا الصاروخ الطيران على ارتفاعات منخفضة واتباع التضاريس، ما يعزز قدرته على التهرب من أنظمة الدفاع الجوي. ويُعد نظام الملاحة المتطور من الجوانب المهمة في تصميم Banderol.

كما جرى تزويد الصاروخ بهوائي Kometa-M8 CRPA، طورته JSC VNIIR-Progress، والذي يوفر مقاومة عالية للتشويش، والتلاعب بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

ويُعتبر هذا النظام قيد الاستخدام العملي على أسلحة روسية أخرى دقيقة التوجيه، مثل طائرات Shahed-136/131 المسيّرة، ومجموعات القنابل الانزلاقية UMPK، ما يشير إلى نهج متسق في تطوير الأسلحة الروسية نحو إنشاء أنظمة مرنة للاستخدام في بيئات مشبعة بالحرب الإلكترونية.

هجمات استراتيجية

ويُعد دمج نظام S8000 Banderol مع طائرة Orion المسيّرة مؤشراً واضحاً على تحوُّل عقيدة روسيا نحو قدرات الضربات الدقيقة.

ويتيح الجمع بين طائرة مسيّرة بعيدة المدى وصاروخ كروز سريع الحركة شن هجمات استراتيجية بعيدة عن متناول معظم الدفاعات الجوية في الخطوط الأمامية، مع تقليل المخاطر على المشغلين البشريين. كما يوفر وسيلة قابلة للتطوير، وفعَّالة نسبياً من حيث التكلفة، لإبراز القوة في المناطق المتنازع عليها.

وبالنظر إلى المستقبل، ثمة مؤشرات على إمكانية تعديل نظام Banderol للاستخدام من منصات أخرى، بما في ذلك مروحية Mi-28N الهجومية، ما يزيد من فائدته في مختلف فروع الجيش الروسي.

وتعزز الطبيعة المعيارية للنظام الصاروخي مرونة روسيا في تطبيق هذه التقنية عبر مجموعات المهام والبيئات التشغيلية المتعددة.

ويعكس ظهور هذا الصاروخ على متن مسيّرة Orion، تطوراً ملحوظاً في قدرات الحرب الجوية الروسية، وهو ما يُمثل اندماجاً بين المكونات التجارية والابتكار المحلي، ما يشير إلى مرحلة جديدة في استخدام روسيا للأنظمة المسيّرة لتوجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *