أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، أنه سيناقش الأوضاع في قطاع غزة وإيران عندما يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، الاثنين المقبل، مشيراً إلى أن اللقاء سيكون “احتفالاً سريعاً” بـ”محو” المنشآت النووية الإيرانية، وسط تحركات إيطالية لاستئناف الحوار بين واشنطن وطهران، وعرض روما كمكان محتمل لإجراء المحادثات.

وعمل ترمب ونتنياهو معاً في يونيو الماضي على تنفيذ عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، انتهت بشن غارات جوية أميركية نفذتها قاذفات B-2، الأسبوع الماضي.

وقال ترمب، الثلاثاء، إن تلك الضربات “دمرت بالكامل” القدرات النووية لطهران، مجدداً انتقاداته إلى وسائل الإعلام التي تشكك في مدى نجاح الضربات الأميركية 3 منشآت نووية إيرانية.

وأضاف ترمب: “لقد أهانت شبكة CNN وصحيفة نيويورك تايمز هؤلاء الجنود العظماء… لقد كان تدميراً كاملاً وشاملاً، ويجب أن نحتفل بهؤلاء الأبطال”، في إشارة إلى الطيارين الذين نفذوا العملية داخل إيران.

وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال نتنياهو، إنه يتوقع عقد لقاءات، الأسبوع المقبل مع ترمب، بعد ما وصفه بـ”النصر الكبير” في حرب إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يوماً الشهر الماضي.

وأضاف نتنياهو في بيان قبيل اجتماع مجلس الوزراء، أن الزيارة ستشمل أيضاً محادثات مع مسؤولين كبار، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث ومبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير التجارة هوارد لوتنيك.

إيران: أبواب الدبلوماسية لن تغلق أبداً

وفي المقابل، أعرب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن شكوكه حيال استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة قريباً، لكنه أكد في الوقت ذاته أن “أبواب الدبلوماسية لن تغلق أبداً”.

وكان الرئيس الأميركي قد ألمح مؤخراً إلى إمكانية استئناف المحادثات مع إيران في أقرب وقت هذا الأسبوع، رغم أن البيت الأبيض أشار إلى عدم وجود محادثات مجدولة رسمياً حتى الآن.

وقال عراقجي في مقابلة مع شبكة CBS: “لا أعتقد أن المفاوضات ستُستأنف بهذه السرعة”.

وأضاف: “كي نتخذ قراراً بالعودة للمحادثات، علينا أولاً أن نتأكد من أن الولايات المتحدة لن تعود إلى استهدافنا عسكرياً أثناء سير المفاوضات. ومع كل هذه الاعتبارات، لا زلنا بحاجة إلى المزيد من الوقت”.

رغم ذلك، شدد عراقجي على أن “أبواب الدبلوماسية لن تُغلق أبداً”.

تحركات إيطالية

من جهته، أفاد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، بأن بلاده تعمل على استئناف الحوار بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي.

ونقلت وكالة “آكي” الإيطالية عن تاياني قوله للصحافيين في ميلانو، الثلاثاء: “عرضنا روما كمكان لإجراء محادثات محتملة، كما حدث في الأشهر الأخيرة للمحادثات بين إيران والولايات المتحدة و(وساطة) سلطنة عُمان”.

وأضاف: “نعمل دائماً على الحوار لضمان أمن إسرائيل، وفي الوقت نفسه، لضمان عدم تمكن إيران من بناء قنبلة ذرية، مع تمكينها في ذات الوقت من العمل على أبحاث الطاقة النووية المدنية”.

ومضى قائلاً: “لكن يتعين أيضاً (على إيران) الموافقة على زيارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وقبل أن تشن إسرائيل حربها التي دامت 12 يوماً، كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتمتع بإمكانية الوصول بانتظام إلى مواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وتراقب الأنشطة داخلها على مدار الساعة، إذ أن طهران موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي تضم 191 دولة. لكن الآن، جعلت الأنقاض والرماد الصورة ضبابية.

علاوة على ذلك، هددت إيران بوقف العمل مع الوكالة، حيث وافق البرلمان الإيراني، الأربعاء الماضي، على تعليق التعاون مع الهيئة التابعة للأمم المتحدة مدفوعاً بالغضب من عدم قدرة نظام حظر الانتشار النووي على حماية البلاد من الضربات، التي تعتبرها دول كثيرة غير قانونية.

وقالت طهران، إن قراراً صدر هذا الشهر عن مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة، قال إن إيران انتهكت التزاماتها المتعلقة بحظر الانتشار، مهد الطريق لهجمات إسرائيل، من خلال توفير غطاء دبلوماسي.

وبدأت هجمات إسرائيل في اليوم التالي من صدور القرار.

ومنذ أبريل الماضي، أجرت إيران والولايات المتحدة محادثات استضافتها مسقط وروما، كانت تهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي جديد بشأن برنامج إيران النووي.

شاركها.