اخر الاخبار

روما تستعد للمفاوضات النووية.. وإيران تحدد خطوطها الحمراء

استقبل وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني نظيره العماني بدر البوسعيدي في روما، الجمعة، وذلك استعداداً للمفاوضات المرتقبة، السبت، بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني.

ويزور وزير الخارجية العماني روما بصفته وسيطاً في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، بعدما استضافت بلاده، السبت الماضي، الجولة الأولى من هذه المحادثات، التي وصفت بـ”الإيجابية”.

وذكرت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان، أن تاياني “رحّب بجهود الوساطة التي تقوم بها سلطة عمان”، مؤكداً “دعم إيطاليا بشكل كامل للوساطة العمانية بين الولايات المتحدة وإيران”.

وأضاف تاياني أنه “أمام التحديات السياسية والأمنية العديدة، وفي سياق إقليمي يتسم بتقلب كبير، فإن إيطاليا مستعدة لدعم أي مبادرة إضافية من أجل السلام والاستقرار الدوليين”، وفق ما أوردت وكالة “نوفا” الإيطالية.

وكتب تاياني أيضاً على حسابه في “إكس”، أن إيطاليا “ستعمل على تسهيل المحادثات” بين أميركا وإيران، ومستعدة لـ”المساهمة في مساعي السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.

وأعربت الخارجية الإيطالية عن أملها في أن “تسهم هذه المحادثات في تسريع وتيرة المفاوضات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإيرانية بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي ضروري لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها”.

واعتبرت أن هذه المسألة “محور أساسي في الجهود الدبلوماسية الإيطالية”، انطلاقاً من الاتصالات المستمرة للوزير تاياني مع الإدارة الأميركية، ونظيره الإيراني عباس عراقجي، وكذلك من خلال اللقاءات المتكررة مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي.

بدوره أعرب الوزير العماني عن “تقديره العميق للانفتاح الذي أبدته الحكومة الإيطالية لتيسير الحوار بين الطرفين في بيئة هادئة ومثمرة”، وفق ما أوردت “نوفا”.

“خطوط إيران الحمراء”

قال مسؤول إيراني، الجمعة، إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة خلال محادثات، السبت الماضي، التي جرت في سلطنة عمان، باستعدادها لقبول بعض القيود على تخصيب اليورانيوم، لكنها تحتاج إلى “ضمانات قوية” بأن الرئيس دونالد ترمب لن ينسحب مجدداً من الاتفاق النووي الجديد.

ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جولة ثانية من المحادثات، السبت في العاصمة الإيطالية روما، بعد أسبوع من الجولة الأولى التي وصفها البلدان بـ”الإيجابية”.

وقال المسؤول الإيراني الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة “رويترز”، إن “الخطوط الحمراء التي وضعتها طهران، والتي فرضها المرشد علي خامنئي، لا يمكن المساس بها في المحادثات”.




وذكر أن “خطوط إيران الحمراء تعني أنها لن توافق أبداً على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم أو وقف التخصيب تماماً أو خفض كمية اليورانيوم المخصب الذي تخزنه إلى مستوى أقل من ذلك الذي وافقت عليه في اتفاق عام 2015، الذي انسحب منه ترمب” عام 2018.

كما أنها لن تتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي الذي تعتبره خارج نطاق أي اتفاق نووي، بحسب المصدر الذي أشار إلى أن “إيران علمت في محادثات غير مباشرة في عُمان أن واشنطن لا تريد منها وقف كل أنشطتها النووية، ويمكن أن يكون هذا أساساً تنطلق منه إيران والولايات المتحدة لبدء مفاوضات عادلة”.

ولفت المصدر، إلى أن إيران عبّرت عن استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تعتبرها “الجهة الوحيدة المقبولة في هذه العملية”، ولـ”تقديم ضمانات بأن نشاطها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط”.

وأضاف أن “عراقجي أبلغ الأميركيين بأن على الولايات المتحدة رفع العقوبات المفروضة على القطاعين النفطي والمالي الإيرانيين فوراً مقابل هذا التعاون”.

وتتعامل طهران مع المحادثات بحذر، مشككة في إمكان التوصل إلى اتفاق، وقلقة في مواقف ترمب الذي فرض حملة “أقصى الضغوط”، كما هدد مراراً بقصف إيران إذا لم توقف برنامجها المتسارع لتخصيب اليورانيوم، فيما تقول إيران إن برنامجها سلمي.

ترمب يحسم الموقف

وحسم الرئيس الأميركي مؤخراً “المعركة” الدائرة داخل إدارته بشأن طريقة التعامل مع إيران، باختيار مواصلة المسار الدبلوماسي على العمل العسكري، الذي طالب به عدد من المسؤولين الأميركيين، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.

وقال مسؤولان أميركيان ومصادر أخرى مطلعة على الأمر، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن مستشار الأمن القومي مايكل والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو “يؤيدان تنفيذ عمل عسكري لتدمير قدرة إيران المحتملة على امتلاك أسلحة نووية”.

وذكرت الصحيفة، أن ترمب استمع لآراء عدة متشددة ضد إيران، منها الرئيس الفخري لمجموعة “نيوز كورب” وقطب الإعلام روبرت مردوخ، ومانحين يمينيين متشددين مؤيدين لإسرائيل، مثل الرئيس السابق لشركة “مارفل إنترتينمنت” إسحاق “آيك” بيرلماتر.

ويرى العديد من صقور الإدارة الأميركية، أن طهران “طرف يائس”، وفي “أضعف وضع اقتصادي وعسكري لها منذ عقود”، لافتين كذلك إلى أنها “مثقلة بالعقوبات”، بحسب ما أوردت الصحيفة.

وفي المقابل، أعرب نائب الرئيس جي دي فانس، ومديرة المخابرات الوطنية تولسي جابارد، عن قلقهما من العواقب غير المباشرة لأي صراع جديد في الشرق الأوسط.

ووفقاً لمسؤولين أميركيين، استمع ترمب كذلك إلى الأصوات المؤيدة للمواصلة على المسار للدبلوماسي ومن بينهم الإعلامي تاكر كارلسون.

ولفتت “واشنطن بوست”، إلى أن المستشارين الأكثر حذراً تطرقوا إلى تقديرات الاستخبارات الأميركية، التي ذكرت أن “إيران لم تلتزم ببناء سلاح نووي”، وأن “الضربات الجوية من المرجح أن تشعل حرباً إقليمية واسعة النطاق”.

وتشير المخابرات الإسرائيلية كذلك، إلى أنه على الرغم من سعي إيران المتسارع لإنتاج يورانيوم عالي التخصيب، لم يأمر خامنئي بإنتاج سلاح نووي.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، دار في إسرائيل كما في واشنطن، نقاش بشأن إمكانية توجيه ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية، فيما بحث مسؤولون أميركيون وإسرائيليون مدى تأثير تلك العمليات، وما إذا كانت ستؤدي فقط إلى وقف مؤقت للبرنامج النووي الإيراني، وليس تدميره.

ويرى مسؤول استخبارات أميركي سابق تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لـ”واشنطن بوست”، أن “الجميع متفقين على ضرورة عدم حصول إيران على سلاح نووي، لكن وجهة نظر المخابرات الإسرائيلية لا تتوافق دوماً مع التوجهات السياسية”.

وأردف: “القيادة السياسية الإسرائيلية لطالما كانت أكثر اهتماماً باتباع أساليب أخرى غير المفاوضات والتي تشمل القصف”.

 خيار القنابل “الخارقة للتحصينات” 

ورأى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر خلال اجتماع عقد مؤخراً مع والتز ومسؤولين أميركيين كبار آخرين في واشنطن، أن استخدام سلاح الجو الأميركي للقنابل “الخارقة للتحصينات” والتي تُنقل عبر قاذفة B-2، ستمكّن الولايات المتحدة وإسرائيل من تدمير المنشآت النووية الإيرانية المبنية تحت الأرض، بحسب ما نقله مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين وأميركيين سابقين مطلعين على الاجتماع.

لكن الوفد الإسرائيلي غادر الاجتماع “محبط” بعد أن رفضت الإدارة الأميركية دعم هذا القرار، بحسب الصحيفة.

وسافر ديرمر ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية “الموساد” ديفيد بارنيع سراً إلى باريس، للقاء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف من أجل إجراء محادثات بشأن الملف النووي الإيراني، وفقاً لما نقله موقع “أكسيوس” عن 3 مصادر إسرائيلية مطلعة، الجمعة.

وأكد ويتكوف خلال حضوره اجتماعات بشأن روسيا وأوكرانيا، أن هدف إدارة ترمب هو “حل الأزمة النووية بالطرق الدبلوماسية، وضمان توقف إيران عن تخصيب اليورانيوم”.

وقالت المصادر الإسرائيلية، إن إسرائيل تريد توضيح مواقفها ومحاولة التأثير على الموقف الأميركي، الذي عبَّر عنه ترمب حين قال إنه أوقف هجوماً إسرائيلياً وشيكاً على إيران، وإنه يحبّذ التوصل إلى اتفاق سياسي لحسم الأمر.

وأضاف في حديث للصحافيين، الخميس: “لا أريد أن أفعل أي شيء من شأنه أن يؤذي أحداً لكن إيران لا يمكن أن تمتلك أسلحة نووية.. نحن لا نسعى للاستيلاء على صناعتهم وأراضيهم. نحن فقط نقول: لا يمكنكم امتلاك سلاح نووي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *