ريف حماة.. أهالٍ يبيعون أراضيهم لبناء وترميم منازلهم

حماة – إياد عبد الجواد
يبيع أهالٍ من ريف حماة الشمالي أراضيهم أو قسمًا منها بحثًا عن المأوى وبناء بيت جديد على ركام منازلهم المدمرة، بعد سنوات من النزوح والتهجير والبقاء تحت سقف الخيام في أرياف إدلب وحلب.
رغم التهجير الطويل وسنوات اليأس، لم يكن الأهالي يلجؤون لبيع أراضيهم كما يفعلون اليوم، فبعد سقوط نظام حكم الأسد وعودة الأهالي إلى مناطقهم الأصلية، بات بيع الأراضي أمرًا إجباريًا لبناء منزل جديد أو ترميم القديم.
الحاجة إلى مأوى
قال ماهر السفاني ل، إنه باع 23 دونمًا من أرضه في بلدة اللطامنة شمالي حماة، 9 دونمات منها خلال سنوات النزوح، وكان السبب تأمين الأكل والشرب والمعيشة واستمرار “البقاء على قيد الحياة”، عقب تردي الوضع المعيشي وقلة الدعم لقاطني المخيمات.
وبعد سقوط نظام الأسد، باع ماهر 14 دونمًا أخرى من أجل بناء وترميم منازل لذويه، مؤكدًا أنه الحل الوحيد لانتشاله من تحت سقف الخيمة.
مصطفى سليمان الحاج عبد الله (52 عامًا) من اللطامنة أيضًا، قال ل، إنه باع بقية أرضه بعد سقوط النظام السابق، بعد أن باع قسمًا منها في سنوات النزوح، بمساحة كلية بلغت 20 دونمًا.
رغم اضطراره لبيع أرضه التي هي مصدر رزقه سابقًا، يسعى مصطفى لبناء منزل يؤوي عائلته وأولاده وإخوته، ويعيدهم إلى حياتهم السابقة، ويتطلع لعودته إلى مهنته في صيانة الدراجات النارية.
عودة بعد نزوح وفقر
ملهم الجوير دلّال عقارات من بلدة اللطامنة، قال ل، إن الأهالي لجؤوا لبيع أراضيهم أو قسم منها، بسبب الفقر والحاجة إلى مأوى في مسقط رأسهم، وترك المخيمات.
وذكر الأربعيني أن العائلات المهجرة كانت تعتمد على السلة الغذائية والأعمال اليومية غير الثابتة لتأمين معيشتها، وصارت بحاجة إلى المال من أجل ترميم المنازل.
ولفت ملهم إلى أن أبناء العائلات الذين هُجروا أطفالًا بأعمار 15 و17 عامًا عادوا اليوم إلى بلداتهم وهم متزوجون ولديهم عائلات وأطفال، ما فرض الحاجة إلى ترميم منازل وبناء غرف جديدة بأقل الإمكانيات.
وأضاف أن عددًا من الأهالي باعوا قسمًا من أراضيهم، فمثلًا الذي يملك 20 دونمًا باع 10 دونمات، ليستخدم المبلغ في بناء وترميم المنزل، واستصلاح ما تبقى من أرضه التي تهالكت على أيدي قوات النظام وحلفائها.
الدلّال ملهم ذكر أن سعر الأراضي الزراعية يختلف وفق طبيعة الأرض، فأراضي “الإصلاح الزراعي” منخفضة عن أسعار الأراضي “الطابو الأخضر”.
ويبدأ سعر الدونم الزراعي من 2000 دولار أمريكي حتى 4000 دولار، وذلك وفقًا للتربة والموقع.
أما سعر الأراضي التي تصلح للبناء فتحسب بالمتر، ويبدأ سعر المتر من 8 دولارات حتى 100 دولار أمريكي.
ولا يزال إقبال الأهالي على إعادة إعمار منازلهم ضعيفًا، بسبب التكاليف المرتفعة، إذ يعيش أكثر من 90% من الأسر السورية تحت خط الفقر.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي