قصف الجيش الإسرائيلي منطقة تلة باط الوردة قرب بلدة بيت جن بريف دمشق، بعد أيام من حادثة استهداف دورية للجيش الإسرائيلي في المنطقة، بحسب ما نقلت قناة الإخبارية السورية اليوم الأربعاء 3 من كانون الأول.
مصدر من بلدة بيت جن، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال ل، إن الطريق الذي طالته الضربات الإسرائيلية يُعد من المسارات التي تستخدمها عربات ومدرعات الجيش الإسرائيلي خلال عمليات التوغل التي ينفذها في محيط البلدة.
وأضاف المصدر أن الاستهداف نُفّذ عبر ثلاث قذائف عقب عملية رصد مكثفة نفذها الطيران المسيّر الإسرائيلي فوق المنطقة.
من جهته، قال المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلية (كان)، إيتاي بلومنتال، عبر حسابه في منصة “إكس” إن الجيش الإسرائيلي “رصد يوم أمس عبر وسائل المراقبة مركبة تقوم بدفن جسم في الأرض في منطقة مفتوحة قرب بلدة بين جن السورية”.
وأشار إلى أنه “تم إطلاق قذائف هاون لتحييد الاشتباه بوجود عبوة ناسفة محتملة”.
صورة من النقطة التي استهدافها الجيش الإسرائيلي بقذائف الهاون في بيت جن – 3 كانون الأول 2025 (بيت جن)
وتعيش بلدة بيت جن، منذ 28 من تشرين الثاني الماضي، حالة استنفار مستمرة، مع تحليق متواصل للطيران المسيّر والطيران المروحي في أجوائها.
وكان الجيش الإسرائيلي قتل 13 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، وتعرض 24 آخرون للإصابة، جراء القصف على بلدة بيت جن بريف دمشق، بينما أصيب ستة من الجنود الإسرائيليين في الاشتباكات.
وجاء القصف بعد توغل الجيش الإسرائيلي في البلدة لاعتقال عدد من الشبان، ما أدى إلى حدوث اشتباكات بين شبان من أهالي البلدة والجيش الإسرائيلي.
بينما تضاربت الروايات الإسرائيلية حول هوية المنفذين، حيث قالت إسرائيل إن المستهدفين ينتمون إلى الجماعة الإسلامية (حركة لبنانية)، ثم عادت واتهمت الاستخبارات السورية، بالضلوع بالهجمات.
“جريمة حرب” مكتملة الأركان
وزارة الخارجية السورية قالت في بيان، إن سوريا تدين “الاعتداء الإجرامي والسافر” الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة نتيجة تصدي أهالي البلدة للدورية المعتدية وإجبارها على الانسحاب من الأراضي السورية.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن إقدام قوات الاحتلال عقب فشل توغلها على استهداف بلدة بيت جن بـ”قصف وحشي ومتعمد يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان”، بعد أن ارتكبت القوات الإسرائيلية “مجزرة مروعة” راح ضحيتها أكثر من عشرة مدنيين بينهم نساء وأطفال وتسببت بحركة نزوح كبيرة نتيجة استمرار القصف الهمجي والمتعمد على منازل الآمنين، وفق البيان.
وأدانت عدد من الدول والمنظمات الهجمات الإسرائيلية على بلدة بيت جن في ريف دمشق، بينها بريطانيا وتركيا والكويت وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وقطر والأردن، وحركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتان وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.
قلق أمريكي
أعربت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن قلقها من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا إلى زعزعة استقرار البلاد، وتقويض الآمال في التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، بحسب ما قاله مسؤولان أمريكيان “كبيران” لموقع ” أكسيوس” في 2 من كانون الأول.
المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، ومسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أجروا محادثات “صعبة” مع نظرائهم الإسرائيليين، وفق ما أفاد المسؤولون الأمريكيون، محذرين من عواقب مثل هذه التصرفات على استقرار المنطقة.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إن “سوريا لا تريد مشكلات مع إسرائيل، هذا ليس لبنان”، مُفرّقًا بين الضربات الإسرائيلية الأخيرة في البلدين، لكن نتنياهو يرى “أشباحًا في كل مكان”، حسب زعمه.
المسؤولون يحاولون إيصال رسالة واضحة إلى نتنياهو، بضرورة وقف هذه التصرفات، التي قد تدفعه إلى “تدمير نفسه بنفسه”، وإذا استمر بها سيفقد فرصة دبلوماسية “ضخمة”، وسيحول الحكومة السورية الجديدة إلى “عدو”.
دعم جهود الرئيس السوري، أحمد الشرع، لتحقيق الاستقرار في سوريا، وتشجيعه على الانخراط في عملية السلام مع إسرائيل، يشكلان عنصرين أساسيين في استراتيجية إدارة ترامب في الشرق الأوسط، أوضح المسؤولون.
وأبدى المسؤولون الأمريكيون غضبهم بسبب ما يرون أن نهج نتنياهو في التعامل مع سوريا، يعتمد على مبدأ “أطلق النار أولًا ثم اطرح الأسئلة لاحقًا”.
بيت جن.. إسرائيل تهرب إلى الأمام في سوريا
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
