قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، الثلاثاء، إن المنظور الأميركي القائم على التركيز فقط على الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين “غير موفق”، مضيفاً أن الحكومة الإسرائيلية “تتاجر” بهذا الملف وليست جادة فيه، كما ظهر خلال العامين الماضيين.
وأضاف زكي في مقابلة مع “الشرق” من نيويورك، أن الحكومة الإسرائيلية لو كانت جادة في الإفراج عن محتجزيها في غزة لأبدت جدية في التفاوض وأنهت الحرب.
وأكد أن الدول العربية لا تعارض الإفراج عن المحتجزين وقد عبرت عن ذلك مراراً، لكن “السؤال المطلوب” هو: أين الإطار السياسي لتسوية القضية الفلسطينية؟، وأين الحديث الجاد حول مصير غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية؟ وهل يُراد للاحتلال الإسرائيلي أن يستمر إلى الأبد مع بعض التحسينات المعيشية للفلسطينيين، مشدداً على أن استمرار الاحتلال “مرفوض فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً”.
وفي ما يتعلق بنتائج مؤتمر حل الدولتين، قال زكي إن اعتراف 11 دولة بفلسطين “خطوة إيجابية تستحق الإشادة”، معتبراً أنها جاءت “نتاج جهد دبلوماسي جيد”، لكنها “جزء من الحل وليست المخرج” من الوضع المأزوم حالياً.
أهداف إسرائيل
وقال السفير حسام زكي إن إسرائيل تعمل على إطالة ما أسماها بـ”حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة” لتحقيق أهداف بعضها معلن والآخر غير معلن. وأوضح أن الأهداف المعلنة، وفق قوله، تشمل تهجير الفلسطينيين، وهو أمر مرفوض، ورغم ذلك لا يتوقف المسؤولون الإسرائيليون عن ترديدها.
وأشار إلى أن مصر اتخذت “موقفاً واضحاً وصلباً” برفض فكرة التهجير، باعتبارها الجار المباشر لغزة، وتتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الإطار، مدعومة بموقف عربي “في منتهى القوة”، وذلك “على الرغم من الضغوط التي تتعرض لها القاهرة”، حسب قوله.
وأشار إلى أن هذا الموقف دفع إسرائيل إلى محاولة الالتفاف على المسألة بالحديث عن إتاحة ما يسمى بـ”الهجرة الطوعية”، بينما “تتمسك بفكرة إخلاء قطاع غزة من سكانه أو تقليل عددهم إلى أدنى حد ممكن للاستيلاء على هذه المساحة من الأرض للأبد”، واصفاً هذا التصور بأنه “نتاج عقل يدور في فقاعة ولا يصغي لردود فعل الآخرين”.
ويرى زكي أن “الإدارة الأميركية تمنح الجانب الإسرائيلي مهلة زمنية معينة” لتحقيق أهدافه العسكرية، على الأقل المعلنة، وبعد ذلك يتم فرض وقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك سوف يستغرق أسابيع أم أشهر، وأكد ضرورة الضغط على الجانب الأميركي للإسراع بفرض وقف إطلاق النار على إسرائيل.
وأوضح السفير حسام زكي أن الدول العربية متفقة على “رؤية وخطة موحدة لإعمار قطاع غزة”، والتي طرحتها مصر في القمة العربية في مارس الماضي ووافق عليها القادة العرب، ثم أُقرت في اجتماع وزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، وكان ذلك بنية حسنة وانخراط جاد، ثم نقضت إسرائيل كل الجهود واستأنفت الحرب تحت دعاوى مختلفة مردود عليها.
استئناف التفاوض
وفي شأن فرص استئناف التفاوض، قال زكي إنه إذا كان لدى الجانبين الأميركي والإسرائيلي الرغبة في التوصل إلى شيء بمشاركة الفلسطينيين والعرب، فيجب أن يتم ذلك على أسس صحيحة ومتفق عليها، ولا يكون لمجرد الحديث وتضييع الوقت.
واتهم إسرائيل بأنها تراوغ ولا ترغب في أن تؤدي المفاوضات إلى شيء، مشيراً إلى الضربة الإسرائيلية على قيادات حركة حماس في الدوحة، في الوقت الذي كانوا يناقشون فيه مقترحاً أميركياً، بالإضافة إلى استمرار سياسة التجويع ومنع المساعدات.
وتساءل لماذا يطلب من الجانب الفلسطيني والعربي أن ينخرط في مباحثات طالما لا توجد إرادة حقيقية من إسرائيل للتوصل إلى اتفاق. وأضاف أن الرأي العام “ضج” بسبب كثرة إضاعة إسرائيل للفرص واستهلاكها للوقت في حرب غزة.