غضبٌ صهيونيّ لا يهدأ بسبب مقطعٍ لا يتجاوز دقائق، ظهر فيه المرشّح الأمريكي من أصول عربية زهران ممداني وهو يخاطب أنصاره بالعربية، وخلفه علم فلسطين وأمامه قطعة كنافة نابلسية. فيديو بسيط، لكنه دوّى في الصحف العبرية كصفعةٍ رمزية، إذ وصفوه بـ”المرشّح المتطرّف” لمجرّد أنه قال بوضوح: أنا عربي… وأنا مع غزة.
اللقطات التي حملت دفءَ الهوية وجرأة الموقف تحوّلت إلى قضية رأي عام في إسرائيل، بينما حصدت ملايين المشاهدات عبر المنصات. ممداني لم يتراجع، بل ردّ ساخرًا: الكنافة في نيويورك حلوة، لكنها ليست ككنافة نابلس. جملة بسيطة، لكنها كانت إعلان تحدٍّ في وجه ماكينة سياسية تخاف حتى من الحلوى حين تكون فلسطينية.
وفي خضمّ العاصفة، نقلت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس الأسبق باراك أوباما تواصل معه دعمًا لمسيرته، مؤكّدًا أنه سيكون إلى جانبه إن فاز بالانتخابات. خطوة فُهمت كرسالة سياسية من العيار الثقيل، خصوصًا مع تصاعد الخطاب المعادي للفلسطينيين في الساحة الأمريكية.
هكذا يخوض زهران ممداني معركة الرموز في قلب نيويورك: بالكلمة لا بالسلاح، وبالهوية لا بالخطابات. رجلٌ أرعب إسرائيل لا بصواريخ ولا ببيانات، بل بلغةٍ حيّةٍ وعلمٍ مرفوعٍ وقطعة كنافةٍ صارت عنوانًا للمقاومة الناعمة.
