قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن بلاده تعمل مع الولايات المتحدة، و”تحالف الراغبين” على تحديد هيكل الضمانات الأمنية، مؤكداً أن أوكرانيا على ثقة بأن السلام يمكن أن يكون موثوقاً ودائماً، وأن الضمانات الأمنية تمثل المفتاح لتحقيق ذلك.
وأضاف زيلينسكي في منشور على منصة “إكس”، بعد اتصال مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره، أن العمل يجري حالياً على جميع المستويات لوضع تفاصيل الضمانات الأمنية، مؤكداً أنها ستضمن مستقبل الشعب الأوكراني.
من جانبها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن التكتل سيساهم في الضمانات الأمنية لأوكرانيا عن طريق تدريب الجنود الأوكرانيين وتعزيز القوات المسلحة وصناعة الدفاع في البلاد.
وأضافت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية: “لا يمكن الوثوق في (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في الالتزام بأي تعهد. ولذلك يجب أن تكون الضمانات الأمنية قوية وذات مصداقية كافية لردع روسيا عن إعادة تنظيم صفوفها وشن هجوم جديد”.
الحماية الأميركية الجوية
ولاحقاً، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الثلاثاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على بدء المرحلة التالية من عملية السلام في أوكرانيا.
وأضافت ليفيت خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أنه “عقب المحادثات المشجعة أمس (الاثنين)، تحدَّث الرئيس دونالد ترمب هاتفياً مع بوتين الذي وافق على بدء المرحلة التالية من عملية السلام”، موضحة أنها تتمثل في “عقد اجتماع بين بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يتبعه عند الضرورة اجتماع ثلاثي بين بوتين وزيلينسكي وترمب”.
وتابعت: “الرئيس ترمب أعلن بشكل نهائي أن القوات الأميركية لن تكون على الأرض في أوكرانيا، لكن يمكننا بالتأكيد المساعدة في التنسيق وربما تقديم وسائل أخرى من الضمانات الأمنية لحلفائنا الأوروبيين”، مشيرة إلى أن “الحماية الأميركية الجوية كضمانة أمنية في أوكرانيا خيار وارد”.
دراسة عقوبات إضافية
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، قالت الحكومة البريطانية إن زعماء أوروبيين يدرسون فرض عقوبات إضافية لزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار حملة أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وذكرت الحكومة أن ما يسمى بـ”تحالف الراغبين” الذي اجتمع عبر الإنترنت، الثلاثاء، اتفق على أن يجتمع مسؤولو فرق التخطيط التابعة له مع نظرائهم الأميركيين في الأيام المقبلة للمضي قدماً في خطط الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنهم سيبحثون أيضاً خططاً “للاستعداد لنشر قوة طمأنة حال انتهاء الأعمال القتالية”.
وجاء ذلك بعد ساعات من دعوة الرئيس الأميركي، الرئيسان الروسي والأوكراني إلى إبداء بعض “المرونة”، فيما يسرّع جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وشدد على أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا لن تكون ضمن إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال ترمب خلال مقابلة مع برنامج Fox and Friends الصباحي،”آمل أن يكون الرئيس بوتين متعاوناً، وإذا لم يكن كذلك، فسيكون الوضع صعباً، وآمل أن يقوم الرئيس زيلينسكي، بما يجب عليه فعله. عليه إظهار بعض المرونة”.
وتأتي تصريحات ترمب، بعد يوم من استضافته زيلينسكي، ووفد أوروبي رفيع المستوى ضم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمؤازرة الرئيس الأوكراني خلال اجتماعه مع ترمب.
ووصف ترمب اجتماعه مع القادة الأوروبيين في البيت الأبيض، الاثنين، بأنه “جيد جداً”، مشيراً إلى أنه بدأ التنسيق لعقد اجتماع بين الرئيسين الروسي والأوكراني.
وقال ترمب في منشور على منصة “تروث سوشيال”، إنه أجرى اتصالاً مع بوتين في ختام اجتماعات البيت الأبيض، وبدأ الترتيبات لـ”عقد اجتماع في مكان سيتم تحديده لاحقاً، بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي”.