زيلينسكي يبحث نشر قوات.. وروسيا: محادثات وقف النار توقفت

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أنه سيجتمع، الجمعة المقبل، مع ممثلين عن مجموعة صغيرة من الدول المستعدة للمساهمة في نشر قوات عسكرية أجنبية ببلاده، فيما أشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إلى أن المحادثات الأميركية الروسية حول وقف الحرب بأوكرانيا “توقفت”، وأن موسكو لا يمكنها قبول المقترحات الأميركية بشكلها الحالي، لأنها لا تعالج المشكلات التي تعتبرها موسكو سبباً في الصراع.
وذكر زيلينسكي في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أنه ينتظر إجابات “أكثر واقعية” من حلفاء كييف بشأن استعدادهم للمساهمة في نشر قوات عسكرية أجنبية ببلاده، وهي مبادرة تعارضها روسيا بشدة.
وسبق أن عبّرت دول أوروبية بينها بريطانيا وفرنسا عن استعدادها لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، وسط معارضة دول أخرى للفكرة دون ضمانات أميركية صارمة وتفويض دولي.
وفي المقابل، قال نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده تدرس المقترحات الأميركية لإنهاء حرب أوكرانيا “بجدية”، لكنها لا تستطيع قبولها كما هي، لأنها لا تحل ما وصفها بـ”المشكلات المرتبطة بالأسباب الجذرية لهذا الصراع”.
وأضاف ريابكوف في مقابلة مع مجلة “إنترناشيونال أفيرز”: “نحن نأخذ الحلول التي اقترحها الأميركيون على محمل الجد، لكننا لا نستطيع قبولها كلها بشكلها الحالي. حتى الآن لا يوجد مكان في المقترحات لمطلبنا الرئيسي، وهو حل المشاكل المتعلقة بالأسباب الجذرية لهذا الصراع”.
وقال: “لم نسمع من (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب أي إشارة إلى كييف لإنهاء الحرب. كل ما لدينا اليوم هو محاولة لإيجاد مخطط معين يسمح لنا أولاً بالتوصل إلى وقف إطلاق النار، كما يتصوره الأميركيون. ثم الانتقال بعد ذلك إلى نماذج ومخططات أخرى، والتي، حسبما يمكننا الحكم عليه، لا تتضمن اليوم مكاناً لمطلبنا الرئيسي، وهو حل المشكلات المرتبطة بالأسباب الجذرية لهذا الصراع. هذا الأمر غائب تماماً، ويجب حله”.
وتابع: “نحن نتعامل بجدية مع النماذج والحلول التي يقترحها الأميركيون، لكن لا يمكننا قبولها كما هي. لدينا بالتأكيد مجموعة أولويات مدروسة بعمق وعناية بشأن هذا الموضوع، يجري العمل عليها، بما في ذلك من قبل فريقنا التفاوضي خلال المحادثات الأخيرة مع الأميركيين في الرياض”.
اجتماع جديد
من جهته، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقت سابق الثلاثاء، أنه يجري التحضير لعقد اجتماع ثان بين روسيا والولايات المتحدة، لافتاً إلى أن موسكو ترى تقدماً مع واشنطن بشأن العمل على تطبيع عودة عمل السفارات، مؤكداً على “وجود رغبة أميركية لإزالة العقبات”.
وأضاف لافروف، في تصريحات للصحافيين: “كان هناك اجتماع في إسطنبول، والآن يتم الإعداد للاجتماع الثاني، وفي الوقت نفسه تجري الاتصالات عبر الهاتف، وعبر تقنية الفيديو، لا أريد أن أقدم تنبؤات، لكننا نرى التقدم ورغبة الشركاء الأميركيين في إزالة هذه العقبات غير المقبولة من حيث الممارسة الدبلوماسية للعمل العادي للدبلوماسيين في العواصم”.
وعقدت محادثات روسية أميركية، في نهاية فبراير الماضي، في مقر إقامة القنصل العام الأميركي بإسطنبول، والتي تركزت أساساً على عمل البعثات الدبلوماسية للبلدين، حسبما ذكرت وكالة أنباء “تاس” الروسية الرسمية، حينها.
وتأتي المحادثات وسط تقارب بين واشنطن وموسكو، وسعي أميركي لإنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وبدأ التقارب بعد مكالمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في 12 فبراير الماضي، تلاها اجتماع رفيع المستوى بين وزيري خارجية البلدين في الرياض، حيث اتفقا على فتح مناقشات حول البعثات الدبلوماسية، وفق ما أوردت “رويترز”.
مبادرة البحر الأسود
وشدد وزير الخارجية الروسي، على أن موسكو ملتزمة بمبادرة البحر الأسود، على الرغم من انتهاكات كييف، وفق تصريحاته، مؤكداً أن روسيا تلتزم بنسبة 100% بوقف الهجمات على منشآت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وأوضح لافروف أن روسيا نقلت معلومات إلى الولايات المتحدة، وكذلك إلى الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بشأن كيفية انتهاك أوكرانيا لوقف الهجمات على منشآت الطاقة، حسبما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأكد أن بوتين طلب في اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، التحدث عن الاجتماع مع الولايات المتحدة بشأن تجديد مبادرة البحر الأسود.
وأعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، أنها توصلت إلى اتفاقين منفصلين مع روسيا وأوكرانيا، عقب المحادثات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض، على “ضمان الملاحة الآمنة والقضاء على استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية في البحر الأسود”.
ولفت الوزير الروسي، إلى الولايات المتحدة تدرس مقترحات موسكو بشأن مبادرة البحر الأسود، ووعدت بالرد في وقت قريب، مشدداً على أن روسيا “ليست بحاجة لوعود فارغة، بل إلى أفعال ملموسة في إطار المبادرة”، وفق “سبوتنيك”.
وذكر أن الجانب الروسي سلم مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز قائمة بالأهداف التي هاجمتها أوكرانيا خلال فترة وقف إطلاق النار التي تمتد لـ30 يوماً.