قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إنه اتفق مع الولايات المتحدة على الخطوات التالية وصيغ المحادثات الجارية في فلوريدا بشأن إنهاء الحرب مع روسيا، وذلك قبل أن يسافر إلى لندن لعقد اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس.

وكتب زيلينسكي، عبر منصة “إكس”، أنه أجرى مكالمة هاتفية طويلة و”مهمة” مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر (صهر الرئيس الأميركي)، “واتفقنا على الخطوات المقبلة وصيغ المحادثات المشتركة”.

وقال: “تناولنا العديد من الجوانب، وتطرقنا إلى النقاط الرئيسية التي يمكن أن تضمن وقف إراقة الدماء، ووضع حد لتكرار أي غزو روسي، فضلاً عن تجنّب إخفاق روسيا في الوفاء بوعودها، كما حدث مراراً وتكراراً في الماضي”.

وعقد ويتكوف وكوشنر محادثات على مدى يومين مع كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم عمروف في ميامي هذا الأسبوع، والتي وصفها الجانبان بأنها “مناقشات بناءة حول دفع مسار موثوق به نحو سلام دائم وعادل في أوكرانيا”.

وكان من المتوقع أن يطلع ويتكوف عمروف على اجتماعه في موسكو هذا الأسبوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف أن “أوكرانيا عازمة على مواصلة العمل بحسن نية مع الجانب الأميركي لتحقيق سلام حقيقي”، وأنه ينتظر من وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، ورئيس الأركان العامة الجنرال أندريه هناتوف تقريراً شخصياً مفصلاً، مشيراً إلى أنه “لا يُمكن مناقشة كل شيء عبر الهاتف”.

وشدد زيلينسكي على ضرورة العمل بشكل وثيق مع فرقنا بشأن الأفكار والمقترحات، لافتاً إلى أن نهجه هو أن “يكون كل شيء حاسماً وقابلاً للتنفيذ”.

زيلينسكي إلى لندن

وجاءت تصريحات زيلينسكي قبل الإعلان عن سفره إلى العاصمة البريطانية لندن للاجتماع في مقر الحكومة البريطانية “داونينج ستريت”، الاثنين، مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس لمناقشة مسودة اتفاق السلام الأميركي الذي يستهدف إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، حسبما ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية.

كما أعلن ماكرون في منشور على منصة “إكس”:” أنه سيتوجه إلى لندن لمناقشة الوضع في أوكرانيا، والمفاوضات الجارية بوساطة أميركية”، مضيفاً أن “بوسع أوكرانيا أن تعتمد على دعمنا الثابت.. هذا هو جوهر الجهود التي بذلناها في إطار تحالف الراغبين”.

وتابع الرئيس الفرنسي: “سنواصل هذه الجهود مع الأميركيين لتزويد أوكرانيا بضمانات أمنية، إذ لا يمكن تحقيق سلام قوي ودائم من دونها؛ لأن ما هو على المحك في أوكرانيا يتعلق أيضاً بأمن أوروبا بأكملها”.

ومن المقرر أن يستغل ستارمر الاجتماع مع زعماء أوكرانيا وفرنسا وألمانيا لمناقشة المحادثات الجارية بين المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين؛ بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن ضمان أمن أوكرانيا بعد الحرب.

وشارك الزعماء الأربعة في اجتماع افتراضي لـ”تحالف الراغبين” قبل نحو أسبوعين، إذ ناقشوا خطط توفير قوة حفظ سلام أوروبية، يمكن نشرها في أوكرانيا عند وقف إطلاق النار.

وفي بيان أصدره المجلس الأوروبي بشأن الاجتماع، أعرب قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا عن دعمهم الكامل “لتعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن خط الاتصال الحالي يجب أن يكون نقطة البداية لأي محادثات”.

“انتقادات لمسودة الاتفاق” 

وتعرّض مشروع اتفاق السلام، الذي تم التوصل إليه بهدوء بين مسؤولين أميركيين وروس، لانتقادات بدعوى أنه يترك أوكرانيا في “موقف ضعيف ومُعرّض للخطر”. 

ويقول المعارضون للمسودة الأولية، التي تم تطويرها على يد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ومستشار الكرملين كيريل دميترييف، إنها تفرض تدابير صارمة على أوكرانيا، كما “تمنح روسيا سيطرة غير مسبوقة على السيادة العسكرية والسياسية للبلاد، وهي الشروط التي اعتبرتها كييف بمثابة استسلام”.

وعدّلت أوكرانيا خطة السلام بشكل كبير الشهر الماضي، مُلغيةً بعض مطالب روسيا التي اعتبرتها تنطوي على مُبالغات، إلا أن الصراع لا يزال مُستمراً حتى الآن. 

“محادثات فلوريدا”

ومن المقرر أن يجري مسؤولون أميركيون وأوكرانيون محادثات في فلوريدا، والتي تدخل يومها الثالث على التوالي، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترمب إلى دفع كييف لقبول خطة السلام المدعومة أميركياً.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد رفض بالفعل بعض أجزاء الخطة، إذ أصبحت سلامة أراضي أوكرانيا والتدابير الرامية إلى ردع الهجمات الروسية في المستقبل نقاط خلاف رئيسية بالنسبة لموسكو.

وأكد ستارمر مراراً وتكراراً أن أوكرانيا يجب أن تقرر مستقبلها بنفسها. وقال: “إن تحالف الراغبين سيلعب دوراً حيوياً في ضمان أمن البلاد”.

وقال المفاوضون الأميركيون والأوكرانيون، الجمعة، إن “التقدم الحقيقي نحو التوصل إلى اتفاق يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بالسلام على المدى الطويل”.

وفي استراتيجيته الجديدة للأمن القومي، التي نُشرت السبت، أكد البيت الأبيض أنه “ملتزم ببقاء أوكرانيا دولة قابلة للحياة”، إلا أن الاستراتيجية أعطت أيضاً الأولوية لتحسين العلاقات مع موسكو، مشيرة إلى أن “إنهاء الحرب يُعد مصلحة أساسية للولايات المتحدة من أجل إعادة إرساء الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا”.

شاركها.