سابقة أولى.. الصين ترسل نائب الرئيس لحضور حفل تنصيب ترامب
في سابقة أولى، سترسل الصين أحد أرفع مسؤولي الحزب الشيوعي الحاكم لحضور حفل تنصيب الرئيس الأميركي المُنتخَب دونالد ترمب، الاثنين، مما يعكس استراتيجية بكين المزدوجة في التواصل مع البيت الأبيض، مع الاحتفاظ بإمكانية “الرد بقوة وسرعة إذا ساءت العلاقات”، وفق صحيفة “واشنطن بوست”.
وكان ترمب قد دعا الرئيس الصيني شي جين بينج لحضور حفل تنصيبه، وقالت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، إن نائب الرئيس هان تشينج سيحضر بصفته ممثلاً خاصاً للرئيس شي.
وأضافت الوزارة في بيان: “نحن مستعدون للعمل مع الحكومة الأميركية الجديدة لتعزيز الحوار والتواصل، وإيجاد الطريقة المناسبة للبلدين لكي يتعاونا معاً”.
خرق للتقاليد
وفي خرقٍ للتقاليد، دعا ترمب قائمة طويلة من كبار الشخصيات الأجنبية لحضور الحفل المقرر إقامته الاثنين، وقد أكد بعض القادة، مثل الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، حضورهم.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن حضور هان يشكل تراجعاً كبيراً مقارنةً بمكانة شي، الذي يعد الزعيم الصيني الأكثر قوة منذ عقود، فإن إرساله لحضور الحفل يمثل أيضاً ترقية ملحوظة مقارنةً بممارسات بكين السابقة التي كانت تقتصر على إرسال السفير الصيني في الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن وو شينبو، وهو باحث في العلاقات الدولية في جامعة فودان في شنغهاي، قوله إن “الصين تريد رد الاحترام الذي أظهره دونالد ترمب للرئيس شي جين بينج بدعوته لحضور الحفل”.
وأضاف أن اليابان والهند، وهما شريكان أمنيان رئيسيان للولايات المتحدة، لن ترسلا سوى وزيري خارجيتهما.
وقبل أن يتولى منصبه، أشار ترمب إلى أنه من خلال ترشيحه مؤيدين لتبني سياسات صارمة تجاه الصين في المناصب الرئيسية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإنه ينوي تبني نهج صارم تجاه بكين.
ورداً على هذا النهج، أظهرت الصين قدرتها على تقييد صادرات رئيسية، ومراجعة الشركات الأميركية العاملة في بكين، وذلك لإظهار أنها لن تتراجع عن مواجهة الرئيس الأميركي الجديد في حال نفَّذ وعوده بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على الواردات الصينية.
العلاقات الأميركية الصينية
ومع ذلك، أبدت بكين أيضاً استعدادها للدفع من أجل التوصل إلى اتفاقٍ مبكرٍ لتجنب تفاقم التوترات التجارية، واستجابت وزارة الخارجية الصينية، بشكل إيجابي، عندما قال ترمب، في مقابلة أُجريت معه مؤخراً، إن فريقه يتحدث إلى ممثلي الرئيس الصيني، الذي وصفه بأنه “زعيم قوي” يمكنه العمل معه.
وهان أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، وهي مجموعة من 24 مسؤولاً رفيعاً في الحزب. وبصفته نائباً للرئيس، مع توليه ملف الدبلوماسية والسياسة البيئية، فإنه يسافر بانتظام إلى الخارج لتمثيل شي في الفعاليات الدولية مثل مفاوضات المناخ التابعة للأمم المتحدة.
وكانت الصين قد سعت للتودد إلى ترمب في السنوات الأولى من ولايته الأولى، إذ سافر شي إلى منتجع مارالاجو في فلوريدا، كما تم استقبال ترمب في بكين بحفل فخم، وجولة نادرة في المدينة المحرَّمة (مجمع قصور تاريخي في قلب بكين).
الصين بين بايدن وترمب
ولم يزر الرئيس الصيني الولايات المتحدة رسمياً في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، ولم يسافر الأخير أيضاً إلى بكين، وكان الاجتماع الوحيد بين الزعيمين على الأراضي الأميركية قد تم عقده في سان فرانسيسكو في عام 2023 على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، وهي لم تكن زيارة دولة رسمية.
ووفقاً لـ”واشنطن بوست”، فإنه بعد فوز ترمب، أظهر شي نهجاً أكثر إيجابية من خلال تهنئة الرئيس المنتخب بعد فوزه في الانتخابات، قائلاً إن البلدين يجب أن “يجدا الطريقة المناسبة للتعاون في هذا العصر الجديد، وذلك من أجل إفادة البلدين والعالم الأوسع”، كما هنأ هان جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي المنتخب بالفوز في الانتخابات الأميركية الأخيرة.