قال السيناتور الأميركي بيرني ساندرز إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، واصفاً هذا الاستنتاج بأنه “لا يمكن تجنبه”، ليصبح بذلك أول سيناتور أميركي يستخدم هذا المصطلح.
وكتب ساندرز: “على مدى العامين الماضيين، لم تكتف إسرائيل بالدفاع عن نفسها ضد حماس فحسب، بل شنت حرباً شاملة ضد الشعب الفلسطيني بأكمله”، بحسب صحيفة “جارديان” البريطانية.
وقال ساندرز في بيان نشره على موقعه تحت عنوان “إنها إبادة جماعية”: “أتفق مع هذا الاستنتاج. النية واضحة”.
وكان ساندرز قد تعرض سابقاً لانتقادات من مؤيديه والمتظاهرين على حد سواء بسبب تجنبه استخدام هذا المصطلح، الذي قال إنه كان يشعر بـ”الاشمئزاز” تجاهه عندما هتف المتظاهرون به العام الماضي، خلال خطاب ألقاه في إيرلندا.
وخلصت لجنة خبراء مستقلة تابعة للأمم المتحدة، الاثنين، إلى أن أفعال إسرائيل “تستوفي المعايير المنصوص عليها في اتفاقية الإبادة الجماعية”.
واستند ساندرز في ذلك إلى أرقام الضحايا، إذ تجاوز عدد ضحايا الحرب على غزة 65 ألفاً على الأقل، و164 ألف جريح من أصل 2.2 مليون نسمة، وتشير بيانات من قاعدة بيانات الجيش الإسرائيلي إلى أن 83% من الضحايا كانوا من المدنيين.
“إسرائيل تستهدف كافة الفلسطينيين في غزة”
كما أشار ساندرز إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين كدليل على وجود نية، مقتبساً تصريحات وزير الدفاع السابق يوآف جالانت الذي وصف الفلسطينيين بأنهم “حيوانات بشرية”، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي تعهد بأن “غزة سيتم تدميرها بالكامل”.
وأضاف ساندرز أنه “رغم أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بعد هجوم 7 أكتوبر الذي أسفر عن سقوط نحو 1200 شخص، إلا أن الرد الإسرائيلي استهدف جميع الفلسطينيين في غزة”.
وقال: “يجب علينا، كأميركيين، إنهاء مشاركتنا في مذبحة الشعب الفلسطيني. وبعد أن سمينا الأمر إبادة جماعية، يجب أن نستخدم كل نفوذنا للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وزيادة هائلة للمساعدات الإنسانية بتسهيل من الأمم المتحدة، واتخاذ خطوات أولية لتوفير دولة للفلسطينيين”.
تواطؤ أميركي
وينضم ساندرز بذلك إلى قائمة صغيرة لكنها متنامية من أعضاء الكونجرس، من بينهم النواب الديمقراطيين ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، ورشيدة طليب، وسمر لي، والجمهورية مارجوري تايلور جرين، بالإضافة إلى نائبة فيرمونت الديمقراطية بيكا بالينت، الذين وصفوا الأحداث أيضاً بأنها إبادة جماعية في وقت سابق الخميس.
وكتبت بالينت في مقال افتتاحي بصحيفة “كورير”: “أعتقد اليوم أن الحكومة الإسرائيلية ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني. وبصفتي حفيدة لرجل قُتل في الهولوكوست، ليس من السهل علي قول ذلك”.
والأسبوع الماضي، كشف عضوا مجلس الشيوخ الديمقراطيان كريس فان هولين وجيف ميركلي عن تقرير عقب رحلتهما الأخيرة إلى الشرق الأوسط، حيث قالا إنهما توصلا إلى “استنتاج لا يمكن تجنبه” مفاده أن التطهير العرقي يُمارس في غزة، وأن الولايات المتحدة متواطئة في ذلك.
ويأتي هذا البيان بينما تخطط عدة دول، منها أستراليا، وفرنسا، ولوكسمبورج، ومالطا، وكندا، والمملكة المتحدة، للاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقدها الأسبوع المقبل في نيويورك.
ورغم ذلك، دعمّت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإجراءات الإسرائيلية.
“دعم كامل”
في مارس، قالت البيت الأبيض إن ترمب “يدعم بالكامل” عمليات إسرائيل في غزة، في حين اقترح ترمب أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع للمساعدة في تسهيل “مغادرة الفلسطينيين”.
وفي الولايات المتحدة، وسعت الإدارة جهودها لقمع أي معارضة مناصرة للفلسطينيين، حيث أصدرت وزارة الخارجية أوامر شاملة للقنصليات في مارس بمراجعة طلبات تأشيرات الطلاب المتعلقة بـ”النشاطات الإرهابية”، والتي تشمل المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان ساندرز قد قاد سابقاً جهوداً في مجلس الشيوخ لمنع بيع أسلحة هجومية لإسرائيل من خلال قرارات مشتركة، وحصل على دعم نصف أعضاء الحزب الديمقراطي في المجلس، لكن هذه الجهود لم تنجح في وقف بيع الأسلحة لإسرائيل.
والآن، يدعو السيناتور المستقل مرة أخرى إلى إنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لـ”حكومة الإبادة جماعية”، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
وكتب ساندرز: “مصطلح الإبادة الجماعية بحد ذاته يذكرنا بما قد يحدث إذا تقاعسنا. فقد وُلد هذا المفهوم من أهوال الهولوكوست، أحد أكثر الفصول قتامة في تاريخ البشرية. ولا شك أنه إذا لم تُحاسب حكومة نتنياهو وزملاؤه من مجرمي الحرب، فإن طغاة آخرين سيحذون حذوهم”.