تسلمت القوات الجوية الروسية دفعة جديدة من مقاتلات الجيل الخامس من طراز SU-57، والتي تعتبر الطائرة الأكثر استخداماً بين نظيراتها في العالم.
ويأتي استلام الدفعة الجديدة بعد دفعة سابقة في منتصف سبتمبر الماضي، إذ أعرب الطيَّارون العسكريون الروس عن رضاهم عن أداء الطائرة، بحسب تقرير لمجلة “Military Watch”.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة الطائرات المتحدة، فاديم باديخا، أن الشركة تواصل عملها بشكل متناغم للوفاء بالالتزامات، وسيتم تسليم دفعات أخرى من طائرات الجيل الخامس من طراز SU-57، وطائرات الجيل الرابع متعددة المهام SU-35S بحلول نهاية العام.
مقاتلات الجيل الخامس
وحددت الصناعة الروسية هدفاً طموحاً للغاية يتمثل في زيادة إنتاج طائرات Su-57 بنسبة 67% في عام 2024.
ويتوقع أن تدخل 20 مقاتلة الخدمة هذا العام مقارنة بـ 12 مقاتلة فقط في عام 2023.
ومع ذلك، يُعتقد أن الزيادة من المرجَّح أن تتحقق، بعدما حققت الصناعة زيادة في عمليات التسليم بست مقاتلات في عام 2023.
وإذا تجنب البرنامج المزيد من التأخير، فسيتضاعف حجم الأسطول تقريباً هذا العام، من 22 إلى 42 مقاتلة، على الرغم من أن واحدة ربما فُقدت في ضربة أوكرانية بعيدة المدى على قاعدة جوية روسية في منطقة أستراخان في أوائل يونيو.
التوسع في إنتاج SU-57
وشهد مصنع الطيران كومسومولسك أون أمور، في أقصى شرق روسيا في أغسطس افتتاح مرافق جديدة لتسهيل التوسع في إنتاج SU-57.
ولا ينافس نطاق إنتاج المقاتلة حالياً سوى نطاق إنتاج مقاتلة SU-34 الضاربة داخل روسيا.
وقالت “Military Watch” إن معدلات إنتاج الطائرات في روسيا التي تضاعفت مؤخراً، لا تنافس معدلات الإنتاج في الولايات المتحدة، وخاصة طائرات الجيل الخامس، الأميركية F-35، والصينية J-20، والتي تم بناؤها بمعدلات 140 و100 طائرة سنوياً على التوالي، ويتوقع أن يصل إنتاج J-20 إلى 120 طائرة في عام 2025.
اختبار القتال عالي الكثافة
وتعتبر الميزة المهمة التي تحتفظ بها SU-57 الروسية هي درجة اختبار القتال عالي الكثافة، والتي تظل بلا مثيل تماماً لمقاتلة من جيلها بسبب عملياتها في المسرح الأوكراني منذ أوائل عام 2022.
وشملت العمليات قمع الدفاع الجوي، والقتال الجوي، والعمليات في المجال الجوي للعدو المحمي بشدة، بالإضافة إلى مجموعة من مهام الضربة الدقيقة باستخدام الصواريخ المنشورة داخلياً وخارجياً.
الطلب على SU-57
ويتوقع أن يتوسع إنتاج SU-57 إلى ما بين 40 و50 طائرة سنوياً، وربما أكثر من ذلك بكثير، بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، إذ تعمل روسيا تدريجياً على إخراج مقاتلاتها القديمة من طراز SU-30 وSU-35 من الإنتاج، خاصة مع تلقي الطائرة الجديدة أوامر تصدير متوقعة.
وتشير عدد من التقارير غير المؤكدة إلى أن الجزائر قدَّمت بالفعل طلبات لشراء المقاتلات، بينما استمرت الهند في إظهار اهتمامها القوي بها.
كما أدت العلاقات المتنامية بين روسيا وكوريا الشمالية إلى إثارة التكهنات بإمكانية العثور على ثغرات في حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة لتسهيل البيع من موسكو إلى بيونج يانج.
ويعتمد مستقبل برنامج المقاتلات، بشكل كبير، على حجم أوامر التصدير الواردة، فضلاً عن مدى ظهور تقارير عن توسع عدد أسراب المقاتلات الروسية العاملة، مع قدرة أسطول أكبر على استيعاب قدرة إنتاجية أكبر بكثير.
ومن المرجَّح أيضاً أن يتأثر حجم الإنتاج بشكل كبير برضا القوات الجوية الروسية عن أداء Su-57 في المسرح الأوكراني.
