قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، إن العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على النفط الروسي كان لها “تأثير عميق على الاقتصاد الروسي”، مشيراً إلى أن الوضع في أوكرانيا “أفضل” مع تصاعد الضغوط الاقتصادية على موسكو، وسط توقعات غربية بأن يُحدث تحرك واشنطن تأثيراً على قدرة الكرملين على مواصلة الحرب.
وأضاف ستارمر في مقابلة مع “بلومبرغ”: “نحن في مكان أفضل.. وكان هناك تطورات هامة الأسبوع الماضي”.
وفرضت واشنطن، الأسبوع الماضي، عقوبات على أكبر شركتين روسيتين للنفط، هما “روسنفت” و”لوك أويل”، بالتزامن مع موافقة الاتحاد الأوروبي على الحزمة التاسعة عشرة من القيود ضد موسكو، والتي تشمل حظر واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي وتوسيع قائمة الكيانات المشمولة بالعقوبات.
وجاءت قرارات ترمب الذي قال إنه يشعر بالإحباط بسبب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يحقق تقدماً نحو السلام، في أعقاب فرض بريطانيا عقوبات على شركتي “روسنفت”، و”لوك أويل” في وقت سابق من الشهر الجاري.
وذكرت “بلومبرغ” أن التصريحات والتحركات الأميركية تشير إلى أن الجهود الدبلوماسية التي بذلها قادة أوروبا لإقناع ترمب باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه نظيره الروسي، بدأت تؤتي ثمارها.
تأثير عميق على الاقتصاد الروسي
وفي السياق، قال رئيس الوزراء البريطاني إن “أهم تطور أود أن أذكره هو ما فعلناه بشأن العقوبات”، وتابع: “لقد فرضنا عقوبات على جميع الشركات الكبرى في قطاع النفط، ثم فرض الرئيس ترمب عقوبات على شركتين كبيرتين، وأصدر الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة خلال أيام قليلة فقط، وكان لذلك تأثير عميق على الاقتصاد الروسي”.
وأعرب مسؤولون أوروبيون بشكل غير علني، عن شعورهم بالإحباط من مواقف ترمب التي وصفوها بـ”المتقلبة” بشأن الصراع، إذ “تذبذب” موقفه بين الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقبول صفقة، وتهديده بفرض عقوبات على روسيا، ثم لقائه مع بوتين في أنكوراج بولاية ألاسكا في أغسطس الماضي، وفق “بلومبرغ”.
ورغم أن الدول الأوروبية تدرك مخاطر تغيير ترمب لموقفه مجدداً، فإن هناك آمالاً بأن تكون العقوبات الأميركية الجديدة “نقطة تحول”، بحسب “بلومبرغ”.
الضغط على الصين
وأفاد ستارمر بأنه تحدث مع ترمب عبر الهاتف، الأحد الماضي، حول الضغط على الصين لوقف شراء النفط الروسي، مشدداً على أهمية “الاستمرار” في الجهود لإضعاف الاقتصاد الروسي.
وقال: “ترمب سيلتقي مع الرئيس شي هذا الأسبوع في كوريا الجنوبية”، مضيفاً: “تحدثت معه عن اللقاء الذي سيجمعه به”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه “شعر الأسبوع الماضي أن الهند والصين قلصتا اعتمادهما على روسيا”، موجهاً رسالة إلى بكين: “يجب على الجميع التوقف عن شراء النفط الروسي”.
الصواريخ بعيدة المدى
وأشار ستارمر كذلك إلى أنه بحث مع ترمب تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، وسبق أن حثّ الرئيس الأوكراني حلفاء كييف ضمن ما يسمى “تحالف الراغبين” ومنها بريطانيا على تعزيز قدرات أوكرانيا من الأسلحة بعيدة المدى للضغط على روسيا للتفاوض بشأن الحرب.
وكانت كييف أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها استخدمت صواريخ “ستورم شادو” البريطانية، لضرب أهداف داخل روسيا.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني حلفائه الأوروبيين إلى تسريع اتخاذ قرار بشأن استخدام الأصول المجمدة للبنك المركزي الروسي لمساعدة أوكرانيا، مشيراً إلى أن ذلك، بالاشتراك مع العقوبات، يمكن أن يُظهر لبوتين أن الدعم الغربي لكييف سيتجاوز قدرة الاقتصاد الروسي على استدامة الحرب.
وأضاف ستارمر: “القادة الأوروبيون يرغبون في محاولة وضع إطار زمني لهذا الأمر لكي نتمكن من الوصول إلى قرار نهائي في أقرب وقت ممكن، بدلاً من التأخير”، في إشارة إلى المحادثات التي أجراها مع نظرائه في اجتماع “تحالف الراغبين”، الجمعة الماضي.
ويرى رئيس الوزراء البريطاني أن “اقتصاد روسيا يتعرض لضغط كبير بشكل واضح، ولذلك يجب علينا الاستمرار في العمل على العقوبات”، لافتاً إلى أن “هذه تقديرات بريطانيا، والاتحاد الأوروبي أيضاً”.
