قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه لا يرى أي  إمكانية لعودة بيتر ماندلسون إلى الواجهة السياسية، وذلك بعد مرور  شهر على إقالته للقيادي العمالي البارز من منصبه كسفير لبريطانيا لدى الولايات المتحدة إثر ظهور اسمه في مستندات رجل الأعمال الأميركي المنتحر جيفري إبستين الذي واجه اتهامات بالاتجار الجنسي.

وأضاف ستارمر عندما سُئل خلال زيارة للهند رفقة وفد تجاري عن إمكانية تعيين السفير البريطاني السابق لدى واشنطن في مناصب مستقبلية: “ليس في منصبٍ حكومي”.

وتولى ماندلسون (71 عاماً)، منصب السفير في فبراير الماضي، في تعيينٍ سياسي نادر لمنصب يُمنح عادة للدبلوماسيين المحترفين، لكنه أُقيل في سبتمبر الماضي، بعد نشر معلومات جديدة بشأن علاقته بإبستين، المتهم بالاعتداء الجنسي على الأطفال، ولا يزال يشغل مقعداً في مجلس اللوردات، الغرفة الثانية غير المنتخبة للحكومة في المملكة المتحدة، ولكنه في إجازة.

ولعب في عهدي رئيسي الوزراء السابقين، توني بلير وجوردون براون، دوراً محورياً في تقديم المشورة غير الرسمية لستارمر ومكتبه في الانتخابات العامة التي جرت في يوليو 2024، والتي أعادت حزب العمال إلى السلطة بعد 14 عاماً.

“تحركات سرية”

واشتهر ماندلسون بتحركات سرية خلال مسيرة مهنية استمرت لأكثر من 3 عقود، وأُقيل من المنصب الدبلوماسي البريطاني والرفيع بعد الكشف عن عدد من الخطابات ورسائل البريد الإلكتروني التي وجهها إلى إبستين.

وكان السياسي العمالي المخضرم الذي كان له دورٌ أساسي في نجاح الحزب خلال حقبة توني بلير، خضع للتدقيق بسبب علاقته بإبستين بعد نشر كتاب تهنئة بعيد ميلاده، الذي تضمن رسالة يُزعم أنها من السفير الحالي، يصف فيها إبستين بأنه “صديقه المفضل”.

ونشرت وسائل الإعلام رسائل بريد إلكتروني أخرى تُظهر أن ماندلسون نصح إبستين بالسعي من أجل الإفراج المبكر عندما واجه اتهامات بالتحرش.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية آنذاك: “في ضوء المعلومات الإضافية الواردة في رسائل البريد الإلكتروني التي كتبها بيتر ماندلسون، طلب رئيس الوزراء من وزير الخارجية بإعفاء ماندلسون من منصبه كسفير”.

وأضافت الوزارة: “تُظهر رسائل البريد الإلكتروني أن عمق ومدى علاقة ماندلسون بجيفري إبستين يختلفان اختلافاً جوهرياً عما هو معروف خلال وقت تعيينه”، موضحة أن الكشف عن اقتراح ماندلسون بأن إدانة إبستين الأولى كانت خاطئة ويجب الطعن فيها كان “معلومة جديدة”.

وكان ماندلسون صرح بأنه نادم بشدة على لقائه بإبستين، وأنه استمر في هذه العلاقة “لفترة أطول بكثير مما كان ينبغي”، وهو تصريح بدا أنه أقنع ستارمر الذي منحه دعمه لاحقاً في البرلمان.

شاركها.