ستنتهي الحرب بين الاتحاد الأوروبي وترامب بانفجار.. مسؤولون يحذرون: سنعاني جميعا

أصبح الزعماء الأوروبيون في موقف دفاعي بعد تصريحات الرئيس ترامب بشأن التوصية بفرض رسوم جمركية عالية على الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الشهر المقبل، فيما حذر مسؤولون من مخاطر انتهاء الحرب التجارية بانفجار قد يعاني من تبعياته الجميع.
ـ الحرب بين الاتحاد الأوروبي وترامب
بعد تصريحات ترامب، الجمعة، وقفت أوروبا على أرجلها الخلفية، فيما بدا أنه تشديد في المواقف قبل مفاوضات ذات مغزى بشأن التعريفات الجمركية التي أعلنها ترامب.
وقال ترامب للصحافيين الجمعة الماضية: إنه “يوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من الأول من يونيو”.
كما قال: “آمل أن يُشعل هذا حماسا في الاتحاد الأوروبي”، مضيفا: “الاتحاد الأوروبي يواجه مشكلة جماعية هنا، إنه 27 دولة، لكن هذه المجموعة تُمثلها في بروكسل، بعض التعليقات التي أتلقاها هي أن الدول الأساسية لا تعرف حتى ما الذي يتفاوض عليه الاتحاد الأوروبي”.
وكذلك، قال ترامب: “الاتحاد الأوروبي، الذي أُنشئ أساسا لاستغلال الولايات المتحدة تجاريا، كان من الصعب جدا التعامل معه، حواجزه التجارية الصارمة، وضرائبه على القيمة المضافة، وغراماته الباهظة على الشركات، وحواجزه التجارية غير النقدية، وتلاعبه بالعملة، ودعاواه القضائية غير العادلة وغير المبررة ضد الشركات الأمريكية، وغيرها، أدت إلى عجز تجاري مع الولايات المتحدة يتجاوز ربع مليار دولار سنويا، وهو رقم غير مقبول بتاتا، مناقشاتنا معهم لا تُسفر عن أي نتيجة”.
أما في أوروبا، يستعدون للأسوأ، إذ أن هناك علاقات تجارية تتضمن مبالغ ضخمة من المال، وتؤثر بشكل مباشر على التجارة العالمية، ما يؤدي إلى تقاربها.
وسارع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الرد على كلمات ترامب، حيث لم يتراجع بعضهم بعد كلمات ترامب الحازمة بل أبدوا استعدادهم لمواجهة مباشرة معه، وقال رئيس الاتحاد الأوروبي: إن خطوة ترامب “قد تكون بمثابة ضربة قوية للفساد العالمي”.
وأضافت الرئيسة مخاطبةً ترامب: “نحن في هذا معا، إذا واجهت أحدنا، فأنت تواجهنا جميعا، أوروبا تقف متحدة من أجل شركاتنا، وعمالنا، وجميع الأوروبيين، هذا بالإضافة إلى موقفها العام الذي يقضي بضرورة الانتقال الآن من “المواجهة إلى المفاوضات”.
وكتذكير، أشار الاتحاد الأوروبي إلى تدابير مضادة فيما يتعلق ببعض الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، لكن المناقشات بشأن هذه التدابير توقفت عندما أعلن ترامب تعليق معظم “الرسوم الجمركية المتبادلة” لمدة 90 يوما.
وفي حين جلبت فترة التوقف التي استمرت 90 يوما، والتي من المقرر أن تنتهي في التاسع من يوليو/تموز، الهدوء إلى الاتحاد الأوروبي، فإن تهديد ترامب يوم الجمعة أثار التوترات مرة أخرى واستجابت الأسواق.
وبعد وقت قصير من إعلان ترامب، الجمعة، نشر ماروش شبيشوفيتش، مفوض التجارة والأمن الاقتصادي بالمفوضية الأوروبية، على شبكة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقًا) أنه كان في مناقشات مع وزير التجارة في حكومة ترامب، هوارد لوتنيك، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي ملتزمٌ التزاما كاملا بالتوصل إلى اتفاقٍ يرضي الطرفين، ويبقى الاتحاد الأوروبي مستعدا للعمل بحسن نية، فالتجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة غير تنافسية، ويجب أن تُبنى على الاحترام المتبادل، لا على التهديدات، كما قال “نحن مستعدون للدفاع عن مصالحنا”.
وبالإضافة إلى هؤلاء، رد الزعماء الأوروبيون أيضاً على ترامب، وكتب رئيس وزراء أيرلندا، ميخائيل مارتن، في صحيفة إكسبريس، أنه وجد إعلان ترامب “مخيبا للآمال بشدة”، وأكد أنه يعتقد أن “الرسوم الجمركية ضارة بجميع الأطراف”.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهانس فادبول لوسائل الإعلام الألمانية: إن بلاده ستدعم الاتحاد الأوروبي في “الدفاع عن أوروبا” من خلال المفاوضات التي تسمح لأوروبا بالوصول إلى السوق الأمريكية.
وقال فادبول “أعتقد أن مثل هذه التعريفات الجمركية لا تساعد أحدا، بل ستؤدي إلى معاناة في التنمية الاقتصادية في كلا السوقين”.
من جانبه، أكد وزير التجارة الخارجية الفرنسي لوران سان مارتن في مقابلة تلفزيونية أن الحرب التجارية تتطلب “تهدئة”، مضيفا أن “تهديدات ترامب الجديدة بزيادة الرسوم الجمركية لا تُجدي نفعا خلال فترة المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، نحافظ على نفس النهج: تهدئة ولكننا مستعدون للرد”.
وكان هناك شخص آخر رد على ترامب وهو كان سامويلسون ، الرئيس التنفيذي لشركة فولفو للسيارات التي يقع مقرها في السويد، والذي قال لرويترز: إن الرسوم الجمركية ستحد من قدرة الشركة على بيع بعض سياراتها في الولايات المتحدة مثل تلك المصنعة في بلجيكا وقال إن عملاء الشركة سوف يضطرون إلى دفع حصة كبيرة من زيادات التكلفة. أعتقد أنه سيتم التوصل إلى اتفاق قريبا، ليس من مصلحة أوروبا أو الولايات المتحدة إغلاق التجارة بينهما.
وأعرب عن أمله في أن تتقدم المفاوضات بشكل إيجابي، رغم التهديد بفرض رسوم جمركية.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية