أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، تولي الدبلوماسي الأميركي ستيفن فاجن منصب المسؤول المدني عن مركز التنسيق المدني العسكري الخاص بمتابعة ودعم وقف إطلاق النار في غزة.

كانت القيادة المركزية الأميركية قد افتتحت مركز التنسيق المدني العسكري هذا الأسبوع، في جنوب إسرائيل، وعُيّن الفريق باتريك فرانك، قائد الجيش الأميركي المركزي، مسؤولاً عسكرياً عنه.

وسيعمل المركز على مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ويضم قاعة عمليات لتقييم التطورات بشكل فوري، كما تم تجهيز مكاتب ومساحات اجتماعات لتعزيز التخطيط التعاوني بين القادة والممثلين والموظفين.

من هو ستيفن فاجن؟

ويُعد فاجن أحد أعضاء السلك الدبلوماسي الأميركي المخضرمين، إذ يشغل منذ مايو 2022 منصب سفير الولايات المتحدة لدى اليمن.

كما شغل سابقاً منصب نائب السفير في السفارة الأميركية في بغداد، ورئيس البعثة في القنصلية العامة الأميركية في أربيل بين عامي 2018 و2020، إضافة إلى توليه منصب مدير مكتب شؤون إيران في وزارة الخارجية، ومدير مكتب الشؤون الإقليمية في مكتب شؤون جنوب ووسط آسيا بالوزارة، وفق ما ذكرت الخارجية الأميركية في بيان.

ومنذ انضمامه إلى السلك الدبلوماسي عام 1997، خدم فاجن في بعثات أميركية خارجية في بروكسل، وإسلام آباد، وأستانا، وموستار (البوسنة والهرسك)، ومينسك، وتبليسي، والقاهرة، كما عمل في واشنطن مسؤولاً عن ملف باكستان، ومساعداً خاصاً لوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية آنذاك نيك بيرنز.

ويحمل فاجن شهادة البكالوريوس من كلية ويليامز، ودرجة الماجستير من جامعة ميشيجان.

200 عسكري أميركي

وقالت القيادة المركزية الأميركية CENTCOM، في بيان، إن مركز التنسيق المدني العسكري يضم نحو 200 عسكري أميركي، من ذوي الخبرة في عمليات النقل والتخطيط والأمن والخدمات اللوجستية والهندسة.

وأضافت أنه يهدف إلى دعم جهود تحقيق الاستقرار، مؤكدة أنه لن يتم نشر العسكريين الأميركيين في غزة، لكنهم “سيساعدون في تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية والأمنية المقدمة من نظرائهم الدوليين إلى غزة”.

وذكر المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، الكولونيل تيم هوكينز، الخميس، إن “مركز التنسيق المدني العسكري” الجديد في إسرائيل يشكل “آلية أساسية” لضمان انتقال غزة نحو الاستقرار والحكم المدني بصورة “آمنة ومستدامة”، مشيراً إلى أن المركز سيصل إلى كامل قدرته التشغيلية “خلال الأسبوعين المقبلين” مع انضمام مزيد من الشركاء الدوليين.

ورغم أنه لم يُحدد الدول التي قد ترسل قوات إلى غزة، أشار المسؤول الأميركي إلى وجود “اهتمام كبير” من عدد من الدول بالمشاركة في الجهود الجارية هناك.

وذكر أن “الكثيرين ينظرون إلى المركز على أنه تحالف عسكري، لكنه في الواقع أوسع بكثير”، مبيناً أن “الأمر لا يقتصر على الجيوش الأخرى فقط، بل نحن نتحدث عن جهات دولية، ومنظمات إنسانية، وفاعلين من القطاع الخاص يعملون جميعاً معاً”.

“مراقبة فورية”

وعن دور المركز في الحفاظ على وقف إطلاق النار، وصف هوكينز “قاعة العمليات” التي تتيح المراقبة الفورية لما يجري داخل غزة، قائلاً: “يُمكننا هذا من رؤية ما يحدث على الأرض فور وقوعه، ونحن نجمع البيانات من شركاء دوليين ومنظمات غير حكومية ومؤسسات لديها عيون وآذان على الأرض، ما قد يساعدنا على تحديد الأماكن التي بحاجة إلى مساعدة، ويضمن في الوقت نفسه استمرار وقف إطلاق النار”.

ووصف مسألة مراقبة وقف إطلاق النار بأنها “جوهر المهمة”، وقال: “غزة المستقرة والآمنة هي محور تركيزنا، ولهذا أنشئ هذا المركز”.

وأشار هوكينز إلى أن موقع المركز داخل إسرائيل يتيح “تنسيقاً وثيقاً” مع الجيش الإسرائيلي، معتبراً أنه “من الطبيعي أن نعمل مع الجيش الإسرائيلي، فهي ممثلة في المركز شأنها شأن العديد من الدول والمنظمات الأخرى”.

أما عن موعد بلوغ المركز كامل قدرته التشغيلية، فقد قدم هوكينز جدولاً زمنياً حذراً، مشيراً إلى أن ذلك سيكون “خلال الأسبوعين المقبلين”، وأضاف: “ومع اندماج الشركاء الدوليين، نتوقع أن يصل المركز إلى قدرة تشغيلية أكثر اكتمالاً”.

وتنص “خطة ترمب” لوقف الحرب في غزة، التي تم إقرارها في مؤتمر شرم الشيخ في وقت سابق من أكتوبر، على إدارة غزة بموجب حكم انتقالي من قِبل لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، تتولى إدارة الخدمات العامة والشؤون المحلية لسكان غزة، وذلك تحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى “مجلس السلام”، برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مع أعضاء ورؤساء دول يُعلن عنهم لاحقاً.

كما تشير الخطة الأميركية إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء العرب والدوليين لتطوير “قوة استقرار دولية مؤقتة” (Temporary International Stabilization Force) تُنشر فوراً في غزة، على أن تقوم هذه القوة بتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية التي جرى التحقق من أهليتها، بالتشاور مع الأردن ومصر.

شاركها.