اخر الاخبار

سجون أميركية تتيح نزهة رقمية للنزلاء لتحسين حالتهم النفسية

أتاحت عدة سجون في الولايات المتحدة تجربة نظارات الواقع الافتراضي للنزلاء، بهدف تحسين حالتهم النفسية؛ للحد من ارتكاب المخالفات، بالإضافة إلى تأهيلهم لحياة ما بعد العقوبة.

ونقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن سابرا ويليامز، مؤسسة منظمة Creative Acts، التي تقف وراء البرنامج: “إن الواقع الافتراضي يثير المحفزات، والصدمات، والعواطف، ثم يتحول إلى فن”. 

في برنامج الواقع الافتراضي المكثَّف الذي يستمر سبعة أيام، يختبر المشاركون مشاهد من الحياة اليومية، بالإضافة إلى بعض المشاهد الأكثر مغامرة مثل السفر إلى باريس، أو الطيران الشراعي، لمدة أربع ساعات كل يوم.

يطلب الميّسرون من المشاركين معالجة المشاعر التي تنبعث من هذه المشاهد، من خلال تمارين فنية متنوعة تتضمن تكتيكات المسرح والشعر والرسم وما إلى ذلك.

تسعى منظمة Creative Acts، التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأميركية مقراً لها، إلى العمل ضد البيئة المليئة بالصراعات بين المساجين، اعتماداً على الفنون كمورد للتغيير السلوكي، والإعداد العملي للعودة إلى المنزل من السجن. 

مع وجود الواقع الافتراضي في أربع مؤسسات عقابية، تتلقى المنظمة المزيد من الطلبات من سجون أخرى في كاليفورنيا، ومع ذلك، لا يمكن تنفيذ خطط التوسع خارج الولاية بسبب نقص التمويل، بحسب ويليامز.

صعوبات ما بعد السجن

وتقول ويليامز إنها فكَّرت في إدخال الواقع الافتراضي إلى السجون بعدما “تعبت حقاً من سماع الناس يعودون إلى ديارهم بعد أن قضوا عقوداً في الداخل، والهبوط حرفياً على كوكب مختلف”، في إشارة لصعوبة التكيف مع الواقع الجديد خارج السجن.

استغرق الأمر عاماً حتى أقنعت Creative Acts شركة ميتا بالتبرع بـ20 سماعة رأس واثنتين من آلات تعقيم سماعات الرأس الخاصة بها لتجربة الواقع الافتراضي.

وفي الوقت نفسه، عمل مختبر خريجي Creative Acts مع صناع المحتوى لإنتاج مشاهد تعكس المخاوف الجماعية، والفضول الذي ينشأ عند الاستعداد للعودة إلى المنزل من السجن، مثل الخروج من المنشأة في يوم الإفراج، أو إجراء مقابلة عمل، أو الذهاب في موعد.

على سبيل المثال، انزعج دانييل جارسيا، أحد المسجونين المشاركين في التجربة في سجن “فالي ستيت” في وسط كاليفورنيا من مشهد افتراضي اصطدم فيه شخص به في شارع مزدحم في لوس أنجلوس.

وبعد ممارسة تمارين التنفس أثناء وجوده في الواقع الافتراضي، قال جارسيا إنه تمكن من التفكير بهدوء في كيفية حل هذا النوع من الصراع بشكل أفضل.

شهدت السجون التي نُفذت بها تجربة Creative Acts تغييراً هائلاً، إذ أفادت بانخفاض مخالفات المشاركين المسجونين بنسبة 96%، ففي سجن كوركوران في كاليفورنيا، انخفض عدد المخالفات من 735 إلى مخالفة واحدة فقط بعد جلسة واحدة استمرت أسبوعاً، حتى أن السجن أغلق أحد المباني الأربعة المخصصة للحبس الانفرادي. 

تعزو المنظمة هذا التحول إلى الدور الذي يلعبه الفن في تشجيع الناس على إعادة توجيه غضبهم، ومشاركة صدماتهم ومعالجتها، وتصور عالم خارج القضبان التي تحتجزهم بمساعدة الواقع الافتراضي.

لكن هذه التجربة أثارت أيضاً الشكوك من أن توفير الأجهزة الإلكترونية في السجون يهدف إلى إفساح المجال لمزيد من الأرباح للشركات، وفي نفس الوقت زيادة القدرة على مراقبة الأشخاص المسجونين بشكل أكبر، وخلق وعود كاذبة بمزيد من الاتصال، أو التعليم، وفق “الجارديان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *