سد “الوحدة” آخر ملاذ لهواة صيد السمك بدرعا
– حليم محمد
على كتف سد “الوحدة” في وادي اليرموك بريف درعا الغربي على الحدود السورية- الأردنية، جنوبي سوريا، ينتشر عشرات الصيادين في منطقة وعرة يرصدها حرس الحدود الأردني تحسبًا من حدوث عمليات التهريب.
ومع جفاف معظم المسطحات المائية في أرياف درعا، أصبح هواة صيد الأسماك يبحثون عن أي مصدر مائي تعيش فيه الأسماك، بعد أن جفت بحيرات المزيريب وزيزون والعجمي وسد درعا وسد العلان وسد الشيخ مسكين.
وكانت هذه المسطحات مصدرًا لهواة صيد السمك، ما دفعهم لممارسة هوايتهم في سد “الوحدة” رغم مخاطره الأمنية.
ويعد سد “الوحدة” مشاعًا لصيد الأسماك، إذ تؤجر أماكن محددة عبر مستثمرين يمنعون الهواة من صيد السمك.
وقال فراس محاميد (35 عامًا)، إن تراجع المسطحات المائية العامة كالبحيرات وجفاف بعض السدود قلل من وجود أماكن للصيد في درعا، في حين يمثل امتلاء سد “الوحدة” لهذا العام فرصة للصيادين في ممارسة هواية الصيد.
ولا تعد الأحوال الجوية القاسية عائقًا أمام فراس لممارسة هوايته المفضلة، مشيرًا إلى أنه وفي أشهر الشتاء والليالي الباردة يخيم مع أصدقائه قرب السد.
ويبلغ عدد السدود في درعا 16 سدًا، يقع معظمها في ريف درعا الغربي، فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية لها 92 مليون متر مكعب، وفق تصريح مدير الموارد المائية، المهندس أحمد محسن، لصحيفة “البعث” الناطقة بلسان الحزب الحاكم في سوريا.
في حين يبلغ عدد السدود في القنيطرة ستة سدود، هي الهجة والمنطرة وكودنا وبريقة والرقاد وغدير البستان.
مجرد هواية
فراس محاميد ومجموعة من رفاقه من سكان درعا البلد، يخرجون للصيد بشكل جماعي مستخدمين الدراجات النارية كوسيلة تنقل نظرًا إلى وعورة المنطقة، وباعتبارها أقل تكلفة من استخدام البنزين الذي تحتاج إليه السيارة.
ومن بلدة زيزون المجاورة لوادي اليرموك، تأتي الدراجات النارية محملة بالأمتعة وعدة الصيد والخيام الصغيرة في طريق منحدر غير معبد.
تستغرق رحلة الصيد ما بين يوم إلى يومين، إذ يخيم فراس ورفاقه بجانب السد مستغلين هدوء الطبيعة ومنقطعين عن العالم الخارجي، حيث لا توجد وسائل اتصال في قعر الوادي.
وقال “أبو عمر الجهماني” (50 عامًا)، وهو أحد أفراد المجموعة، إن الصيد بالنسبة له هواية تعتمد على الحظ.
وأضاف أنه لا يصيد أكثر من كيلوغرامين، وفي بعض الأوقات يصيد ما يقارب 5 كيلوغرامات، وهذا حال بقية أفراد المجموعة.
وتابع ” أبو عمر” أن العملية ليست مربحة، إذ لو اشترى السمك من السوق لعائلته لكان أوفر تكلفة، ولكنه يمارس هواية الصيد ويشعر بمتعة التخييم.
وبجانب المياه، نصب فراس الخيمة وأشعل داخلها الفانوس القديم، بينما أشعل “أبو عمر” موقد النار ووضع عليه إبريق الشاي، وقربه أحد أفراد المجموعة كان يشوي السمك المصطاد لتوه.
مخاطر السد
يرتبط سد “الوحدة” من جهة الأراضي السورية بطرق وعرة يستخدمها الرعاة.
وقال فراس، إن الطريق يحتاج إلى مهارة في القيادة لأن فيه منحدرات خطيرة، ويمر من أماكن تحاذي جروفًا خطرة، ويبعد السد عن بلدة زيزون ما يقارب الثلاثة كيلومترات.
ولا يقتصر الخطر على وعورة الطريق، إنما هناك مخاطر من عمليات تمشيط حرس الحدود الأردنية المنطقة بالمضادات الأرضية خوفًا من عمليات تهريب وخاصة ليلًا.
كما يطلق حرس الحدود أعيرة نارية، والمخيف هو حدوث عمليات تهريب في أثناء وجود الصيادين، فهم لا يتعاملون مع الجانب السوري سوى بلغة الرصاص، وفق قوله.
ويعلن الأردن بشكل متكرر عن ضبطه شحنات مخدرات، يقول إن مصدرها سوريا.
وفي 8 من نيسان الحالي، أعلن عن مقتل مسلحين اثنين خلال ضبط إحدى الشحنات.
في عمق السد، يضع بعض الصيادين الشباك، وهي طريقة مجدية للصيد أكثر من الصيد بالصنارة، وهناك من يستخدم القوارب لسحب شباكه وإفراغ الأسماك منها.
سد “الوحدة” هو سد مشترك بين سوريا والأردن، يقع على نهر “اليرموك”، طوله 110 أمتار وطاقة تخزينه تصل إلى 115 مليون متر مكعب.
وبموجب اتفاقية استثمار مياه نهر اليرموك عام 1987 بين سوريا والأردن، يحق للجانب الأردني الحصول على 200 مليون متر مكعب من مياه نهر اليرموك سنويًا.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي