اخر الاخبار

سرقات “خطوط التوتر” تقطع الكهرباء عن درعا

درعا – محجوب الحشيش

شهد التيار الكهربائي في محافظة درعا جنوبي سوريا انخفاضًا في ساعات التشغيل، بعد تعديات متكررة على خطوط التوتر الرئيسة التي تربط محطات درعا بمحطة “دير علي” في ريف دمشق.

عمليات العبث والتعدي تكررت على الخطوط الرئيسة للكهرباء خلال آذار الماضي وحتى تاريخ نشر هذا التقرير، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وزيادة ساعات التقنين.

وحذرت الشركة العامة لكهرباء محافظة درعا من انهيار التيار الكهربائي بالكامل، في حال استمر التعدي على خطوط التوتر الرئيسة، معتبرة أن أي تخريب للخط الاحتياطي الوحيد قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء لأسابيع، ما يسبب عواقب قد تؤثر على قطاعات حيوية رئيسة كالمستشفيات ومحطات ضخ مياه الشرب والمؤسسات العامة.

تقليل ساعات التغذية

يخضع ريف درعا لتقنين يصل إلى خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل واحدة، في حين تخضع مدينة درعا لساعة وصل مقابل أربع ساعات قطع.

قال هيثم الحمدان من سكان بلدة كويا في ريف درعا الغربي، إن التيار الكهربائي شهد خلال آذار الماضي ومطلع نيسان الحالي انقطاعات في أيام متفرقة بعد كل تعدٍّ على الخط الرئيس للكهرباء.

وأضاف أن شركة الكهرباء قللت من ساعة الوصل إلى نصف ساعة وأحيانًا ربع ساعة فقط كل ست ساعات.

واعتبر هيثم أن ساعة الوصل مهمة من أجل غسل الألبسة أو تعبئة مياه الشرب، أو شحن البطارية والجوالات.

ومن البدائل التي لجأ إليها تشغيل مولد كهربائي يحتاج في كل ساعة إلى ليتر بنزين سعره 13 ألف ليرة سورية.

بينما لجأت نورسين العمار من سكان مدينة نوى لتركيب منظومة طاقة شمسية مؤخرًا، وقالت إنها حل بديل، لكنه مكلف، إذ يتطلب تركيبها بالحد الأدنى ألفي دولار أمريكي.

ما المشكلة؟

لجأ بعض اللصوص لتخريب وسرقة حديد من الأبراج الرئيسة في المنطقة التي تربط محطة “دير علي” بمحطات محافظة درعا، ما جعلها عرضة للتأثر والانهيار.

وتعرضت الخطوط الرئيسة التي تربط محافظة درعا بمحافظة دمشق لأربع محاولات سرقة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي والاعتماد على خطوط احتياطية.

وبعد حدوث أي عطل، تبدأ الورشات التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء في سوريا بأعمال الصيانة مباشرة، والتي تمتد لساعات وفي بعض الأحيان لأكثر من يوم عمل متواصل، ما يسبب إرهاقًا لكادر المؤسسة بالإضافة إلى تكلفة مالية عالية.

مصدر من المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء قال ل، إن المؤسسة تعمل على تعزيز الصيانة الدورية للخطوط الكهربائية، لمنع الأعطال الفنية وضمان عدم انقطاع الكهرباء عن محافظتي درعا والقنيطرة.

وعن الحلول قال المصدر، إن المؤسسة تعمل على تعزيز الأمن حول الخطوط الكهربائية من خلال تكثيف دوريات إدارة الأمن العام لمنع عمليات التخريب والسرقة.

أربعة خطوط رئيسة

تتغذى محافظة درعا من أربعة خطوط رئيسة هي:

  • خط “تشرين- الكوم” بتوتر 230 كيلو فولت، وقد تعرض للسرقة بشكل كامل، وهو خارج الخدمة، وتبلغ تكلفة إعادته للخدمة ما يقارب 15 مليون دولار أمريكي.
  • خط “دير علي- الشيخ مسكين” بتوتر 230 كيلو فولت مزدوج الدارة، وتعرض لعمليات سرقة وتخريب وهو خارج الخدمة حاليًا، وتعمل الوزارة حاليًا على إعادة تأهيل الخط من أجل إعادته إلى الخدمة في أسرع وقت.
  • خط “الكسوة- الشيخ مسكين” بتوتر 230 كيلو فولت، ويتعرض لأعطال فنية، وتعمل الوزارة على إصلاح أي عطل بشكل مباشر.
  • خط “الربط الدولي دير علي شمال عمان” بتوتر 400 كيلو فولط، وهو خارج الخدمة بشكل كامل بسبب تعرضه للسرقة، وتبلغ تكلفة إعادة تأهيله 20 مليون دولار أمريكي.

حملات على المحولات المخالفة

في 16 من نيسان الحالي، نفذت الشركة العامة للكهرباء في درعا بمؤازرة من الأمن العام حملة لإزالة المحولات المخالفة في مدينة إزرع وصيدا وبعض قرى الريف الشرقي.

وقال مدير شركة الكهرباء في درعا، هاني المسالمة، إن الهدف من إزالة المحولات المخالفة هو تحقيق الاستقرار الكهربائي والمائي في المحافظة، عبر تخفيف الضغط عن الحمولات الزائدة في المحطات المائية، والتي تستجر القسم الأكبر منها المحولات المخالفة التي تستخدم لري الأراضي الزراعية.

وينتظر السوريون الوعود الحكومية بتحسين وضع الكهرباء، خاصة بعد أن أبدت عدة دول جاهزيتها للمشاركة في الاستثمار بقطاع الكهرباء في سوريا، سواء عبر حلول سريعة متمثلة بالسفن العائمة، أو وصل خطوط الكهرباء عبر الحدود الموجودة أصلًا، أو توريد الفيول والغاز لمحطات التوليد.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *