قررت جامعة الأزهر، السبت، إحالة الدكتورة سعاد صالح، الأستاذ المتفرغ، إلى التحقيق لـ”ظهورها الإعلامي دون تصريح من جهة الإدارة”، وذلك عقب تصريح جدلي متعلق بـ”حكم تعاطي الحشيش”.

وأوضحت جامعة الأزهر، في بيان، أن قرار الإحالة جاء لمخالفة قرار مجلس الجامعة الذي ينص على أنه “يحظر على جميع أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بجامعة الأزهر العمل أو الظهور أو التصدي للفتوى في وسائل الإعلام بمختلف أشكالها دون تصريح؛ ضبطاً للخطاب باسم الجامعة، وحفاظاً على مكانتها وصورتها أمام المجتمع محلياً وإقليمياً ودولياً”.

سعاد صالح وحكم تعاطي الحشيش

كانت حالة من الجدل انتشرت عبر مواقع التواصل الجماعي، بعد فتوى تلفزيونية للدكتورة سعاد صالح جرى تداولها مفادها أن “تعاطي الحشيش لا يتعارض مع الشرع”، بعدما أشارت إلى “عدم وجود نص مباشر بتحريم تعاطي الحشيش، وإنما اعتمد العلماء على القياس”.

ومن جهتها، أصدرت دار الإفتاء المصرية بياناً حول حرمة مخدر الحشيش شرعاً، وقالت: “لقد تابعت دار الإفتاء المصرية ما أُثير حول حكم تناول مخدر الحشيش، وتؤكد أن الشرع الشريف قد كرَّم الإنسان، وجعل المحافظة على نفسه، وعقله مِن الضروريات الخمس التي دعت إلى مراعاتها جميع الشرائع، وهي: النفس، والعقل، والدين، والعرض أو النسل، والملك أو المال؛ حتى يتحقق في الإنسان معنى الخلافة في الأرض فيقوم بعِمارتها”.

وأضافت، وفق البيان: “لذا فقد حرَّم الإسلام تحريماً قاطعاً كل ما يضُر بالنفس والعقل.. ومن هذه الأشياء التي حرمها: المخدِّرات بجميع أنواعها على اختلاف مسمياتها من مخدِّرات طبيعية وكيمائية، وأيًّا كانت طرق تعاطيها، عن طريق الشرب، أو الشم، أو الحقن؛ لأنها تؤدي إلى مضارَّ جسيمةٍ ومفاسدَ كثيرةٍ، فهي تفسد العقل، وتفتك بالبدن، إلى غير ذلك من المضارِّ والمفاسد التي تصيب الفرد والمجتمع”.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، في البيان، أن “الشرع كما حرَّم كل مُسْكِر فقد حرم كل مخدِّر ومُفتِر”.

تحريم “تعاطي الحشيش”

وأكدت دار الإفتاء في بيانها أن “العلماء قد اتفقوا على تحريم كل ما هو مخدِّر ومُفْتِر ولو لم يكن مُسْكِراً، ونَقَل الإجماع على هذه الحُرمة الإمام بدر الدين العيني الحنفي في كتابه البناية، إذ قال في خصوص جوهر الحشيش: إنه مخدر، ومفتر، وفيه أوصاف ذميمة؛ فوقع إجماع المتأخرين على تحريمه”.

وأنهت دار الإفتاء بيانها بالتشديد على “أهمية الوعي والتثبت وأخذ الفتوى من مصادرها الصحيحة الموثوقة عند البحث عن الحكم الشرعي، إذ هي مهمة عظيمة”.

القياس الشرعي

 وفي أول رد فعل لها عقب قرار جامعة الأزهر بإيقافها عن العمل مؤقتاً، على خلفية تصريحاتها حول “حكم الحشيش”، أكدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن ما ذكرته في تصريحاتها الأخيرة “لم يكن إباحة لتعاطي الحشيش كما تم تداوله، بل كان حديثاً علمياً فقهياً دقيقاً حول غياب النص الصريح، واعتماد العلماء على القياس الشرعي في إصدار الحكم”.

شاركها.