سفارات غربية في كييف تغلق أبوابها وسط مخاوف من هجوم روسي جوي
أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في كييف، الأربعاء، بسبب “معلومات محددة عن هجوم جوي كبير محتمل”، وسط حالة من التوتر في المدينة، بشأن الرد الروسي بعد يوم من ضربة أوكرانية بصواريخ أميركية بعيدة المدى.
وقالت السفارتان الإيطالية واليونانية إنهما أغلقتا أبوابهما أيضاً بعد التحذير الأميركي غير المعتاد، وأبقت السفارة الفرنسية أبوابها مفتوحة، لكنها حثَّت رعاياها على توخي الحذر، فيما قال مسؤول في وزارة الخارجية الألمانية إن السفارة الألمانية في كييف لا تزال مفتوحة لكن تعمل بطاقة محدودة ولا يزال بوسع الألمان في أوكرانيا التواصل معها.
واعتبر رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أندريه كارتابولوف تصريحات السفارات الغربية بشأن إغلاقها على خلفية هجوم جوي روسي كبير متوقع بمثابة تصعيد للوضع.
وقال: “الضربة ستكون غير متوقعة وفعالة كما هو الحال دائماً. ولولا القرارات المجنونة التي اتخذها (الرئيس الأميركي جو) بايدن وآخرون بالسماح بضرب أراضينا بأسلحة بعيدة المدى، لما حدث شيء من هذا القبيل. ليجلسوا في الحفر ويخافون”.
صفارات إنذار في كييف
ودوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية لفترة وجيزة في كييف بعد ظهر الأربعاء، وطلبت القوات الجوية من السكان البحث عن مأوى بسبب التهديدات من هجوم صاروخي.
وطالب كبار المسؤولين المواطنين الأوكرانيين بعدم تجاهل التحذير.
واستخدمت أوكرانيا، الثلاثاء، صواريخ أميركية من طراز “أتاكمز” في قصف مستودع أسلحة داخل روسيا، مستغلة تصريحات صدرت مؤخراً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في اليوم الألف للحرب.
“تصعيد كبير”
وتحذر روسيا الولايات المتحدة وحلفاءها، منذ أسابيع، بأنها ستعتبر منح الإذن لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بالصواريخ التي يوفرها الغرب، تصعيداً كبيراً.
وقال قسم الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الأميركية، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لسفارة الولايات المتحدة في كييف: “من باب توخي الحذر، ستغلق السفارة، وتم إصدار توجيهات لموظفي السفارة بالاحتماء في أماكنهم”.
وتابع البيان قائلاً “السفارة الأميركية تنصح الرعايا الأميركيين بالاحتماء على الفور إذا دوت صفارات إنذار من غارات جوية”.
وقال الكرملين إنه ليس لديه تعليق. وقال رئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين في مقابلة، نشرت الأربعاء، إن موسكو سترد على دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تسهل ضربات الصواريخ الأوكرانية بعيدة المدى على الأراضي الروسية.
ضرب العمق الروسي
وقالت وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية، الأربعاء، إن مركز قيادة عسكري روسي “استُهدف بنجاح” في بلدة جوبكين في منطقة بيلجورود الروسية على بعد نحو 168 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا.
وأثار البيان الأوكراني احتمال وقوع هجومٍ ثانٍ باستخدام صواريخ “أتاكمز”، لكنه لم يحدد من نفذ الهجوم، أو متى وقع، أو نوع السلاح المستخدم. كما استخدمت أوكرانيا طائرات مسيّرة لتنفيذ ضربات ضد أهداف في عمق روسيا.
ووصلت الحرب إلى منعطف دقيق مع سيطرة روسيا على خمس أراضي أوكرانيا، ونشر قوات كورية شمالية في منطقة كورسك الروسية، والشكوك حول مستقبل المساعدات الغربية مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
وشنت روسيا، الأحد، هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيّرة على شبكة الكهرباء الأوكرانية، سقط فيه سبعة أشخاص، وتجددت المخاوف من قدرة شبكة الطاقة المتعثرة على الصمود.
“هجمات روسية مستمرة”
ونصحت السفارة الأميركية في كييف مواطنيها بتخزين احتياطيات من المياه والغذاء وغيرها من الضروريات مثل الأدوية في حال “انقطاع مؤقت محتمل للكهرباء والمياه” بسبب ضربات روسية.
وقالت إن “الهجمات الروسية المستمرة التي تستهدف البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء أوكرانيا قد تؤدي إلى انقطاع الكهرباء، وفقدان التدفئة، وتعطل خدمات البلدية”.
تقليص العتبة النووية الروسية
وقلَّص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، الحد الذي تستطيع عنده روسيا توجيه ضربة نووية رداً على مجموعة واسعة من الهجمات التقليدية.
وقالت واشنطن بعد ذلك إنها لا ترى أي سبب لتعديل موقفها النووي.
وفي تعليقه على تحذير السفارة الأميركية، الأربعاء، قال آندريه كوفالينكو، رئيس مركز مكافحة التضليل الإعلامي التابع لمجلس الأمن الأوكراني إن موسكو مستعدة لتنفيذ ضربات صاروخية أخرى.
وقال: “دعوني أذكركم بأن الروس كانوا يخزنون الصواريخ لشن سلسلة من الهجمات على أوكرانيا منذ أشهر. ويشمل ذلك صواريخ كيه.إتش-101، التي يواصلون إنتاجها، بالإضافة إلى صواريخ كاليبر والصواريخ الباليستية”.
وتعرضت كييف لهجوم بطائرات مسيرة ليلاً تسبب في أضرار طفيفة.
وقال الجيش إنه أسقط 56 طائرة مسيّرة، وفقد مسار أكثر 58 أخرى نتيجة لما قال إنه “التصدي الفعَّال”، وأضاف أن ست طائرات مسيّرة حلقت أيضا خارج المجال الجوي الأوكراني وتم إسقاط صاروخين من أصل ستة.