اخر الاخبار

سفارة الإمارات تعزّي في الهولوكوست.. وتصمت أمام مذابح غزة

وطن في الوقت الذي تُرتكب فيه أبشع المجازر بحق الفلسطينيين في غزة، وتُقصف المستشفيات والمنازل فوق رؤوس الأطفال، اختارت سفارة الإمارات في تل أبيب أن تُصدر بيانًا لا يتضمن إدانة أو حتى تلميحًا إلى هذا الدمار، بل لتقديم التعازي للاحتلال الإسرائيلي في ذكرى الهولوكوست.

“لن ننسى أهوال الماضي” قالت السفارة في بيان رسمي، مشيرة إلى التزامها بـ”مستقبل أفضل”. لكن البيان لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى أهوال الحاضر في غزة، حيث تُقتل العائلات جماعيًا وتُدفن الأجساد تحت الركام، وسط صمت عربي رسمي لا يخلو من التواطؤ أحيانًا.

دولة الإمارات، التي وقّعت اتفاقية التطبيع في 2020، لم تُدن المجازر المستمرة منذ 7 أكتوبر، بل واصلت تعزيز علاقاتها مع الاحتلال سياسيًا واقتصاديًا، من خلال اتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات، ودعمٍ معلن للجهود التي تستهدف نزع سلاح المقاومة.

لم يكن الصمت الإماراتي جديدًا، بل تكرّر في كل محطة مفصلية، من دعم طروحات التهجير الجماعي لسكان غزة، إلى تصريحات وزيرة الخارجية ريم الهاشمي المؤيدة لمشاريع “السلام الإقليمي” مع تجاهل كامل للقضية الفلسطينية.

أما السفير يوسف العتيبة في واشنطن، فكان أحد أبرز مروّجي صورة إسرائيل “كشريك للسلام”، رغم أن المشاهد اليومية في غزة تروي قصة أخرى، عنوانها الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بصمتٍ دوليّ وعربيّ.

نشطاء على منصات التواصل وصفوا بيان السفارة بأنه “سقوط أخلاقي”، وأن “الصمت عن غزة والتضامن مع الهولوكوست في آنٍ واحد، ليس إنسانية، بل انحياز مفضوح”. وأشاروا إلى أن الإمارات لم تكتفِ بتجاهل الدم الفلسطيني، بل أصبحت جزءًا من رواية الاحتلال.

في زمن يُدفن فيه الشهداء جماعيًا، تضع بعض الأنظمة العربية يدها في يد القاتل، وتصافح بيد، وتُعزّي بالأخرى، بينما غزة تُقصف ويُمحى أهلها عن الخريطة، بلا بيان ولا دمعة.

إفطار إماراتي للصهاينة.. وأهل غزة جائعون تحت الحصار!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *