اخر الاخبار

سفيرة أميركا بالأمم المتحدة تحذر تراجع نفوذ واشنطن عهد ترمب

حذرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة توماس جرينفيلد، في مقابلة مع “أسوشيتد برس”، من تكرار سيناريو تراجع النفوذ الأميركي في العالم خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس دونالد ترمب، على غرار ما حدث في فترة ولايته الأولى، مع تصدر الصين المشهد وملء الفراغ، وسط مخاوف من تحرك ما وصفتهم بـ”الخصوم”.

وأضافت إنه خلال رئاسة جو بايدن، انخرطت الولايات المتحدة مرة أخرى مع العالم، وأعادت بناء التحالفات وتأسيس قيادة أميركا، قائلة: “هذه هي الهدية التي نسلمها للإدارة القادمة، وآمل أن يقبلوها بالروح التي تُمنح لهم بها”.

وفي اجتماع قصير مع مرشحة ترمب، النائبة إليز ستيفانيك، أخبرتها توماس جرينفيلد أن “الأمم المتحدة مهمة، وأن من المهم ألا نتنازل عن أي مساحة لخصومنا”، فيما حذرتها من أن المنافسين “سيغيرون قواعد الطريق، لذا فإن القيادة الأميركية مهمة بشكل غير عادي”، بما في ذلك الأعضاء الدائمون روسيا والصين، المنافسان اللذان يتمتعان بحق النقض.




وقالت جرينفيلد إنها قدمت لستيفانيك نفس النصيحة التي تلقتها، وتابعت: “ستجلس (ستيفانيك) على الطاولة معهم على أساس يومي تقريباً.. لذا فمن المهم أن تعرف الأفراد الذين ستضطر إلى التعامل معهم، سواء كانوا أصدقاء أو أعداء”.

وأوضحت أن الطاولة الأكثر أهمية هي التي تتخذ شكل حدوة الحصان والتي يجلس عليها الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أقوى هيئة أممية تتولى مهمة الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

وذكرت أن الولايات المتحدة “لا بد أن تظل على الطاولة حتى نتمكن من التأثير والعمل مع النظام بأكمله لضمان نجاح النظام في تحقيق أهدافه للعالم”.

وأضافت جرينفيلد أن الأمم المتحدة “ليست مثالية بالطبع وتحتاج إلى إصلاحات”، مؤكدة على أهمية الأمم المتحدة في التعامل مع القضايا العالمية الكبرى، من الحرب إلى المساعدات الإنسانية والحاجة إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي.

فشل حل الأزمات العالمية

وفي خطابها الأخير أمام مجلس الأمن، ركزت جرينفيلد على السودان، قائلة إنها تتمنى أن يكون هناك حل لأزمة واحدة يواجهها العالم مثل غزة وأوكرانيا والكونجو وغيرها من النقاط الساخنة.

وقالت إن الأمم المتحدة والعالم “يتعين عليهما أن يكونا أكثر استباقية في مشاركتنا لمحاولة إنهاء هذه الصراعات. السودان، حيث تسبب القتال الذي دام قرابة عامين في المجاعة وأسوأ أزمة نزوح في العالم، هو مثال حيث كان بإمكاننا كمجتمع دولي أن نفعل المزيد في وقت أقرب وأن ننهي المعاناة”.

وبدأت جرينفيلد (72 عاماً)، حياتها المهنية كأكاديمية وعاشت في ليبيريا، حيث رأت لأول مرة الدبلوماسيين الأميركيين في العمل وقررت الانضمام إلى الخدمة الخارجية في عام 1982.

وأمضت جزءاً كبيراً من حياتها المهنية التي استمرت أكثر من 40 عاماً في إفريقيا، وعادت إلى ليبيريا كسفيرة، وترقت لتصبح مساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية بين عاميْ 2013 و2017، عندما تولى ترمب منصبه، ثم أخرجها بايدن من التقاعد لتصبح سفيرة للأمم المتحدة وعضواً في حكومته.

“دبلوماسية الجامبو”

في الأمم المتحدة، عادت جرينفيلد إلى جذورها في لويزيانا، قائلة إنها ستشارك في “دبلوماسية الجامبو” من خلال طهي الطبق الشهير في الولاية، والذي يمزج بين الكثير من النكهات المختلفة، لزملائها الدبلوماسيين.

ويتكون طبق الجامبو عادةً من المرق والبامية واللحوم أو الأسماك الصدفية والخضار والمتبلة وقد تشمل الكرفس والفلفل والبصل.

وقالت إن “الدبلوماسية تدور حول جمع الناس ذوي الأفكار والخلفيات والاهتمامات والتوجيه المختلفة والتوصل إلى حل يمكننا جميعاً العيش معه”.

وأضافت: “هذا ما أعتقد أن الدبلوماسية تدور حوله.. هذا هو ما يدور حوله الجامبو.. لقد كانت دبلوماسية الجومبو ناجحة للغاية”، مشيرة إلى أكثر من 200 قرار للأمم المتحدة تم تبنيها خلال السنوات الأربع التي عملت فيها سفيرة، 77 منها صاغتها الولايات المتحدة.

وتخطط جرينفيلد حالياً لقضاء بعض الوقت مع أحفادها والعمل مع طلاب الجامعات “لتشجيع الجيل القادم من التعدديين الذين سيملؤون قاعات الأمم المتحدة”.

“وكر معاداة السامية”

بدورها، دعت ستيفانيك إلى “إعادة تقييم كاملة لتمويل الولايات المتحدة للهيئة العالمية المكونة من 193 دولة”، ووصفت الأمم المتحدة بأنها “وكر معاداة السامية” وحثت على الاستمرار في وقف الدعم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

وكان ترمب رشح ستيفانيك لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، علماً أنها واحدة من أكثر حلفاء الرئيس المنتخب شراسة منذ سنوات.

ودافعت ستيفانيك عن ترمب خلال إجراءات عزله في مجلس النواب، وروَجت لمزاعمه بشأن “تزوير” انتخابات 2020، وحشدت الدعم لحملته الانتخابية الأخيرة للعودة إلى البيت الأبيض، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.

وأضافت الصحيفة أن ستيفانيك (40 عاماً)، ربما لا تملك سوى القليل نسبياً من الخبرة الدبلوماسية أو في مجال السياسة الخارجية، بخلاف عملها كعضو في لجان الأمن القومي في مجلس النواب، لكنها في خلال الفترات الـ5 التي مثلت فيها منطقة شمال نيويورك في مجلس النواب، صنعت التاريخ عدة مرات، بدايةً من كونها أصغر امرأة تنتخب للكونجرس في ذلك الوقت، فضلاً عن أنها تعد حالياً المسؤولة الأبرز في قيادة الجمهوريين في مجلس النواب، وتشغل منصب رئيسة مؤتمر الحزب في المجلس.

يشار إلى أن ترمب خلال ولايته الأولى، وصف الأمم المتحدة بأنها “مجرد نادٍ للناس للتجمع والتحدث وقضاء وقت ممتع”، كما علق التمويل لوكالات الصحة وتنظيم الأسرة التابعة لها وانسحب من منظمة “اليونسكو” وهيئة حقوق الإنسان العليا، ما أثار حالة من عدم اليقين بشأن ما هو قادم، خاصة وأن الولايات المتحدة تعد أكبر مانح منفرد للأمم المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق