سكان ريف حلب مشتتون بين “4G” و”أيلوكس” و”التركية”
اعزاز – ديان جنباز
تنتشر في ريف حلب الشمالي عدة خطوط من شبكات الاتصال والإنترنت تتبع لشركات مختلفة، منها شبكتا “4G” و”أيلوكس”، بالإضافة إلى الخطوط التركية وغيرها.
ومع كثرة الخطوط، يجد المستخدمون أنفسهم أمام ميزات وعيوب، أبرزها تفاوت التكاليف والتغطية وسرعة الإنترنت بين تلك المناطق حيث تسيطر “الحكومة السورية المؤقتة”، ما يدفع بعضهم لاقتناء أكثر من خط.
وتعتمد شركات الإنترنت في شمالي غربي سوريا (ريف حلب وإدلب) على مزودي خدمة من الشركات التركية، بشكل كامل، منذ قطع النظام السوري خدمات الاتصالات والإنترنت عن المنطقة بعد خروجه منها.
خط “أيلوكس” بالدولار
فاروق الفاروق، صاحب محل اتصالات في مدينة اعزاز، قال ل، إن أسعار خطوط الاتصال تختلف باختلاف الشركات والخدمات التي تقدمها، فلكل شركة مزايا وعيوب تختلف حسب احتياجات المستخدمين.
وأضاف أن سعر خط “أيلوكس” يبلغ 15 دولارًا أمريكيًا (حوالي 510 ليرات تركية)، وأن تعبئة هذا الخط تقتصر على باقة واحدة فقط، يبلغ سعرها ستة دولارات، دون أي عروض أو باقات أخرى.
وأوضح أن محدودية باقات “أيلوكس” قد لا تلبي احتياجات المستخدمين الذين يستهلكون كميات كبيرة من البيانات، لأن الباقة الوحيدة المتاحة توفر 4 غيغابايت فقط، ومع ذلك يفضل كثيرون هذا الخط نظرًا إلى سهولة الحصول عليه، وعدم الحاجة إلى وثائق أو أي إجراءات.
وذكر فاروق أن شبكة “أيلوكس” تغطي معظم المناطق الحدودية، بما في ذلك أرياف حلب وإدلب، حيث تعتمد الشركة على أبراج شبكة “توركسل” التركية، وبهذا يتمكن المشتركون من استخدام الخط للاتصالات الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى خدمات الإنترنت، في أغلب المناطق، ما يجعله خيارًا مفضلًا للعديد من السكان.
“4G” أكثر انتشارًا بريف حلب
تعتبر خطوط شركة “4G” الأكثر طلبًا وانتشارًا في ريف حلب الشمالي، بسبب انخفاض أسعار الخطوط والباقات مقارنة بالشبكات الأخرى.
قال صاحب محل الاتصالات، إن سعر الخط يبلغ حوالي 300 ليرة تركية، بينما تتراوح تكلفة الباقة الشهرية بين 100 و160 ليرة تركية، اعتمادًا على حجم البيانات المتاحة (الغيغابايت)، كما توفر باقات مدتها شهران حتى ثلاثة أشهر بأسعار مقبولة.
وأوضح فاروق أن الشركة تقدم عروضًا دورية على الباقات، ما يجعلها خيارًا جذابًا للعديد من المستخدمين، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية بالمنطقة.
محمد وتي، طالب جامعي في مدينة اعزاز، قال ل، إنه قرر شراء خط “4G” بعد استخدامه خط “أيلوكس” لفترة من الزمن.
وذكر أن الخط الجديد ساعده في تقليل التكاليف، وهو يوفر خيارات وعروضًا متعددة لتعبئة الباقات، خاصة أنه يستخدم الإنترنت بشكل متواصل خلال وجوده في الجامعة وخلال خروجه من المنزل، ما يجعل الاعتماد على خط “4G” أكثر ملاءمة لاحتياجاته.
وأضاف محمد أن الشيء الوحيد الذي يميز خط “أيلوكس” هو أنه يوفر تغطية في مختلف المناطق، ما يعني أنه يمكن أن يكون متوفرًا أينما تنقل.
وأوضح أن خدمة “4G” تقتصر غالبًا على المدن، وقد لا تتوفر في بعض المناطق النائية، ورغم ذلك، اعتبر أن خدمة الشركة تعتبر أفضل بشكل عام من حيث السرعة وجودة الإنترنت والباقات المتاحة.
تحديات التغطية
تفاوت الانتشار ووصول الشبكة إلى مناطق وانعدامها في أخرى، يدفع كثيرين للسعي لامتلاك أكثر من شريحة، وهو ما بات أمرًا معتادًا.
محمد سعيد، سائق سيارة يعمل في نقل البضائع، قال ل، إنه يعتمد على خط “أيلوكس” بسبب تنقله المستمر بين مناطق ريف حلب وإدلب، إذ إن الشبكة متاحة في كلتا المنطقتين، لكنه يواجه صعوبة بسبب حصر العروض في باقة واحدة فقط، وهو ما لا يلبي احتياجاته كمستخدم.
وعبر عن رغبته في استبدال خطه بخط تركي، لكنه لم يتمكن من الحصول عليه بسبب الإجراءات المعقدة المطلوبة، لذلك قرر شراء خط “4G”، فالحصول عليه يقتصر على تقديم الهوية الصادرة عن المجالس المحلية فقط، ما سهل عليه إجراءات الشراء مقارنة بالخطوط التركية التي تحتاج إلى وثائق مثل بطاقة “الحماية المؤقتة” (الكملك).
وأضاف السائق أن خدمة “4G” تتوفر في مناطق ريف حلب فقط، لكنها تنعدم في مناطق إدلب، ما يجبره على استخدام خط “أيلوكس” أيضًا عند توجهه إلى إدلب.
ويقوم السائق بتعبئة خط “4G” كل ثلاثة أشهر، بينما يقوم بتعبئة خط “أيلوكس” شهريًا، بسبب حاجته الماسة للإنترنت في عمله، حيث يتطلب منه التواصل المستمر مع الزبائن، حسب قوله.
“الكملك” لتفعيل “التركية”
يواجه بعض المستخدمين، الذين لا يمتلكون بطاقة “الحماية المؤقتة” (الكملك) أو ليس لديهم أقارب لهم في تركيا، صعوبات في تفعيل الخطوط التركية مثل “توركسل” و”ترك تيليكوم”، لأن وجود هذه البطاقة يعد شرطًا أساسيًا للحصول على تلك الخطوط، حسب علي أرفاد.
وأوضح أرفاد، وهو صاحب محل اتصالات في قرية سجو بريف حلب، أن الشركات التركية ترفض توثيق الأرقام باستخدام البطاقة الشخصية الصادرة عن المجالس المحلية في ريف حلب.
وقال ل، إن سعر الخطوط التركية يبلغ 650 ليرة تركية، وعن تكلفة الباقات، تبدأ من 300 ليرة تركية شهريًا كحد أدنى، وقد تصل إلى 2000 ليرة تركية، حسب الباقة.
وأشار إلى أن بعض المناطق تتوفر فيها شبكة “تورك تيليكوم” وبعضها الآخر “توركسل”، وبعض المناطق لا توجد فيها تغطية من أي شركة، وهذا جعلها خيارًا نادرًا للمستخدمين.
وتشهد أسعار باقات الإنترنت ارتفاعًا متكررًا لمعظم الخطوط في الشمال السوري، كما تشهد ضعفًا شديدًا في بعض شبكات الإنترنت وانقطاعات في شبكات أخرى، أحدثها في تموز الماضي، وكان القطع من الجانب التركي بعد احتجاجات شهدتها المنطقة رفضًا للانتهاكات بحق اللاجئين في تركيا.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي