قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) الكولونيل تيم هوكينز، الخميس، إن “مركز التنسيق المدني العسكري” الجديد في إسرائيل يشكل “آلية أساسية” لضمان انتقال غزة نحو الاستقرار والحكم المدني بصورة “آمنة ومستدامة”، مشيراً إلى أن المركز سيصل إلى كامل قدرته التشغيلية “خلال الأسبوعين المقبلين” مع انضمام مزيد من الشركاء الدوليين.

وشدد هوكينز، في تصريحات لصحيفة “جيروزالم بوست” من مقر القيادة المركزية في مدينة تامبا بولاية فلوريدا الأميركية، على دور المركز في تنسيق الجهود الدولية والإنسانية، والعسكرية مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار أسبوعه الثاني.

وأوضح هوكينز أن “المركز يمكّن الدول الشريكة، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الدولية، والجهات الفاعلة في القطاع الخاص من العمل على نفس النسق”، لافتاً إلى أن “الأمر يتعلق بضمان تدفق المساعدات الإنسانية، واللوجستية، والأمنية إلى غزة بكفاءة وفعالية”.

ورغم أنه لم يُحدد الدول التي قد ترسل قوات إلى غزة، أشار المسؤول الأميركي إلى وجود “اهتمام كبير” من عدد من الدول بالمشاركة في الجهود الجارية هناك.

وذكر أن “الكثيرين ينظرون إلى المركز على أنه تحالف عسكري، لكنه في الواقع أوسع بكثير”، مبيناً أن “الأمر لا يقتصر على الجيوش الأخرى فقط، بل نحن نتحدث عن جهات دولية، ومنظمات إنسانية، وفاعلين من القطاع الخاص يعملون جميعاً معاً”. 

وأشار هوكينز إلى أن “عدة شركاء دوليين قد وصلوا بالفعل”، وتابع: “نائب قائد المركز هو ضابط بريطاني برتبة جنرال”، وأن “مزيداً من الدول والمنظمات ستنضم خلال الأيام والأسابيع المقبلة”. 

“مركز التنسيق المدني العسكري” 

وعن دور المركز في الحفاظ على وقف إطلاق النار، وصف هوكينز “قاعة العمليات” التي تتيح المراقبة الفورية لما يجري داخل غزة، قائلاً: “يُمكننا هذا من رؤية ما يحدث على الأرض فور وقوعه، ونحن نجمع البيانات من شركاء دوليين ومنظمات غير حكومية ومؤسسات لديها عيون وآذان على الأرض، ما قد يساعدنا على تحديد الأماكن التي بحاجة إلى مساعدة، ويضمن في الوقت نفسه استمرار وقف إطلاق النار”.

ووصف مسألة مراقبة وقف إطلاق النار بأنها “جوهر المهمة”، وقال: “غزة المستقرة والآمنة هي محور تركيزنا، ولهذا أنشئ هذا المركز”. 

وأشار هوكينز إلى أن موقع المركز داخل إسرائيل يتيح “تنسيقاً وثيقاً” مع الجيش الإسرائيلي، معتبراً أنه “من الطبيعي أن نعمل مع الجيش الإسرائيلي، فهي ممثلة في المركز شأنها شأن العديد من الدول والمنظمات الأخرى”. 

ورداً على تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين التي تفيد بأن واشنطن تحد من حرية عمل إسرائيل في غزة، قال هوكينز إن “الولايات المتحدة لديها التزام راسخ لا يتزعزع بأمن إسرائيل.. نحن شركاء في هذا الجهد الرامي إلى تحقيق غزة مستقرة وسلمية”. 

ورفض المسؤول العسكري التعليق على الجدل الدائر في الملفات السياسية، مكتفياً بالقول إن “القادة الأميركيين الكبار كانوا واضحين في مواقفهم العلنية”. 

وتطرق هوكينز إلى المرحلة الحالية في غزة، قائلاً: “الوضع هش للغاية.. الخروج من عامين من الصراع ليس بالأمر السهل، لكن هذا بالضبط هو سبب إنشاء المركز، لتنسيق الجهود الدولية، والحفاظ على المسار الصحيح”. 

وأضاف أن القيادة المركزية الأميركية تركز على مساعدة غزة في “التحول نحو الحكم المدني”، واصفاً ذلك بأنه “المقياس النهائي للنجاح”. 

أما عن موعد بلوغ المركز كامل قدرته التشغيلية، فقد قدم هوكينز جدولاً زمنياً حذراً، مشيراً إلى أن ذلك سيكون “خلال الأسبوعين المقبلين”، وأضاف: “ومع اندماج الشركاء الدوليين، نتوقع أن يصل المركز إلى قدرة تشغيلية أكثر اكتمالاً”.

واختتم تصريحاته قائلاً: “عندما نصل إلى تلك المرحلة، سنحرص على إظهار التقدم بشفافية، وسندعو وسائل الإعلام للاطلاع على كيفية سير العمل”.

شاركها.