سوريا.. إلقاء السلاح شرط المشاركة في الحوار الوطني

قال أعضاء في لجنة التحضير للمؤتمر الوطني السوري التي تم تشكيلها حديثاً إن الجماعات التي ترفض إلقاء السلاح والخضوع لسلطة وزارة الدفاع لن يكون لها أي دور في الحوار الوطني حول مستقبل سوريا.
وبدأت اللجنة المؤلفة من 5 رجال وامرأتين أعمالها، الخميس، لوضع الأساس للمؤتمر الوطني الذي قال الرئيس السوري أحمد الشرع إنه سيصدر بياناً يُشكل أساس إعلان دستوري.
ويثير البيان احتمال استبعاد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التي يقودها الأكراد، وتسيطر على أجزاء كبيرة من شمال وشرق البلاد، من المؤتمر الوطني ما لم تتخل عن سلاحها وفق مطالب دمشق.
“رفض المحاصصة الطائفية”
وتريد الإدارة السورية الجديدة أن تصبح قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة جزءاً من القوات المسلحة الوطنية، لكنها رفضت اقتراحاً من قائد “قسد” مظلوم عبدي بدمج الجماعة التي يقودها الأكراد في الجيش ككتلة عسكرية واحدة.
وقال حسن الدغيم المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني خلال مؤتمر صحافي في دمشق “من لا يلقي السلاح ويندمج ويسلم العهدة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية لن يكون له (دور).. لأن هذا الحوار هو حوار تبادل وجهات نظر، وليس استعراض قوة وعضلات، فهذه قضية أساسية”.
وقال الشرع خلال مقابلة مع صحيفة “إيكونوميست” يوم 31 يناير إن قوات سوريا الديمقراطية مستعدة لدمج قواتها في الدولة، لكن هناك حاجة لمزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف الشرع الذي قادت جماعته “هيئة تحرير الشام” الهجوم الذي أطاح بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، خلال وقت سابق من هذا الشهر إن اللجنة التحضيرية ستعقد مشاورات في جميع أنحاء سوريا، ثم “توجيه الدعوة لمن نعتقد أنهم يمثلون الشعب السوري بشكل عام”.
وإلى جانب الدغيم الباحث في الشؤون الإسلامية، تضم اللجنة محمد مستت المسؤول السابق في “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” في إدلب، ويوسف الهجر رئيس المكتب السياسي السابق للهيئة، ومصطفى الموسى، وهو أيضاً من الحكومة نفسها.
كما تضم اللجنة امرأتين هما هند قبوات، وهي مسيحية معارضة لنظام الأسد، وعملت على تعزيز التسامح بين الأديان وتمكين المرأة، وهدى الأتاسي، المشاركة في تأسيس هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية.
وأكدت اللجنة الحرص على إشراك جميع أطياف الشعب السوري من مختلف المحافظات والمكونات، لضمان مشاركة حقيقية تعكس التنوع المجتمعي والسياسي، وتؤسس لحوار جامع يتجاوز الحواجز والاصطفافات، بحسب بيان نشرته وكالة “سانا”.
وقال الدغيم إن “مبادئ ثورتنا ترفض المحاصصة الطائفية، وسيتم مراعاة التنوع بحيث ينظر السوريون من مختلف أعراقهم ودياناتهم ومناطقهم السكانية إلى المؤتمر كالمرآة التي تعكس وجوههم”.
“انتقادات كردية”
جات ردود الفعل على تشكيل اللجنة التحضيرية، متباينة، إذ انتقد السياسي الكردي السوري صالح مسلم اللجنة، وقال إنها لا تعكس التنوع العرقي والديني في سوريا.
وأضاف “نرى أن اللجنة تشكلت من لون واحد وبتطعيم يلبي مطالب خارجية، ولا تراعي التنوع السوري من حيث الانتماء العرقي والعقائدي.. مخاوفنا أن تتم دعوة الشخصيات والأطراف التي تتوافق مع رغبات التيارات السلفية ومقربة من أطراف متورطة في النزاع السوري بهدف تحقيق أطماعها بدلاً من مصالح الشعب السوري”.
وقال دبلوماسي غربي متخصص في الشأن السوري إن اللجنة ليست بنفس الشمول الذي كانوا يأملون فيه وإن 6 من أعضائها من المسلمين السنّة، لافتاً إلى أن غالبيتهم لديهم روابط قوية مع الرئيس السوري أحمد الشرع أو “هيئة تحرير الشام”.