قال الدفاع المدني السوري، السبت، إن انفجارات ناتجة عن مخلفات الحرب تُعقّد جهود السيطرة على حرائق الغابات المستعرة لليوم الثالث على التوالي في ريف اللاذقية، وسط تحذيرات من اتساع نطاق النيران واقترابها من المناطق السكنية.
وذكر سكان محليون أن ألسنة اللهب التهمت مساحات واسعة من الغطاء النباتي في القرى الجبلية، مؤكدين أن الحرائق الحالية من بين الأشد التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، مع وصولها إلى أطراف بعض المنازل.
وقالت وزارة الطوارئ والكوارث إن أكثر من 62 فريق إطفاء يشاركون في مواجهة الحرائق، وسط صعوبات ميدانية أبرزها غياب خطط لإعادة تأهيل الغابات وسوء حالة الطرق الزراعية، وهو ما يؤخر وصول الآليات إلى المناطق المشتعلة.
وأكد الدفاع المدني أنه عزز وجوده في المنطقة مع وصول صهاريج مياه وآليات إطفاء ثقيلة من محافظات مجاورة، إضافة إلى معدات هندسية لفتح ممرات في التضاريس الوعرة، فيما لا تزال الانفجارات المتقطعة في مواقع النيران تشكل خطراً مباشراً على فرق الإطفاء.
وتشهد سوريا سنوياً موجات من حرائق الغابات، تتركّز في مناطق الساحل الغربي خلال فصل الصيف. وتزداد صعوبة إخماد هذه الحرائق بسبب الظروف المناخية القاسية ووجود مخلفات الحرب، مثل الألغام والذخائر غير المنفجرة، خصوصاً في المناطق التي كانت مسرحاً لعمليات عسكرية خلال سنوات الصراع.
وسبق أن سجلت حرائق مدمرة في صيف 2020 و2021، أسفرت عن تلف مساحات زراعية شاسعة ونزوح العشرات من السكان، في ظل قدرات استجابة محدودة وضعف الإمكانيات التقنية والبشرية.