سوريا.. بصمات “الفرقة الرابعة” على مستودعات “الكبتاجون”
منذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ديسمبر الماضي، جرى اكتشاف مستودعات، ومعامل، وأماكن عدة لصناعة وتخزين مخدر الكبتاجون، لا سيما في العاصمة دمشق، وريفها، والساحل السوري، مع استمرار حملات البحث والتمشيط في عموم المحافظات السورية يُنتظر العثور على المزيد.
الكبتاجون في مقرات الفرقة الرابعة
وكشفت مصادر في وزارة الداخلية بالإدارة السورية الجديدة لـ”الشرق”، أن ما يزيد على 70 % من معامل الكبتاجون التي تم اكتشافها، تقع في أماكن إما تابعة أو تديرها مباشرة الفرقة الرابعة في الجيش السوري التابع للنظام السابق، والتي كان يقودها اللواء ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد.
ووفق مصادر “الشرق” فإن “العدد الأكبر من المعامل والمستودعات تم اكتشافه في دمشق، وريفها، لا سيما في مناطق يعفور، والديماس، فضلاً عن مناطق في المربع الأمني بمنطقة كفر سوسة، وكذلك في اللاذقية”، كما تضيف المصادر أن “الأماكن المكتشفة كانت تحتوي على آليات ومعدات إما بدائية أو متوسطة الحداثة لصناعة ملايين الحبوب من الكبتاجون وتهريبها خارج سوريا”.
مستودعات مرفأ اللاذقية
في منتصف يناير 2025، أعلنت إدارة الأمن العام ضبط مستودعين مخصصين لتصنيع وتجهيز حبوب الكبتاجون للتصدير، ومكانهما في مستودعات مرفأ اللاذقية، وعاينت “الشرق” المكانين، ورصدت وجود حبوب الكبتاجون في ألعاب الأطفال، وآليات ضخ المياه، ومستلزمات التدخين، وفي صواني الضيافة.
وفي حديثه لـ”الشرق” قال مدير الأمن العام في اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي، إن “قوات الأمن ضبطت أكثر من 100 مليون حبة كبتاجون في هذين المستودعين”، مضيفاً أن “مكافحة تهريب المخدرات والعثور على مستودعات الكبتاجون من أهم الهواجس الأمنية التي تعمل وزارة الداخلية السورية على إزالتها”.
كما ضبطت قوات الأمن العام، بمشاركة جهاز مكافحة المخدرات، عدداً كبيراً من معامل الكبتاجون في ريف دمشق، لا سيما في يعفور، والديماس، والصبورة حيث مقرات الفرقة الرابعة.
وقال مصدر في جهاز مكافحة المخدرات لـ”الشرق” إنه “تم تكثيف عمليات البحث والتمشيط في جميع مقرات الفرقة الرابعة، مع الاعتماد على أجهزة حديثة في عمليات البحث”، ووفق المصدر، فإن “ما تم اكتشافه حتى اللحظة من مصانع ومعامل ومستودعات كبتاجون ليس إلا جزءاً قليلاً مما لم يتم اكتشافه بعد، كما أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الإعلانات عن ضبط أماكن مخصصة لتصدير الكبتاجون”.
ما دور البرلماني السابق عامر خيتي؟
توصلت إدارة العمليات العسكرية إلى منشآت لصناعة الكبتاجون تتبع لعضو مجلس الشعب سابقاً عامر خيتي، والذي يخضع لعقوبات بريطانية، حيث تقول حكومة لندن إنه “يسيطر على العديد من الشركات في سوريا التي تسهل إنتاج وتهريب المخدرات”.
كما يعتبر “خيتي” من أهم رجال الأعمال السوريين، وتقول مصادر إن “الخيتي معروف بعلاقته بماهر الأسد، فضلاً عن أنه كان أحد رجال النظام الأقوياء في المنطقة.. وفي مصنع تابع له في مدينة دوما بريف دمشق، عثرت إدارة العمليات العسكرية في ديسمبر الماضي على الآلاف من حبوب الكبتاجون”.
سوريا.. “مصنع كبتاجون”
ويصف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي سوريا بأنها “رائد عالمي في إنتاج الكبتاجون”، وتقول تقديرات غربية وأميركية إن “سوريا كانت تنتج 80% من هذه المادة المخدرة، كما حوّل الكبتاجون سوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات”، وفق ما كشفته تقديرات مستمدة من بيانات لوكالة الصحافة الفرنسية خلال تحقيق أجري عام 2022.
ووفق الوكالة الفرنسية، فإن قيمة التجارة العالمية للكبتاجون تقدر بنحو عشرة مليارات دولار، في حين تقدر الأرباح السنوية للنظام السوري السابق منها بنحو 2.4 مليار دولار.