أدانت سوريا “الزيارة غير الشرعية” التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، ووفد من حكومته إلى جنوب سوريا، اليوم الأربعاء 19 تشرين الثاني، معتبرة أنها “انتهاك خطير لسيادة سوريا ووحدة أراضيها”.

الزيارة تمثل محاولة جديدة لفرض أمر واقع يتعارض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتندرج ضمن سياسات “الاحتلال”، الرامية إلى تكريس عدوانه واستمراره في انتهاك الأراضي السورية، وفق ماجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية والمغتربين السورية.

وأكد البيان أن سوريا تجدد مطالبتها “الحازمة” بخروج ما وصفته “الاحتلال الإسرائيلي” من الأراضي السورية.

واعتبرت الوزارة أن جميع الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في الجنوب السوري “باطلة ولاغية”، ولا ترتب أي أثر قانوني وفقًا للقانون الدولي.

ودعت الخارجية السورية في بيانها المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته، وردع “ممارسات الاحتلال”، وإلزامه بالانسحاب الكامل من الجنوب السوري، والعودة إلى اتفاقية فض النزاع 1974.

ودخل نتنياهو، إلى الجنوب السوري مع وزير دفاعه، يسرائيل كاتس، ووزير خارجيته، جدعون ساعر، ورئيس هيئة الأركان، إيال زامير.

ذو أهمية هائلة

قال نتنياهو لقواته خلال زيارته إلى موقع متقدم في المنطقة العازلة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، إن الوجود الإسرائيلي المستمر داخل سوريا “ذو أهمية هائلة”.

“نحن نولي أهمية كبيرة لقدراتنا هنا، سواء الدفاعية أو الهجومية”، أكد نتنياهو، مضيفًا أن الهدف يشمل “حماية حلفائنا الدروز، وخاصة حماية دولة إسرائيل وحدودها الشمالية مقابل مرتفعات الجولان”.

واعتبر أن هذه المهمة يمكن أن تتطور في أي لحظة، حسبما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“.

وقال نتنياهو، عبر “إكس“، “لقد زرت منطقة مرتفعات الجولان في سوريا، وتلقيت إحاطة عملية والتقيت بالمقاتلين الذين يدافعون بشجاعة عن إسرائيل كل يوم… فخور بمقاتلينا”.

وأرفق رئيس الوزراء الإسرائيلي تعليقه، بصور داخل الأراضي السورية المحتلة.

“جولة نتنياهو وكاتس في الأراضي السورية تأتي في ظل الجهود الأمريكية الرامية إلى توقيع اتفاقية أمنية بين إسرائيل وسوريا”، حسبما نقلت “القناة 12” الإسرائيلية، عبر منصة “إكس“.

وفي سياق متصل، أعلنت وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلية (شين بيت) إنها كشفت عن شبكة تهريب أسلحة في شمالي إسرائيل، واعتقلت 23 شخصًا متورطين في القضية، منهم 18 مواطنًا إسرائيليًا.

أين وصل الاتفاق؟

عقب اللقاء بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في واشنطن، في 10 من تشرين الثاني الحالي، نشرت وزارة الخارجية السورية بيانًا ذكرت فيه أن اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة بين ترامب والشرع، ناقش عدة ملفات من ضمنها الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل.

وأكد الجانب الأمريكي، بحسب الخارجية، دعمه للتوصل لاتفاق أمني مع إسرائيل يهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي.

الرئيس السوري، أحمد الشرع، استبعد في حوار مع قناة “فوكس نيوز”، في 11 من تشرين الثاني الحالي، انضمام سوريا إلى “اتفاقيات أبراهام”، موضحًا أن “الوضع في سوريا يختلف عن الدول التي وقّعت الاتفاق”.

وقال الشرع، “لدينا حدود مع إسرائيل التي تحتل الجولان منذ عام 1967، ولسنا بصدد الدخول في مفاوضات مباشرة حاليًا، وربما يمكن للولايات المتحدة برئاسة ترامب أن تلعب دورًا في هذا الملف”.

وفي حواره مع صحيفة “واشنطن بوست”، استرسل الرئيس السوري أكثر في الحديث عن الاتفاقية مع إسرائيل، منتقدًا سياستها التوسعية، ومطالب نزع السلاح من جنوبي سوريا.

الرئيس السوري، جدد تأكيده على انخراط سوريا في مفاوضات غير مباشرة قائلًا، “نحن منخرطون في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقد قطعنا شوطًا طويلًا نحو التوصل إلى اتفاق، لكن للتوصل إلى اتفاق نهائي، ينبغي لإسرائيل الانسحاب إلى حدود ما قبل 8 من كانون الأول 2024”.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.